آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » نتنياهو يعلن صراحة: الرهان على جرّ الجيش إلى صدام مع المقاومة

نتنياهو يعلن صراحة: الرهان على جرّ الجيش إلى صدام مع المقاومة

 

علي حيدر

 

 

حدَّد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الملامح العامة للمخطط الإسرائيلي – الأميركي في مواجهة المقاومة، معلناً بشكل صريح أن على الحكومة اللبنانية استكمال المهمة التي عجزت إسرائيل عن تحقيقها في الحرب الأخيرة. هذا التوجه الذي كان جلياً منذ أن اكتشف العدو تعذّر القضاء على المقاومة، تناوله نتنياهو بشكل مباشر، في مؤتمر صحافي أمس مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، فدعا الحكومة اللبنانية إلى أن «تلتزم بشكل مشابه (لتفسير إسرائيل) بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار». وحتى لا تكون الخيارات التي تترجم هذا المفهوم غامضة، شدّد على ضرورة «نزع سلاح حزب الله؛ وتفضّل إسرائيل أن يقوم الجيش اللبناني بهذا العمل، ولكن لا ينبغي لأحد أن يشك في أن إسرائيل ستفعل ما يجب عليها فعله».

 

يعني ذلك، أن مخطط المرحلة المقبلة ينطوي صراحة على تآمر إسرائيلي أيضاً على الجيش اللبناني عبر زجّه في صدام مع المقاومة، ومحاولة استنزافها في حرب داخلية بعدما عجزت إسرائيل عن اجتثاثها، مع ما قد يترتب على ذلك من نتائج وتداعيات على واقع لبنان ومستقبله.

من جهته، حدَّد روبيو جانباً إضافياً من استراتيجية واشنطن في مواجهة المقاومة، فأكّد أن «أهداف» الولايات المتحدة وإسرائيل «متوافقة: دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة حزب الله ونزع سلاحه».

 

ما تقدّم، يوفّر فهماً أدق لسياق وأهداف أي موقف أو خطوة تشهدها الساحة اللبنانية، عبر تحديد موقعها من الاستراتيجية الإسرائيلية – الأميركية في مواجهة المقاومة. وفي ضوء ذلك، ليس من الصعوبة أيضاً استشراف ما ستؤول إليه خطواتٌ في الاتجاه نفسه بما يؤدي، بحسب المخطط المرسوم، إلى تحقيق الهدف المعلن أميركياً وإسرائيلياً.

 

مع ذلك، مما يُميز هذه المواقف – الأميركية والإسرائيلية – أنها تأتي في ظل متغيّرات وسياقات تتعاظم فيها المخاطر على المنطقة بأكملها. وتتجلى في ذلك أيضاً حقيقة حاجة لبنان إلى المقاومة أكثر من أي وقت مضى. فالمسعى الأميركي – الإسرائيلي لتهجير سكان غزة، بغضّ النظر عن مدى نجاح تنفيذه، ومحاولة إلزام الدولة المطبّعة مع إسرائيل باستقبالهم وصولاً إلى مطالبة السعودية التي لا تعارض أصل التطبيع مع العدو، كل ذلك يكشف عن أن أي طرف إقليمي يفقد القدرة على المقاومة عليه أن يوطّن نفسه لتلقي الإملاءات الأميركية والإسرائيلية. وبالمقارنة مع هذه الدول، من الواضح أن لبنان هو الأشد ضعفاً بينها. أضف إلى أنه ماذا لو حملت المتغيّرات في المدى المنظور أو المستقبل فرصاً أو ما يعزّز دوافع العدو لإعادة احتلال أجزاء من لبنان! وليست هذه الفرضية من باب التنظير المجرّد والخيالي، بل تكفي إطلالة سريعة على المتغيّرات التي شهدتها المنطقة في العقود السابقة وما وفّرته من فرص لاجتياحات توسعية وصولاً إلى الوضع الحالي للكيان الإسرائيلي.

 

مع ذلك، ما لا يقل أهمية في ظل التحديات التي يواجهها لبنان ومن أجل توفير الأجواء التي تبرر أي خطوات لاحقة ضد المقاومة، يتطلب المخطط الأميركي الإسرائيلي في هذه المرحلة التركيز أكثر من أي وقت مضى على تصعيد الخطاب السياسي والإعلامي الذي يهدف إلى نزع صفة الوطنية عن المقاومة، عبر تقديمها على أنها وكيل لإيران في مواقفها وخياراتها، وهذا ما بدأ وسنشهد المزيد منه لاحقاً. لكن إذا ما دقّقنا في العوامل الفعلية التي تدفع إلى محاولة محاصرة المقاومة شعبياً وسياسياً وإعلامياً، فإن ذلك يعود إلى موقفها الحاسم برفض الهيمنة الأميركية والخضوع لها، ونتيجة مبدئيتها في رفض إضفاء المشروعية على الاحتلال الصهيوني لفلسطين والاعتراف بإسرائيل واعتبار هذا الموقف غير خاضع للمساومات والمتغيّرات السياسية ولموازين القوى، وأيضاً نتيجة تمسك المقاومة بسلاحها من أجل الدفاع عن لبنان وضرورة مواصلة العمل على تعزيزها بكل ما يمكن من قدرات، وعدم ترك مصيره للتحولات التي تتميز بها منطقتنا.

 

لكن ما تتجاهله بعض الزعامات السياسية في لبنان والكثير من الإعلاميين، جهلاً أو عمداً، أن هذه المواقف تنبع من صلب العقيدة التي يؤمن بها أهل المقاومة. وهم لا يستطيعون أن يرفعوا شعارات تستهدف عقيدتهم لأنها تستفزّ جمهورهم ويفقدون بذلك مشروعية فرص تحقيق أهدافهم. وكذلك من أبرز ما يؤكّد لبنانية هذه الثوابت وأصالتها العقائدية أنها كانت جزءاً رئيسياً من الخطاب السياسي للإمام موسى الصدر، قبل سنوات من انتصار الثورة الإسلامية في إيران.

 

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١ الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير “الأمن” الإسرائيلي: 7% فقط من الحريديم استجابوا لطلبات التجنيد

  وزير “الأمن” الإسرائيلي: 7% فقط من الحريديم استجابوا لطلبات التجنيد وزير “الأمن” الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يعلن أن 7% فقط من الحريديم، استجابوا لطلبات التجنيد، ...