الرئيسية » مختارات من الصحافة » الإعلام العبري يعترف: بعد 200 يوم على حرب غزة إسرائيل فشلت في القضاء على “حماس” وتغرق بساحات القتال.. والاحتلال تقول أنها ستمضي قدما في عملية برية في رفح

الإعلام العبري يعترف: بعد 200 يوم على حرب غزة إسرائيل فشلت في القضاء على “حماس” وتغرق بساحات القتال.. والاحتلال تقول أنها ستمضي قدما في عملية برية في رفح

يبدو واضحاً اليوم أنّه من الصعب أن تجد أحداً من المسؤولين الإسرائيليين يتحدث عن تحقيق مكاسب سوى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو الذي يردد شعار “النصر الحاسم الساحق”، فبعد أكثر من 200 يوم على اندلاع الحرب لم تحقق “إسرائيل” أهدافها في أيّ ساحة من ساحات القتال ولا حتى في الجانب السياسي ولا يزال الأسرى الإسرائيليين في قبضة المقاومة، وهذا ما يعترف به الإعلام الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، أكّدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أنّ “الجيش” الإسرائيلي لم يحقق أهدافه في أيّ ساحة من ساحات القتال، لافتةً إلى أنّ معظم قوات “الجيش” الإسرائيلي انسحبت من أراضي قطاع غزّة في الأسابيع الأخيرة، في حين لم يتم القضاء على مسؤولي حماس، في الوقت الذي لا يزال 133 إسرائيلياً في الأسر.

وفي الجبهة الشمالية، أشارت الصحيفة إلى استمرار إطلاق الصواريخ والمسيّرات بشكل يومي، في تصعيد لا ينتهي، وفق “الميادين”.

وذكرت أنّه لا يزال عشرات الآلاف من الإسرائيليين غير قادرين على العودة إلى منازلهم على طول الحدود مع لبنان، مضيفةً أنّ الآلاف هُجروا من دون أن تندلع حرب واسعة مع حزب الله.

كذلك، تطرقت الصحيفة إلى أنّه على الصعيد السياسي، لا يوجد حتى الآن أيّ اختراق في الاتصالات التي حصلت بين الولايات المتحدة وفرنسا والحكومة اللبنانية وحزب الله، موضحةً أنّ المؤسسة الأمنية والعسكرية تعتقد أنّ وقف القتال في غزّة هو وحده الذي سيوقف إطلاق النار في الشمال أيضاً.

بالإضافة إلى ذلك، يواصل اليمنيون هجماتهم في البحر الأحمر، حيث يشتبكون بشكلٍ أساسي مع التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة هناك.

هذا وأشار رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، أمس، إلى أنه “بعد 200 يوم من اندلاع الحرب، تم إطلاق 5 صواريخ على سديروت، وصاروخين على زيكيم، ويوم معركة حقيقي في الشمال مع إطلاق نار من دون توقّف، بما في ذلك إنذارات في عكا وكريوت، إضافة إلى 133 من الأسرى الذين ما زالوا لدى حماس، إنّه ليس عيد الحرية (الفصح اليهودي)، إنه الفوضى”.

وبالتوزاي مع مواصلة المقاومة الفلسطينية عملياتها ضدّ قوات الاحتلال في غزة، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّ “ضباطاً كباراً في الجيش الإسرائيلي يعتزمون الاستقالة” لفشلهم في منع هجوم 7 أكتوبر، متوقّعةً استقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي وضباط كبار آخرين – بينهم ما لا يقل عن 4 برتبة عميد على مستوى قادة الوحدات الميدانية – ضمن تأثير الدومينو لاستقالة رئيس “أمان” أهارون حاليفا.

 

من جهته قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية اليوم الأربعاء إن الجيش الإسرائيلي يستعد لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح ومهاجمة معاقل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة رغم التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية.

وقال متحدث باسم حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل “ستمضي قدما” في عملية برية لكنه لم يحدد جدولا زمنيا.

وقال مسؤول الدفاع إن وزارة الدفاع الإسرائيلية اشترت 40 ألف خيمة، تسع الواحدة منها ما بين 10 أشخاص و12 شخصا، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.

وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي ما بدا أنها مدينة خيام في خان يونس التي تبعد عن رفح نحو خمسة كيلو مترات.

ولم تتمكن رويترز من التحقق من محتوى اللقطات، لكنها حصلت على صور من شركة ماكسار تكنولوجيز الأمريكية المتخصصة في التصوير عبر الأقمار الصناعية تظهر بضع مخيمات على أرض خان يونس كانت خالية منذ أسابيع.

وقال مصدر بالحكومة الإسرائيلية إن مجلس وزراء الحرب الذي يرأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم الاجتماع خلال الأسبوعين المقبلين للموافقة على إجلاء المدنيين الذي من المتوقع أن يستغرق نحو شهر.

