استفادت موسكو خلال عقدين غابت فيهما واشنطن عن الساحة الدبلوماسيّة، لتبلور مدرسة نشطة في الدبلوماسيّة، تجمع بين القراءة الواقعية لأدوار الشركاء الطبيعيين في الملفات، وأحجامهم وقدراتهم على التأثير، سواء كانوا حلفاء أو أصدقاء أو خصوماً، وتحسن استخدام موازين القوى وتفعيل حضورها بصورة موضعيّة للتأثير على المواقف والاصطفافات، وترسم دبلوماسيتها الناعمة بين سطور هذه العناصر، بينما كانت واشنطن تتنقل بين سياسات تعتمد دائماً على الاستخدام المفرط لعناصر قوتها، العسكرية بداية، في حروب أشعلت المنطقة ولم تصل الى النتائج المرجوة، ثم المخابراتية في مرحلة وسطى، عبر حروب الوكالة التي خاضتها جماعات التطرف الإرهابية، ثم قوتها المالية في منهج العقوبات القصوى الذي رسم معامل مرحلة الرئيس دونالد ترامب، وترفع بدل الجسور الجدران ليس مع الخصوم فقط، بل مع الحلفاء والأصدقاء أيضاً
ناصر قنديل
سيريا هوم نيوز /2 – وكالة أخبار الشرق الجديد