يبدو أن عملية تبادل الرسائل لكن بصفة غير رسمية وعبر بوابات تشريعية ضمن تطبيق معايير ما يسمى الآن في عمان بالدبلوماسية الشعبية برزت خلال الأيام القليلة الماضية على صعيد تنشيط بعض الاتصالات مع السعودية في الوقت الذي أصبح فيه إصلاح العلاقات مع السعودية شبه مطلب للعديد من النخب والأوساط والصالونات والندوات الأردنية التي تبحث في دائرة الخيارات إذا ما انفجر الوضع الفلسطيني أو الاقليمي في المنطقة خصوصا وان السعودية برأي رئيس الوزراء الاردني الدكتور بشر الخصاونة هي البلد التي تمثل جغرافيا ووطنيا وإقليميا الامتداد الطبيعي لمصالح الأردن.
ويعلم الجميع بأن العلاقات الأردنية- السعودية دخلت في حالة برود شديدة اللهجة طوال العام الماضي حيث لا لقاءات على مستوى القمة والتشاور في أضيق نطاقه وحدوده.
وحيث الاجتماعات الرفيعة لا تجد مكانها على مستوى التنسيق بين البلدين، فيما كانت تأثّرت العلاقات الأردنية السعودية سلبا بملف الفتنة الشهير.
وبملف عضو البرلمان المفصول محمد الفايز الذي كان قد وجّه رسالة شديدة اللهجة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تسبّبت بطرده من البرلمان وفصل عضويته وتضمّنت تحريض على عدم إرسال المساعدات إلى الأردن مع أن تلك المساعدات توقّفت مُنذ أكثر من أربع سنوات والعلاقات الاقتصادية على الأقل بين السعودية والأردن شبه متجمدة وكذلك الاتصالات السياسية الرفيعة.
بكُل حال رئيس مجلس الشورى السعودي هو المسؤول الوحيد السعودي البارز الذي زار عمان في الأسابيع أو الأشهر القليلة الماضية وقد توقّف رئيس مجلس الشورى السعودي في العاصمة الأردنية وحظي بحفاوة واستقبال واستقبله رئيس مجلس الوزراء الدكتور الخصاونة.
ويبدو أن العلاقات على مستوى التنسيق والتشاور على صعيد البرلمانات العربية بين رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمد آل الشيخ ونظيره الأردني رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي أصبحت بمثابة بوابة قابلة للتسلّل لإعادة إحياء الاتصالات أو لتناقل المعطيات ولو في أقل تقدير ممكن.
وتسلّلت معلومات تُشير إلى أن رئيس الشورى السعودي وجّه دعوةً للصفدي لزياره السعودية.
وهي إشارة يراهن عليها المهتمون الخبراء ببناء حالة من استعادة الثقة ولاحقا تطوير العلاقات مع السعودية خصوصا وأن الخلافات مع السعودية بصرف النظر عن خلفياتها وأسبابها لم يعد الآن يوجد ما يبررها.
و ينظر لها سياسيون أردنيون بارزون باعتبارها الوصفة الافضل لتجاوز الاختناقات الناتجة عن تفاعل ونمو كبير وأحيانا خطر في العلاقات والاتصالات بين الأردن والإمارات ويعتقد سياسيون متعددون بأن تخفيف الاندفاع في العلاقات مع الإمارات يتطلّب اليوم إعادة التوازن للعلاقات مع السعودية.
وبطبيعة الحال لا يمكن رفع التكهنات والتوقعات في هذا السياق لكن حزمة الاتصالات الجديدة من بوابة الدبلوماسية الشعبية أو البرلمانية إذا جاز التعبير قابلة للتطور خصوصا وان مشاريع الانفتاح في الأسواق السعودية ليست مُقفلة الآن أمام الخبرات التكنوقراطية والمهنية الأردنية وفقا لمُراقبي حركة الأسواق في مشاريع نيوم داخل السوق السعودية.
وفتحت على صعيد سياحي وصعيد مجاني التأشيرات في عدة بلدان لرعاياها لدخول السعودية وبقيود وشروط أقل ضمن الانفتاح الذي يُشرف عليها الأمير بن سلمان والتي بدأ أردنيون كثر يصفقون لها على المستوى الثقافي والفني وعلى المستوى السياحي خصوصا وأن الصورة الأخيرة أيضا انطوت على مجاملة كبيرة بعد ما ظهرت تجمع بين ولي العهد السعودي وولي العهد الأردني الأمير حسين بن عبد الله في منطقة العلا السياحية السعودية حيث استضاف الأمير السعودي نظيره الأردني.
وكانت تلك بمثابة لقطة تشير إلى أن إمكانية استئناف حلقات الود والمحبة والاخوة بين الشعب بين البلدين المجاورين ممكنة وان الخلافات محدودة وصغيرة ان كانت موجودة ولا يقف الطرفان عندها بكل الأحوال.
إمكانية تطوير العلاقات مع السعودية أصبحت مُتاحة الآن.
لكن التعقيدات في وجه تلك العلاقات أيضا كبيرة ولا يمكن إسقاطها من الحسابات حسب المختصين وما يمكن رصده الآن هو عدم إظهار تلك الخلافات وعدم توجيه رسائل سلبية متبادلة على أمل بناء استراتيجية لاستعادة الثقة خصوصا وأن التحدّيات التي تفرضها إيقاعات حكومة اليمين الإسرائيلي على الأردن قد تؤدّي إلى بُروز مطلب يُطالب بإعادة التوازن والتنويع لعلاقات الأردن مع دول الجوار وهُنا تكتسب أي اتصالات مع السعودية حصرا أهمية بالغة جدا.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم