يونس خلف
في نفس الوقت الذي لقي فيه وصول كميات من المواد الغذائية إلى الحسكة وتزويد صالات ومنافذ البيع العائدة للسورية للتجارة بالارتياح الكبير لدى المواطنين فإن هذا الارتياح كان يقابله سؤال : كيف وصلت المواد .. ولماذا لم يكن متاحاً لها أن تصل سابقاً . وهل تغيرت الظروف وزالت العوائق ؟
الحقيقة لم يتبدل أي شي في الظروف التي جرت العادة أن تكون هي الشماعة لأي تقصير أو ضعف في الأداء .
الأمر ببساطة أن الحسكة اليوم تصلها مئات الأطنان من السكر والخميرة والمنظفات والمواد الغذائية المختلفة والقرطاسية و اللوازم المدرسية وكل ما تحتاجه المحافظة من مواد وكانت تفتقده بسبب ( شماعة الظروف الصعبة ) لا بل أكثر وأبعد من ذلك فقد وصلت مثلا كمية ٥٠ ألف طن من الخميرة للمخابز في حين كان يتم شراؤها من تجار وسماسرة وبأسعار خيالية ونوعية رديئة .
ووصلت أيضاً كمية ٤٠٠ طن من السكر كدفعة أولى وأصبحت تباع في صالات السورية للتجارة إضافة إلى مواد كثيرة .
ونحن هنا إذ نريد أن يعرف الناس ذلك ويتوجهوا إلى صالات السورية فإننا في نفس الوقت نسأل : كيف تحقق ذلك وليس كيف وصلت هذه المواد . لأن المهم هو النتيجة . والأمر هنا يتصل بالأداء وهاجس المسؤول وتفكيره واهتمامه وقدرته على التغلب على الصعاب ولذلك عندما نريد أن نحصي أصناف المسؤولين سيكون من بينهم الذي يهتم بالمظاهر ووجاهة المنصب وعقد المجالس لجوقة الذين لا يعملون ولا يريدون لغيرهم أن يعمل .
وبالمقابل تشعر بالفرح والتفاؤل عندما تقابل مسؤولاً ينتزع إعجابك وتقديرك عندما يتحدث معك بقمة التواضع ولا ينظر إليك إلا أن من واجبه أن يسمع كل ما تريد قوله وكل ما يسهم في تأمين متطلبات الناس ولا يجعلك تشعر بأنه مشغول ومتذمر و الأهم من كل ذلك يبتكر أي اسلوب ويستثنى أي جهد ممكن لتجاوز الصعاب على عكس ما يقوله غيره بأن الظروف الصعبة لا تسمح له بعمل أي شيء.
هذا النموذج من المسؤولين الذين يخترقون جدار الظروف الصعبة ويكون كل همهم ووقتهم لخدمه المواطن
ويتفرغون للعمل ولا يختزلونه بأقوال لا تصدقها الأفعال ، مثل هؤلاء هم الذين تحتاجهم الحسكة لخدمة المحافظة والمواطن وليس كما نرى اليوم وللآسف بعض المسؤولين يحولون حتى المواقف الإنسانية لخبر إعلامي يتجملون به . فما أحوجنا إلى الكثير من المسؤولين من النموذج الذي يحتاج إليه الناس وليس من يحتاج هو لمنصب أو موقع مسؤولية تحمله وتحميه ويظل مستمراً بقوة (شماعة الظروف الصعبة ) .؟!
(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب1-11-2020)