آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » ليرتنا وترامب وملك الروم ؟!

ليرتنا وترامب وملك الروم ؟!

أ.د. حيان أحمد سلمان

يؤكد علم ( النّميات ) والذي بدأ الاهتمام به منذ بداية القرن /19/ و جوهره هو دراسة تاريخ النقود القديمة سواء الورقية أوالمعدنية منها ، وكلمة النميات مشتقة من كلمة (نوموزماتا Nomozmata) الإغريقية والتي تعني القانون أو من الكلمة الإنكليزية ( المسكوكات numismatics)‏ ، ويعطينا هذا العلم معلومات عن آلية التعاملات الاقتصادية والتجارية والفكرية والحضارية والثقافية والدينية والرموز المجتمعية وغيرها في الأزمنة القديمة ، ويؤكد هذا العلم أن أول دينار عربي صدر سنة /695/ ميلادي وفي عهد الخليفة الأموي ( عبد الملك بن مروان ) وهو أول من سكّ الدنانير العربية ورسم عليها صورته وعبارات دينية ، واراد التخلي عن العملة الرومانية والفارسية ، و بعد أن سمع ملك الروم ( جستنيان الثاني ) والذي يشبه حالياً ( ترامب ) بذلك أرسل كتاباً إلى عبد الملك بن مروان بقول فيه : [ إنكم أحدثتم في قراطيسكم كتاباً نكرهه، فإن تركتموه فهذا جيد وإلا أتاكم في الدنانير من ذكر نبيكم ما تكرهونه] ، عندها استشار (عبد الملك ) مستشاريه وخاصة الإمام (الباقر ) عليه السلام فنصحوه بمنع التعامل مع النقود الأجنبية ، ونتيجة ذلك تم وبإشراف المجمع القضائي سكّ أول دينار ذهبي في سورية وتحديداً في دمشق وكان يعادل /4,25/ غرامات من الذهب ومن ثمّ وبعد /3/ سنوات تم سكّ أول درهم فضي وبوزن /2,8/ غ فضة ، وكانت عملية السكّ تتم من خلال صهر الدنانير الرومانية و استخراج المادة المعدنية منها ومن ثمّ سكها من جديد ، وهذا ساهم في ترسيخ أسس الاستقلال الاقتصادي والمالي والسياسي ،وساهم بذلك أن قام الوطنيون بدعم الدينار العربي الناشئ من خلال شراء نقود خاصة تدعى ( النقود التذكارية ) وهي غير متداولة و لكنها تحمل زخارف وصوراً ونقوشاً خاصة ، وهنا نقترح أن يتم إصدار مثل هذه النقود التذكارية من قبل البنك المركزي السوري وطرحها للبيع لدعم ليرتنا ، وعلى أن يتم استبدال قيمة النقود التذكارية عندما تتعافى سورية اقتصادياً ، وأن تحظى هذه العملية باحترام مجتمعي وتقدير وطني وأن تكون في سلمّ أولوياتنا الاقتصادية والمالية وكما قال الكاتب الأمريكي ( جيمس فريك ): [ لاتقل لي ماهي أولوياتك ، بل أرني أين انفقت مالك وسأقول لك ماهي أولوياتك ) وهل هناك من هو أولى من الوطن ! ولاسيما أن قيمة النقود التذكارية مضمونة التعويض ولن يخسر أصحابها ، وهي أفضل من الإنفاق الاستهلاكي وكما قال أكبر المستثمرين ورجال الأعمال الأمريكيين ( وارن بافيت) عندما تعرضت أمريكا لأزمة حيث أوصى باعتماد قاعدتين وهما [ القاعدة الأولى لاتخسر المال أبداً والقاعدة الثانية وهي لا تنسَ القاعدة الأولى ] ،وعندها نكون مخلصين لليرتنا في ذكرى ميلادها المئوي ، حيث صدرت لأول مرة سنة 1920 وكانت قيمتها /20/ فرنكاً فرنسياً ! وننقذها مع أولادها (الفرنك والفرنكين) وبناتها (الربع والنصف ليرة) وعائلتها من (25و50 و100و200و500) ليرة سورية، ونتأقلم إيجابياً مع صراع العملات الدولية وخاصة أن صندوق النقد الدولي بدأ يناقش كيفية الخروج من سيطرة الدولار وإنهاء اتفاقية (بريتون وودز ) سنة /1944/ والتي رسخت الدولار كعملة للعملات الدولية لتضمن أمريكا سيطرتها ، فهل نفعلها كما فعل مالكو المال في عهد عبد الملك بن مروان ؟! وعندها تتحطم كل المشاريع الحالية والمستقبلية لأعداء سورية الغالية، والتي تتعرض لهذه الصعوبات بسبب مواقفها ومواقف قيادتها الوطنية والعربية .

(سيرياهوم نيوز-تشرين1-11-2020)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الثورة الطلابية الثانية…..(الجزء الاول)…..

  باسل الخطيب المظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية ليست حدثاً عادياً البتة…. هذه المظاهرات سببها الاحتجاج على السياسة الأمريكية الداعمة للعدوان الصهيوني على غزة، و ...