تمّ تسجيل درجات حرارة قياسية في جميع أنحاء العالم، وتحطّم في 17 تموز/ يوليو رقم عالمي، بُعيْد تسجيل رقم قياسي جديد بلغ 66.7 درجة مئوية في جنوب إيران.
تمّ تسجيل درجات حرارة قياسية في جميع أنحاء العالم، من الصين إلى أوروبا والولايات المتحدة، ما دفع السلطات إلى اتخاذ تدابير جذرية للتعامل مع الحر والحرائق التي تُعزى إلى الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ.
وحذّر المركز الوطني الإيطالي للأرصاد الجوية من أن الأسبوع الجاري قد يصبح الأكثر سخونة في تاريخ هذا البلد، في حين أن درجات الحرارة في إيطاليا كانت بشكل عام أعلى بنحو 10 درجات مئوية من المتوسط.
ومنذ يومين، حذّرت الأمم المتحدة أنه ينبغي للعالم أن “يستعد لموجات حر أكثر شدة”، في تحذير يتزامن مع موجة حرّ شديد يعاني منها سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
الأرقام القياسية لدرجات الحرارة تحطمت يوم 18 تموز/ يوليو 2023 في 6 مناطق في أوروبا في وقت واحد، إذ سجلت روما 41.8 درجة، وفي مدينة “ليكاتا” على الساحل الجنوبي لصقلية 46.3 درجة، وجرى الإعلان عن المستوى” الأحمر” لخطر درجة الحرارة في 23 من أكبر 27 مدينة في إيطاليا.
بالنسبة إلى درجات الحرارة الشاذة في مناطق العالم الأخرى، فيمكن على سبيل المثال الإشارة إلى أن درجات الحرارة تراوحت في العاصمة الصينية بكين بين 35 – 40 درجة مئوية، فيما ارتفعت في مياه خليج المكسيك إلى 30 درجة، ما يهدد النظام البيئي للمنطقة بالتدمير الكامل.
اقرأ أيضاً: كوكب الأرض يتجه الى مزيد من الحرارة
أما منطقة الشرق الأوسط فتعاني هي الأخرى من درجات الحرارة غير الاعتيادية، حيث تحطم في 17 تموز/ يوليو الرقم القياسي في هذه المنطقة، وسُجل رقم قياسي جديد بلغ 66.7 درجة مئوية في جنوب إيران.
السلطات المحلية هناك اضطرت جراء ذلك، إلى تقليص عدد من برامجها الزراعية، وخاصة زراعة البطيخ، تخوفاً من عدم توفر ما يكفي من المياه للعام المقبل.
“الجحيم في الأرض”!
وفي شمال أفريقيا، تحدثت تقارير عن مضاعفات لدرجات الحرارة القياسية المرتفعة تمثلت في غزو للعقارب والثعابين لمدن دول المنطقة بسبب فرارها من الصحاري سعياً وراء الماء.
درجات الحرارة المرتفعة طالت الولايات المتحدة أيضاً، إذ ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الحرارة بلغت 43 درجة مئوية في ولاية أريزونا الأميركية واستمرت لمدة عشرين يوماً، حتى إن أهالي مدينة “فينيكس” عاصمة الولاية أطلقوا على منطقتهم اسم “الجحيم على الأرض”.
اقرأ أيضاً: كيف تحمي نفسك من موجات الحر القياسية؟
حتى من تعوّد على درجات الحرارة المرتفعة أصبح يحس بوطأتها. يظهر ذلك في قول عامل مكسيكي في محطة وقود لصحيفة “نيويورك تايمز”: “شعرت كما لو أني تعرضت للرشق بكرات نارية”.
وفاة 60 شخصاً عام 2022
موجة حر شديدة كانت ضربت أوروبا العام الماضي وتسببت في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، معظمهم من النساء وكبار السن، فيما قد تكون عواقب درجات الحرارة القياسية صيف العام الجاري أسوأ بكثير.
علماء الأرصاد الجوية يفسرون هذه الظاهرة غير الاعتيادية بعدة عوامل منها حدوث “انفجار حراري” فوق الصحراء وتكوّن الإعصار المضاد “شارون”، الذي يحمل كتلاً هوائية شديدة الحرارة من أفريقيا إلى أوروبا.
العامل الهام الثاني يتمثل في تذبذب في درجة حرارة الطبقة العليا من مياه المحيط الهادئ، والتي تسمى “النينو”، وهذا التذبذب ناجم، بحسب الخبراء عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
المحبط أن تقديرات الخبراء تشير إلى أن درجات الحرارة لن تضعف في المستقبل القريب، وستزداد بذلك صعوبات تقييم العواقب الكارثية لهذا الشذوذ المتصاعد.
سيرياهوم نيوز 1-الميادين