آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » هذه تفاصيل طوفان الأقصى” منذ اللحظة الأولى

هذه تفاصيل طوفان الأقصى” منذ اللحظة الأولى

نشرت صحيفة ” الغارديان” البريطانيّة اليوم تفاصيل الساعات الأولى لتنفيذ هجوم الفصائل الفلسطينيّة على غلاف غزّة والمعروف باسم ” طوفان الأقصى”، وشرحت الأوامر التي أعطيت وكيفية تنفيذها والمهام الثلاث التي كُلّف بها المقاتلون، كما أكّدت أن حماس نفسها فوجئت بالنتائج، وشرحت بعض المعلومات عن شخصيّتي الرجلين اللذين قالت إنَّهما الوحيدان اللذان كان يملكان كلمة السرّ أي يحيى السنوار ومحمد ضيف.  وفي ما يلي النص مُترجمًا: 

أُعطيت الأوامر الأولى قبل الساعة 4 صباحًا: كان ينبغي على جميع الرجال الذين تابعوا التدريب المنتظم ولم يخططوا لحضور صلاة الصباح الأولى في مسجدهم المعتاد الذهاب للصلاة. وبعد ساعة فقط، عندما تبدأ السماء في الصفاء فوق قطاع غزة ويبدأ المؤمنون بالهتاف، تصل تعليمات جديدة. هذه كانت أيضًا تعليماتٍ قصيرة ويتمُّ نقلها في الغالب شفهيًّا ومفادُها: أحضر أسلحتك وجميع الذخيرة التي لديك، وإنضمّ إلى الصفوف عند نقاط التجمع الثابتة.

 لم يكن أحد يعرف في تلك المرحلة، ماذا سيحدث. ذلك أنّ عملية ” طوفان الأقصى” وهي الأكثر طموحًا التي شنتها حماس على الإطلاق منذ سيطرة المنظمة الإسلامية على غزة في عام 2007، بقيّت مدموغةً بسريّة تامّة.  

تم وضع الخطة من قبل حفنة من قادة حماس المخضرمين ولم تُكشف   للرجال الذين يوشك اندلاع العنف عليهم أن يكسر أي شعور، حتى عابر، بالهدوء أو التقدم نحو استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط. وكانت الخطّة مجهولةً تمامًا أيضًا للجيش الإسرائيلي وأجهزة المخابرات الإسرائيلية، على الرغم من سمعة هذه المخابرات العالميّة.

إن قرار نقل التعليمات شفهيًا إلى الآلاف من رجال حماس المنتشرين بين 2,3 مليون شخص في غزة، هو واحدٌ من سلسلة الإجراءات، التي تهدف إلى خداع أحد أكثر أنظمة المراقبة فعالية في العالم، ومنع شبكة الجواسيس على الفور من الحصول على إيّ معلومةٍ مما سيوشك على الحدوث.

 انتشرت التعليمات في سلسلة متدرّجة عبر قطاع غزة،  فوصلت أولاً إلى رؤساء كتائب تضمُّ كلٌ منها مائة رجل، ثم إلى رؤساء أقسام حوالي عشرين رجلاً، الذين راحوا بدورهم يبلغون رؤساء الفرق، على رأس عشرات الرجال، ثم انتقلوا إلى الأصدقاء والجيران والأقارب الذين انضموا إليهم في الدورات التدريبية نصف الأسبوعية التي كانت تجري في عشرات المواقع في جميع أنحاء الجيب.

بعد أن أعاد الرجال تجميع صفوفهم فقط، حصلوا على ذخيرة إضافية وأسلحة من عيار أكبر. تعلم الكثيرون التعامل مع هذه الأسلحة في الأشهر السابقة، وإعادتها إلى ترسانات حماس بعد كل درس. وهي الآن مجهزة بالقنابل اليدوية وقاذفات الصواريخ، والرشاشات الثقيلة، وبنادق النظارات، والمتفجرات.

