هنا تتركز الأنظار على الثلاثي الأبرز، وهم البرتغالي كريستيانو رونالدو (38 عاماً)، والأرجنتيني ليونيل ميسي (36 عاماً) والبرازيلي نيمار جونيور (31 عاماً). ثلاثي حقق إنجازات كثيرة خلال السنوات الـ10 الأخيرة، وكان لهم الحصة الأكبر من الجوائز الفردية والجماعية. وعلى الرغم من أنّ نيمار لم يتمكن من مجاراة الثنائي ليونيل وكريستيانو اللذين حلّقا بأرقامهما وكسّرا جميع الأرقام القياسيّة، إلّا أنه تمكن من منافستهما في مناسبات عدّة على جائزة أفضل لاعب في العالم وفي أوروبا. وهو بالنسبة إلى سنّه قادر على تحقيق المزيد من الإنجازات مع منتخب بلاده في قادم المواعيد، دون أن يلحق بهما بالتأكيد.
ومنذ بداية السنة الحالية، ظهر بوضوح تأثير الثلاثي على منتخباتهم بنسب متفاوتة.
من جهة الأرجنتيني ليونيل ميسي، وبحسب موقع «ترانسفرماركت» فقد شارك في 7 من أصل 9 مباريات لمنتخبه منذ أيلول 2022 (بعد قيادته منتخب بلاده للتتويج بلقب كأس العالم)، حيث سجل 11 هدفاً وصنع 2.
أما على صعيد الأندية، فمنذ بداية عام 2023 شارك ميسي في 32 مباراة ضمن الدوري الفرنسي لكرة القدم، فسجل 16 هدفاً وصنع مثلها، كما كان له 7 مشاركات في دوري أبطال أوروبا فسجل 4 أهداف وصنع مثلها أيضاً. وبعد انتقاله إلى أميركا، وتحديداً لنادي إنتر ميامي، لعب النجم الأرجنتيني 11 مباراة فسجل 11 هدفاً أيضاً وصنع 5.
أداء أكثر من رائع لميسي، يدفعه لمواصلة اللعب وعدم الاعتزال دوليّاً في الفترة القريبة المقبلة. ويبدو واضحاً أن مستوى ميسي ارتفع مع زملائه في المنتخب، بعد الفوز بلقب كوبا أميركا عام 2020 أمام البرازيل، قبل التتويج بكأس «الفيناليسما» على حساب إيطاليا، وبعدها رفع اللقب الأغلى وهو كأس العالم. ميسي يقود تشكيلة الأرجنتين اليوم وإلى جانبه دي بول ودي ماريا، وهم يعطون الخبرة للاعبين الصغار كإينزو فيرنانديز وغيره، لكي يقودو «التانغو» إلى الألقاب مستقبلاً.
وعلى منوال ميسي، ينسج نيمار جونيور. النجم البرازيلي ومنذ أيلول 2022 لعب 4 مباريات مع منتخب بلاده، فسجل 3 أهداف وصنع 4. وغاب عن ثلاث مباريات ودية بداعي إصابة في الكاحل، حيث خضع لعملية جراحية بعد كأس العالم.
وخلال تصفيات أميركا الجنوبية الحالية، المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بات نيمار الهداف التاريخي لمنتخب البرازيل برصيد 79 هدفاً من 125 مباراة، وفك الشراكة التي كانت تجمعه مع نجم البرازيل الراحل بيليه بـ77 هدفاً.
تطوّر أداء ميسي كثيراً مع المنتخب بعد الفوز بلقب كوبا أميركا وبعدها بكأس العالم
يذكر أن نيمار قاد البرازيل إلى الفوز بالميدالية الأولمبية الأولى في تاريخها عام 2016، ولكنه حتى الآن لم يتمكن من قيادتها لتحقيق المجد في كأس العالم، إذ إن بلاد «السحرة» في كرة القدم لم تحقق لقب كأس العالم منذ 2022، والمنتخب البرازيلي خرج من ربع نهائي النسخة الماضية في قطر أمام كرواتيا بشكل مفاجئ.
يمتلك نيمار جميع المقومات التي تجعله قادراً على قيادة البرازيل في مونديال 2026. هو صاحب 8 أهداف في مختلف نسخ كأس العالم التي شارك فيها، و5 في كوبا أميركا، والجميع يتوقع منه الكثير وخاصة أنه يبدو اليوم أفضل من الناحية المعنوية، ويمكن أن يكون انتقاله من باريس سان جيرمان الفرنسي إلى الهلال السعودي قبل أيام، محطة مهمة لناحية تخفيف الضغط عنه، وجعله يلعب بأريحية أكبر.
ومن البرازيل إلى البرتغال والتي تعرف بـ«برازيل أوروبا». هناك كريستيانو رونالدو، الذي يعتبر من أفضل المهاجمين على الإطلاق. صاحب الـ5 كرات ذهبية كان حاسماً رفقة ريال مدريد الإسباني على مدى سنوات، ولكنه لم ينجح عندما خرج من داخل أسوار ملعب «سانتياغو بيرنابيو» فخاض تجربة سيئة مع يوفنتوس ومانشستر يونايتد، قبل أن ينتقل إلى النصر السعودي.
على صعيد المنتخبات نجح رونالدو بقيادة البرتغال إلى لقب يورو 2016، ودوري الأمم الأوروبية 2021. إنجازات مهمة، ولكن بقي لقب كأس العالم عصيّاً عليه، رغم أنه طوال السنوات الماضية كان يمتلك زملاء مميزين في المنتخب.
رونالدو سجل هدفاً واحداً في مونديال 2022 الأخير، ولديه في التصفيات الأوروبية منذ آذار 2023 خمسة أهداف فقط من أصل 24 سجلها منتخب بلاده في التصفيات، ومن هنا يظهر أنه لم يعد له التأثير السابق مع المنتخب، رغم أنه الهداف التاريخي للبرتغال برصيد 123 هدفاً في 201 مباراة. ومن المتوقع أن لا يكون رونالدو ضمن حسابات المنتخب في مونديال 2026 في كندا وأميركا والمكسيك نظراً إلى سنّه. وستلجأ البرتغال إلى تعويض نجمها من خلال بناء منظومة هجوميّة مميّزة.
وانطلاقاً مما تقدم، تظهر الحاجة اليوم إلى ميسي ونيمار مع منتخباتهم، مقابل تراجع قدرة رونالدو على تقديم الإضافة للبرتغال، من دون أن يقلل الأمر من تميّزه على مدى السنوات. الاستحقاقات المقبلة ستعطي صورة أفضل عن قدرة الثلاثي وفعاليته في الاستحقاقات الكبرى.
سيرياهوم نيوز3 – الأخبار