الرئيسية » مختارات من الصحافة » ناشيونال إنترست: هل ستتحدى إسرائيل الولايات المتحدة في رفح؟

ناشيونال إنترست: هل ستتحدى إسرائيل الولايات المتحدة في رفح؟

ليس لدى إدارة بايدن خطوط حمراء في علاقاتها مع إسرائيل إذا تجاهلت الأخيرة رغباتها، كما قال الكاتب غريغ بريدي في صحيفة ناشيونال إنترست.

إن مبادرة بايدن المتمثلة في قيام الجيش الأمريكي ببناء ميناء مؤقت في غزة لتوصيل إمدادات الإغاثة، والتي تم الإعلان عنها في 7 مارس خلال خطاب حالة الاتحاد السنوي، يمكن أن تساهم جزئيا في حل مشكلة نقص الغذاء في قطاع غزة.

شدد المسؤولون الأميركيون على أننا “لا ننتظر الإسرائيليين”، وبهذا المعنى فإن الولايات المتحدة لاتطلب الإذن من إسرائيل، ربما كي تتجنب إجبار إسرائيل على السماح بدخول كميات أكبر من المساعدات إلى غزة عبر المعابر الحدودية القائمة.

وسيكون هذا حلاً أكثر فائدة نظرًا للحاجة الملحة، لكن بناء الميناء سيستغرق شهرين تقريبا، وفشل نتنياهو في الاستجابة لطلبات الإدارة مرارا وتكرارا. وإذا بقي نتنياهو متشددا في موقفه فقد يتطلب ذلك مزيدا من الضغط من قبل الإدارة ووضع شروط على الإمدادات الأمريكية.  لكن بايدن لايزال غير راغب في القيام بأي تهديد.

أكدت إدارة بايدن أنه لن يذهب أي أفراد عسكريين أمريكيين إلى الشاطئ في غزة لتفريغ المساعدات. ومع ذلك، فإن وجودهم في المياه القريبة من ساحل غزة قد يضعهم في نطاق أسلحة حماس. كما تم الإبلاغ عن أن موظفي المقاولين الأمريكيين يمكن أن يشاركوا في تنظيم توزيع الإمدادات بمجرد وصولهم إلى الرصيف، الأمر الذي سيتطلب منهم النزول إلى الشاطئ. وبحسب ما ورد ستعتمد العملية أيضًا على القوات الإسرائيلية لتوفير الأمن على الشاطئ، بينما سيقوم الفلسطينيون بتوزيع المساعدات ونقلها إلى المستفيدين.

وهذا يثير مشاكل محتملة، فقد حدث اشتباك مؤخرا قتل فيه أكثر من 100 شخص حين هرع الفلسطينيون اليائسون إلى الشاحنات. بالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى المماطلة من جانب حكومة نتنياهو بشأن تسهيل الإمدادات القادمة عن طريق البر، هل يمكننا التأكد من أن إسرائيل ستسهل الإمدادات القادمة؟

يرتبط هذا السؤال حتماً برغبة نتنياهو المعلنة في شن هجوم عسكري على رفح، حيث لا تزال هناك قوات من حماس. لقد قال إن الهجوم سيستمر، حتى في الوقت الذي قال فيه الرئيس بايدن إن القيام بذلك دون خطة قابلة للتطبيق لنقل أكثر من مليون لاجئ فلسطيني محشورين في المدينة أمر غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة.

ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح إلى حد كبير ما إذا كانت إدارة بايدن ستكون مستعدة أخيرًا لفرض أي عقوبات جوهرية على إسرائيل، فيما يتعلق بالإمدادات العسكرية، حيث تتجاهل إسرائيل مخاوف الولايات المتحدة بشأن احتمال حدوث كارثة إنسانية وربما إجبار اللاجئين على اللجوء إلى مصر نتيجة هجوم رفح.

صرح العديد من المسؤولين الأمريكيين لصحيفة بوليتيكو أن الولايات المتحدة ستفكر في فرض شروط على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل في حالة تحدي إسرائيل للبيت الأبيض في رفح. لكن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان نفى بشدة صباح أمس وجود أي «خطوط حمراء». وقال سوليفان: لم يصدر الرئيس أي تصريحات في مقابلة نهاية الأسبوع الماضي.

يتكرر هذا النمط من السلوك الأمريكي منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، حيث تعرب إدارة بايدن عن مخاوفها، وتقدم المواعظ ، ولكنها تتجنب أي تهديدات بعواقب ملموسة إذا تجاهلت إسرائيل رغباتها.

وحتى مع احتمال حدوث كارثة إنسانية تلوح في الأفق في رفح، والتي يمكن أن تلحق أيضًا أضرارًا جسيمة بالمصالح الأمريكية في المنطقة وربما تؤدي إلى حرب أوسع نطاقًا، فإن إدارة بايدن تتراجع عن أي إشارة إلى أن لديها أي “خطوط حمراء”.

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إزفيستيا: إسرائيل ولبنان.. هل سيتفقان على هدنة؟

حول التقدم في عملة التفاوض لإبرام هدنة مع لبنان، كتبت كسينيا لوغينوفا، في “إزفيستيا”: وافقت السلطات اللبنانية على خطة لتسوية العلاقات مع إسرائيل، اقترحتها إدارة ...