 إنها السادسة صباحاً وها هي الشمس تُشرق، و تصل الأوامر الأخيرة لكن هذه المرّة مكتوبة لا شفهية: يجب على الرجال الاندفاع في الفجوات التي ستُفتح بالمتفجرات أو عبر تحطيم السياج الذي بلغت تكلفته أكثر من  مليار دولار والذي يُطوّق غزة، ويجب فتح النار على الجيش الإسرائيلي والمدنيين على الجانب الآخر.

فقط السنوار وضيف

كل هذه المعلومات التي نسردها هُنا حول الساعات الأولى لهجوم 7 أكتوبر في إسرائيل هي ثمرة التحقق من عدة مصادر، بما في ذلك مقابلات مع مسؤولي المخابرات الإسرائيلية والخبراء والمصادر الذين تمكَّنوا من قراءة تقارير استجواب مقاتلي حماس الذين تم أسرُهم خلال الهجوم، إضافة إلى الوثائق التي نشرتها حماس والجيش الإسرائيلي.

على الرغم من صعوبة التحقق من العديد من الادعاءات وتم الطعن فيها، يعتقد خبراء حماس المستقلون والمحترمون أن القصّة معقولة. وهو يسلط الضوء على نطاق الأعمال التحضيرية السابقة للعملية ويشرح جزئيا الإخفاقات المتعددة لقوات الأمن الإسرائيلية، التي أدت إلى مقتل 1 100 من مواطني إسرائيل المدنيين و 300  من رفاقهم في السلاح [قامت إسرائيل منذ ذلك الحين بتنقيح حصيلة هجوم حماس إلى 1 200].

 أفادت بعضُ المصادر بأنّ  3000 شخص هم الذين عبروا السياج، بما في ذلك أعضاء من الجهاد الإسلامي الفلسطيني ، وهو فصيل من الحلفاء لحماس ولكنه مستقلٌ عنها ، ولم يتم إبلاغه مسبقًا بالهجوم، ولكنّه انضمَّ إليه بمجرد علمه بالخرق في السياج. ثم راح المدنيون  يغادرون بأعداد كبيرة وسط ارتباك واسع النطاق، شجعه بطء استجابة قوات الأمن الإسرائيلية.

 الأوامر المكتوبة إلى وحدات حماس انبثقت من خطّة دقيقة وضعها رجلان فقط تعتبرهما إسرائيل العقل المدبر للهجوم: يحيى السنوار، الرجل القوي لحماس في القطاع، ومحمد ضيف، قائد كتائب القسام ووحدة نخبة النخبة في حماس.

 استهداف الجيش واحتجاز الرهائن

حُدّد لكل وحدة هدف محدد: قاعدة عسكرية، أو كيبوتس أو مدينة أو طريق. وكانت خرائط واضحة قد أُرفقت بالأهداف وهي توضح بالتفصيل الأعمال الدفاعية والنقاط الاستراتيجية لكل هدف، بناءً على المعلومات التي تم جمعها من المتعاطفين العاملين في إسرائيل، وفقًا للمصادر. ويبدو أن الحفلة التي قتل فيها 260 شخصًا لم تكن ضمن الأهداف الأولية.

  • كانت المهمّة الأولى يقضي باقتحام القواعد العسكرية الإسرائيلية التي تعاني من نقص الموظفين حول غزة، غير المدركين للخطر، أو مهاجمة المدنيين في منازلهم.

تلقي حماس باللوم الأكبر من أعمال العنف ضد المدنيين – بما في ذلك الاغتصاب والتعذيب – على «المجرمين» الذين انخرطوا بين مهاجميها. وقد نشر جيش الدفاع الإسرائيلي استجواب أحد المعتدين الأسرى الذي قال إن “المهمة كانت قتل… كل من نُصادفه في الطريق “. ثم يعترف المهاجم المعني بأنه فتح النار على الأطفال.

  • والمهمّة الثانية تقضي بالاحتفاظ بمواقع معينة عند وصول قوات جيش الدفاع الإسرائيلي، بما في ذلك الكمائن على الطرق الرئيسية. وتقول المصادر إنّ التعليمات كانت توضح بأنّ هذه المهمّة يجب الاّ تكون انتحاريّة، لأن الخطة لا تتوقع وفاة المهاجمين – وهي نقطة من الشريعة الإسلامية راقبتها أدمغة العملية بشكل خاص.
  • أمّا المهمة الثالثة فقضت بتكليف مجموعة ثالثة من الوحدات بأسر أكبر عدد ممكن من الرهائن ونقلهم عبر الخروقات  التي سيتمّ فتحها في السياج، حيث تنتظر فرقٌ خاصة اصطحابَهم إلى مزلاج شاسع من الأنفاق المحفورة تحت غزة. هذا هو المكان الذي سيتم فيه احتجاز أكثر من 240 شخصًا، بما في ذلك الرضع والأطفال وكبار السن، وكذلك الأفراد العسكريين.

 التخطيط قبل عام أو عامين.

يعتقد مسؤولو الأمن الإسرائيليون أن القيادة السياسية لحماس في الخارج لم يتم إبلاغها بتفاصيل العملية، ولم يكن مسؤولو حماس في إيران على علم بالعملية، حتى لو كان كلاهما على الأرجح على علم بوجود شيء ما قيد التخطيط.

يقول قادة حماس إنّ التخطيط للهجوم بدأ قبل عام، بعد أن داهمت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى في القدس، ثالث المقدّسات الإسلامية.

وتعتقد المصادر الإسرائيلية أن التقويم كان أكثر إحكامًا من ذلك – ربما سنة أو ثمانية عشر شهرًا – وأنه خلال ذلك الوقت، تم الإيهامُ فكرة تخلي حماس عن استخدام العنف ضد إسرائيل لصالح التنمية الاقتصادية لقطاع غزة لتهدئة إسرائيل.

شخصيّتا السنوار وضيف

إذا كان لا يزال يتعين تحديد الدور الدقيق لمختلف قادة حماس في الهجوم، فهناك شيء واحد مؤكد: كان السنوار والضيف في قلب أعمال التخطيط.

 ضيف تعني «مدعو» – وهي كلمة تشير إلى النزوح المستمر للرجل البالغ من العمر 58 عامًا لتجنب رصده من قبل إسرائيل. وهو عضو في حركة حماس منذ أن كان في أوائل العشرينات من عمره، أشرف طالب العلوم السابق على موجة من التفجيرات الانتحارية ضد المدنيين الإسرائيليين في أوائل التسعينيات، وكذلك بعد عشر سنوات أخرى. ضيف معاقٌ، ربما منذ إحدى محاولات الاغتيال العديدة التي تعرّض لها من قبل إسرائيل، وقد قُتلت زوجته وعائلته الصغيرة في غارة جوية عام 2014.

أمّا يحيى السنوار، البالغ من العمر 61 عامًا، فهو أيضًا عضو مؤسس في حماس (حركة المقاومة الإسلامية)، أمضى 22 عامًا في السجون الإسرائيلية لقتله جنودًا إسرائيليين، قبل إطلاق سراحه مع ألف أسير تم تبادلهم في 2011 مع جلعاد شاليط، وهو جندي إسرائيلي أسرته حماس قبل خمس سنوات.

في السجن، رفض السنوار التحدث إلى الإسرائيليين ووبخ شخصيًا كل من طأطأ الرأس، لا بل إنّه ذهب إلى حد سحق وجه زميله السجين على موقد وفقًا لرواية محقّق إسرائيلي سابق في السجن حيث تم اعتقاله. قال المحقق: “إنه متورط بنسبة 1000٪، في أعمال عنف بنسبة 1000٪، إنه شخص صعب للغاية”.

عند إطلاق سراحه، قال السنوار إن هذه التجربة علمته أن أسر الجنود الإسرائيليين هو السبيل الوحيد لإطلاق سراح السجناء. وقال صحفي التقى بالسنوار قبل عشر سنوات لصحيفة الغارديان إن زعيم حماس كان مهووسًا بهدفه لدرجة أنه كان كما لو أن “العالم لم يكن يذهب أبعد من طرف أنفه”.

حماس فوجئت بنجاحِها

وفقًا للمحللين، ربما كان لهجمات 7 أكتوبر أهدافٌ أخرى، بما في ذلك إنهاء عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وزيادة إضعاف السلطة الفلسطينية، أو تحويل الانتباه عن عجز حماس عن تقديم الخدمات لأهل غزّة أو كسر الحصار المفروض على القطاع، وإثارة رد فعل عنيف من جانب إسرائيل من شأنه أن يحشد المتعاطفين معها في غزة والضفة الغربية وأماكن أخرى.

بعد خمسة أيام من الهجوم، قال أحد قادة حماس إنها كانت ضربة استباقية، بعد أن علمت المنظمة أن الجيش الإسرائيلي كان يستعد لهجوم واسع النطاق في غزة بعد عطلة عيد ” السكوت ” أو عيد ” العرش” اليهودي.

يعتقد العديد من الخبراء – وكذلك مصادر داخل أجهزة الأمن الإسرائيلية – أن حماس فوجئت بنجاحها.  فقد أفاد مسؤولون إسرائيليون أن ردذَ الفعل الإسرائيلي البطيء سمح لبعض الوحدات بالقيام بعدة رحلات وإعادة رهائن آخرين إلى غزة. كما أخذ بعض المدنيين الذين عبروا الحدود أسرى، مما أدى إلى تعقيد عمليات الإغاثة والمفاوضات الجارية، وفقًا لمصادر من الجانبين.

 زودت حماس مهاجميها بكاميرات GoPro لتسجيل صور الهجوم. بعض هذه الصور المروعة، التي استعادها المحققون الإسرائيليون، تظهر جرائم قتل وانتهاكات. ويظهر مونتاج رسمي لهذه التسجيلات بثته حماس أشخاصا مرعوبين يتوسلون من أجل حياتهم. يشير بث هذه الصور على القنوات الرسمية لحماس إلى أن هجوم 7 أكتوبر كان، جزئيًا على الأقل دعائيًّا بحيث يبدو عملاً تاريخيًّا يهدف إلى زيادة الوعي والضغط من أجل القيم بعملٍ ما وفق خبراء الإرهاب.

لا يوجد دليل على أن حماس تأمل في السيطرة على جزء من الأرض بمرور الوقت أو إطلاق انتفاضة واسعة النطاق، على الرغم من أن بعض الوحدات أُمرت بالقتال حتى النهاية. العديد من المهاجمين يستسلمون. ويرفض المسؤولون الإسرائيليون الإفصاح عن عددهم، ويكتفون بالقول  أنَّ هؤلاء السجناء مصادر قيّمة للمعلومات.

أمرت حماس بعض المهاجمين بالتراجع عندما بدأت القوات الإسرائيلية في إعادة تجميع صفوفها، وتراجع معظم الضباط الكبار إلى غزة، ولكن فيما قُتل العديد من رجال كتائب القسام ووحدة النخبة [ادعت إسرائيل بعد أيام قليلة من الهجوم أنها عثرت على «1500 جثة لمقاتلي حماس»]، فلا يزال معظم القادة العسكريين على قيد الحياة (منذ ذلك الحين، قُتل بعضهم في الهجوم الذي شنه جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة).

 

 

سيرياهوم نيوز 2_لعبة الأمم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أبرز تطورات عملية طوفان الأقصى

أبرز تطورات عملية (طوفان الأقصى) التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول الماضي رداً على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي:   المزيد من الأخبار حول ...