أعلنت روسيا، أمس الإثنين، وقف الأعمال العسكرية من جانب واحد، للسماح بإجلاء المدنيين في مجمع آزوفستال للصناعات المعدنية المحاصر في مدينة ماريوبول، كما قررت طرد 40 من الموظفين الدبلوماسيين الألمان، على حين أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، أن الهدف الرئيس للغرب هو تقسيم المجتمع الروسي، وتدمير البلاد من الداخل وهذا لن يتحقق، في حين أقر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بأنه يصعب على بلاده تتبع مصير الأسلحة التي تنقلها إلى أوكرانيا، مثل «ستينغر» و«جافلين».
قناة «الميادين» نقلت عن بوتين قوله خلال اجتماع موسع لهيئة مكتب المدعي العام: «صُدمنا عندما دعا دبلوماسيون رفيعو المستوى في أوروبا والولايات المتحدة أتباعهم الأوكرانيون إلى استخدام كل قدراتهم للفوز في ساحة المعركة، ومع إدراك أن هذا أمر مستحيل، تبرز مهمة أخرى في المقدمة، وهي تقسيم المجتمع الروسي، وتدمير روسيا من الداخل، وهذا لن يفلح».
وعلى خطٍ موازٍ نقلت قناة «روسيا اليوم» عن يفغيني إيفانوف نائب وزير الخارجية الروسية، أمس الإثنين أن روسيا تسعى الآن لمنع وقوع صراع عسكري كبير في العالم، لافتاً إلى أن «التوقف الحالي في العلاقات بين روسيا الاتحادية والغرب قد يكون مفيداً لإعادة الحسابات».
وأشار إيفانوف خلال اجتماع للجنة المؤقتة لمجلس الاتحاد بشأن حماية سيادة الدولة إلى أن العقوبات ضد روسيا ستسبب مشاكل خطيرة في الدول التي تتبناها، قائلاً: «الإجراءات غير الودية لا تمر من دون رد مناسب في المجال التشريعي (…) إلى جانب حظر الدخول إلى روسيا الاتحادية، ينص القانون على قيود اقتصادية، بما في ذلك مصادرة الأصول على أراضي روسيا».
في غضون ذلك عقد نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف أمس الإثنين اجتماعاً مع سفير الولايات المتحدة لدى موسكو جون ساليفان.
ويعد ذلك أرفع اجتماع بين روسيا والولايات المتحدة منذ بدء موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا في 24 شباط الماضي.
إلى ذلك أعلنت روسيا أنها قررت طرد 40 موظفاً ألمانياً يعملون في أراضيها، في إجراء جوابي رداً على خطوة مماثلة اتخذتها برلين في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأكدت الخارجية الروسية في بيان لها أنها استدعت أمس الإثنين سفير برلين لدى موسكو، غيزا أندرياس فون غاير، وأعربت له عن احتجاجها الشديد على القرار غير الودي بشكل صارخ الذي اتخذته الحكومة الألمانية في الرابع من أبريل لإعلان 40 موظفاً في المؤسسات الدبلوماسية الروسية في ألمانيا شخصيات غير مرغوب فيها».
من جهة ثانية أعلنت موسكو عن غياب أي خطط حالياً لعقد اجتماع جديد بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وأوكرانيا ديميتري كوليبا، على خلفية استمرار الأعمال القتالية بين الدولتين.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو أمس الإثنين أن إمكانية عقد لقاء حضوري جديد بين وفدي روسيا وأوكرانيا التفاوضيين ليست مطروحة على الأجندة الآن.
وعلى خط مواز أعلنت روسيا عن وقف الأعمال القتالية مؤقتاً أمس الإثنين في مدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا بغية إجلاء المدنيين الذين قالت حكومة كييف إنهم موجودون داخل مصنع الصلب «آزوفستال».
وذكر رئيس غرفة العمليات التنسيقية المشتركة بين الوزارات المعنية بالاستجابة الإنسانية في أوكرانيا، رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع التابع لوزارة الدفاع الروسية ميخائيل ميزينتسيف، في بيان له، أن القيادة الروسية تؤكد مرة أخرى استمرار عمل الممر الإنساني الذي لا يزال مفتوحاً على مدار الساعة منذ 21 آذار لإجلاء المدنيين الذين تتحدث حكومة كييف عن وجودهم داخل «آزوفستال» الذي لا يزال آخر معقل للقوات الأوكرانية في المدينة.
وتابع ميزينتسيف: «استرشاداً بالمبادئ الإنسانية حصراً، تعلق القوات المسلحة الروسية وقوات جمهورية دونيتسك الشعبية، اعتباراً من الساعة الـ14:00 من 25 نيسان 2022، من جانب واحد كل الأعمال القتالية، وتنسحب وحداتها لمسافة آمنة وستعمل على ضمان خروج فئات المواطنين المذكورة بأي اتجاه يختارونه».
من جهتها ذكرت أوكرانيا أنه ليس هناك اتفاق على فتح ممرات إنسانية في مدينة ماريوبول، وكتبت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية إيرينا فيريشوك أول أمس الأحد على «تيليغرام» أنه «لا يمكن فتح ممر إنساني إلا بالتوافق بين الجانبين»، مضيفة: إن «أي ممر معلن من جانب واحد لا يضمن الأمن ولذلك لا يعد ممراً إنسانياً».
من جانبه قال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشلين، إنه يوجد نحو 400 من المرتزقة الأجانب على أراضي مصنع «آزوفستال» في مدينة ماريوبول.
من جانب آخر أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن تصميم واشنطن على مواصلة تقديم الدعم إلى أوكرانيا في النزاع ضد روسيا.
وصرح أوستن للصحفيين في بولندا، بعد يوم من زيارة سرية قام بها إلى كييف مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بأن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أبدى تصميمه لـ«ربح الحرب».
وأوضح أن الحكومة الأوكرانية تحتاج الآن إلى المزيد من الدبابات والمدفعية والمعدات الأخرى، وقال: «الخطوة الأولى في سبيل الانتصار هي الثقة بأنك تستطيع الفوز، ونحن نثق بأنهم قادرون على الفوز إذا كانت بحوزتهم المعدات المناسبة وإذا قدم لهم الدعم المناسب، ونعتزم فعل كل ما بوسعنا بغية التأكد من أنهم يحصلون على ذلك».
وتعهد أوستن وبلينكن لزيلينسكي أول من أمس، في أرفع زيارة لمسؤولين أميركيين إلى كييف منذ بدء العملية العسكرية الروسية، بأن الولايات المتحدة ستقدم إلى حكومته تمويلاً عسكرياً بقيمة أكثر من 300 مليون دولار، بالإضافة إلى ذخيرة ومعدات عسكرية بقيمة 165 مليون دولار. وبين أوستن، بأنه يصعب على الولايات المتحدة تتبع مصير الأسلحة التي تنقلها إلى أوكرانيا، مثل «ستينغر» و«جافلين»
سيرياهوم نيوز3 – الوطن