وقال المسؤول الدفاعي الذي طلب عدم كشف هويته لرويترز إن الجيش قد يبدأ العمل على الفور لكنه ينتظر الضوء الأخضر من نتنياهو.

ويلوذ برفح المتاخمة للحدود المصرية أكثر من مليون فلسطيني نزحوا بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ نصف عام عبر بقية قطاع غزة، ويقولون إن احتمال النزوح مرة أخرى يثير رعبهم.

وقالت آية (30 عاما) التي تعيش مؤقتا في المدينة مع عائلتها في إحدى المدارس، إنه يتعين عليها اتخاذ قرار مغادرة رفح لأنها هي وأمها تخشيان حدوث اجتياح مفاجئ لا يستطيعان معه الهرب لكن يظل السؤال إلى أين ستذهبان.

وأضافت أن بعض العائلات انتقلت في الآونة الأخيرة إلى مخيم للاجئين في منطقة المواصي الساحلية، لكن خيامهم اشتعلت فيها النيران عندما سقطت قذائف الدبابات في مكان قريب.

* ضربة قوية

تقول إسرائيل التي شنت حربها للقضاء على حماس بعد هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول على بلدات إسرائيلية، إن رفح بها أربع كتائب قتالية كاملة تابعة لحماس وتقول إن تلك الكتائب تلقت تعزيزات من آلاف من مقاتلي الحركة المنسحبين من مناطق أخرى ويتعين عليها إلحاق الهزيمة بهم لتحقيق النصر.

وقال البريجادير جنرال إيتسيك كوهين قائد الفرقة 162 النشطة في غزة لهيئة البث الإسرائيلية العامة (راديو كان) أمس الثلاثاء “تعرضت حماس لضربة قوية في شمال القطاع. كما تلقت ضربة قوية في وسط القطاع. وقريبا ستتلقى ضربة قوية في رفح أيضا”.

لكن واشنطن، أقرب حلفاء إسرائيل، دعت إلى التخلي عن خطط الهجوم، وقالت إن إسرائيل تستطيع محاربة مسلحي حماس هناك بوسائل أخرى.

وقال ديفيد ساترفيلد، المبعوث الأمريكي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، للصحفيين أمس الثلاثاء “لا يمكننا دعم عملية برية في رفح دون خطة إنسانية مناسبة وذات مصداقية وقابلة للتنفيذ، وذلك على وجه التحديد بسبب التعقيدات التي تعترض توصيل المساعدات”.

وأضاف “نواصل المناقشات مع إسرائيل بشأن ما نعتقد أنه طرق بديلة لمواجهة التحدي الذي ندركه وهو الوجود العسكري لحماس في رفح”.

وتقول مصر إنها لن تسمح بدفع سكان غزة عبر الحدود إلى أراضيها. وقالت الهيئة العامة للاستعلامات إن القاهرة حذرت إسرائيل من مغبة التحرك في رفح لأن هذه الخطوة “ستؤدي لمذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع”.

وسحبت إسرائيل معظم قواتها البرية من جنوب غزة هذا الشهر لكنها واصلت قصفها الجوي ونفذت ضربات على مناطق انسحبت منها قواتها. وحتى الآن، كان الفشل مصير الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوسط في وقف إطلاق نار ممتد في الوقت المناسب لمنع الهجوم على رفح.

ويقول مسؤولون طبيون في غزة إن أكثر من 34 ألف شخص استشهدوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية ويُخشى أن يكون هناك آلاف الجثث مطمورة تحت الأنقاض.

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى مقتل 1200 واحتجاز 253 في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن من بين هؤلاء الرهائن ما زال 129 في غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 260 جنديا إسرائيليا آخرين قتلوا في العمليات البرية من 20 أكتوبر تشرين الأول.

وقال إتش.إيه.هيليير وهو زميل مشارك كبير في دراسات الأمن الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة إنه يتوقع الهجوم على رفح “عاجلا وليس آجلا” لأن نتنياهو يتعرض لضغوط لتحقيق أهدافه المعلنة المتمثلة في إنقاذ الرهائن وقتل جميع قادة حماس.

وأضاف “غزو رفح أمر لا مفر منه بسبب الطريقة التي صاغ بها كل هذا… لكن لن يتمكن الجميع من مغادرة المدينة لذلك إذا أرسل الجيش إلى رفح، فسيكون هناك الكثير من الضحايا”.

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ألكسندر نازاروف: كيف يكون شكل العالم بانتصار الصين أو الولايات المتحدة في الحرب بينهما؟

هناك شيئان فقط يجعلان أي بلد غنيا على المدى الطويل.. أو حتى شيء واحد. إن الشرط الرئيسي هو النصر العسكري (لك أو لسيدك، إذا ما ...