سعاد سليمان
“هذيان .. فتحة ، ضمة ، كسرة” ..عنوان المسرحية التي بدأ عرضها يوم أمس الاربعاء ٢٧ الجاري على مسرح طرطوس القومي فكان كل الهذيان ، وخلال ساعة واحدة ، ومن خلال ممثل واحد ” مونودراما ” الفن الجميل والابداع ، والتألق أمام جمهور ملأ الصالة ، لكاتب وفنان مميز في محافظة طرطوس الكاتب للقصة ، والمسرح اليوم ، علي صقر الذي تحدث عن انتاجه الجديد هذا ، وفي لقاء قصير معه ، قبل العرض بالقول : أنه ينقل الواقع الذي عاشه ، ونعيشه ، وعن الديكور قال انه لم يكلف شيئا فهو من ” نفايات ” المسرح ، وعبر تدوير للأشياء المتواجدة ، وبدعم كبير من إدارة المسرح القومي بطرطوس ، شاكرا جهود من دعموه للوصول اليوم الى العرض الأول ، وقد توافق مع موعد الاحتفال بيوم المسرح العالمي الذي يقام برعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة ، وحيث تحتفل مديرية المسارح – المسرح القومي بالمناسبة .
عن المسرحية اكد أنها مجموعة منمنمات تعكس الواقع ، والمجتمع السوري ، الحب ، والحرب ، السفر ، التفاوت الطبقي ،ثقافة اللاعنف ، والأهم المحبة وبطابع فكاهي ساخر .
أما الممثل الشاب البطل الوحيد في العمل مصطفى السليم فقد بدأ العرض المسرحي كطفل يردد أغنيات عرفناها ونحن اطفال ، ورددناها ونحن نلعب ، نركض ونغني مثله تماما .. وهو الذي يحب معلمته ، يتودد إليها ، ويصاب بالخيبة ، يتحدث كعاقل ، كمجنون ، كطفل ، كعاشق ، والنتيجة : نقد اجتماعي ساخر ، ومؤلم ، ولوحات فنية بمشاهد هستيرية !!
الاخراج وطريقة العرض يذكرنا بصندوق الفرجة حيث يحكي البطل حكاياته من خلاله ، وتتالى الصور الاجتماعية المتناقضة وهي : الضمة ، والفتحة ، والكسرة !!
في البداية وقبل بدء العرض المسرحي قدم له الممثل سامر أحمد تحدث عن التميز الذي يكون داخل كل شخص ، وقال : نحن متشابهون مهما كانت اللغة ، أو الشكل ،
مؤكدا ان الفن ينجح حين يبرز الاختلاف .
الفنان مروان دريباتي تحدث أيضا عن المحبة بالقول :
العرض المسرحي اليوم يبدأ في الساعة الرابعة بعد الظهر ، واليوم من أيام شهر رمضان ، ومع ذلك أحضرتنا هذه الخشبة من بيوتنا ، من التزاماتنا ، من كل الأماكن بالمحبة ، المحبة وحدها حيث يعمل علي صقر على طاقة المحبة التي لا تأتي ببساطة .
بالختام لا بد ان أقول :
عذرا مصطفى السليم فقد ضاعت بعض حواراتك مع خيالات وأشباه بشر قدموا ليحضروا وانشغلوا بالموبايلات التي ترن …عذرا فصوتك ضاع بين ضجيج ، وعدم وجود تقنيات مسرح لائق بك ، وبنا .. عذرا علي صقر فأنت الضوء في عتمة العيون التي تتطلع إليك ، وإلى أمثالك في حلكة ليالينا ..
افرح .. عرضك نجح رغم المنغصات .
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)