أكد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن السبت أن واشنطن ستبقى على “تنسيق وثيق” مع حلفائها بشأن الأحداث في روسيا في أعقاب التمرّد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر ضد القيادة العسكرية.
وكتب بلينكن عبر تويتر “تحدثت اليوم الى وزراء خارجية دول مجموعة السبع ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي للبحث في الوضع الراهن في روسيا. الولايات المتحدة ستبقى على تنسيق وثيق مع الحلفاء والشركاء مع تطور الوضع”.
من جهته حث رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، السبت، مجموعة فاغنر شبه العسكرية والقوات الروسية على التصرف بمسؤولية وحماية أرواح المدنيين مع تصاعد التوتر بين الشريكين السابقين.
وقال سوناك، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إنه سيتواصل مع زعماء الدول الحليفة وكذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأضاف: “نراقب الوضع عن كثب، لأنه يتطور على الأرض بينما نتحدث”.
وصباح السبت، أعلن مؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، وصول قواته إلى مدينة “روستوف نا دون” الروسية ومحاصرة مقر المنطقة العسكرية الجنوبية.
وأظهرت مشاهد تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاتلي فاغنر منتشرين حول مبنى المقر التابع لوزارة الدفاع الروسية مع عربات مدرعة ودبابات.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب متلفز دخول فاغنر إلى المدينة ومحاصرة مقر المنطقة العسكرية الجنوبية بـ”التمرد المسلح”.
من جانبها اعلنت دول أوروبية، السبت، أنها تراقب عن كثب تطورات الأحداث في روسيا جراء التصعيد بين الكرملين ومجموعة فاغنر شبه العسكرية.
وقالت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، في بيان، إن “العدوان ضد أوكرانيا يتسبب في زعزعة الاستقرار داخل الاتحاد الروسي”.
كما حث وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، عبر تويتر، مواطني بلاده في روسيا على توخي الحذر.
وقال الرئيس البولندي أندريه دودا، على تويتر، إنه أجرى مشاورات مع رئيس وزرائه ووزير الدفاع والدول الحليفة بشأن الوضع.
وقال: “تجري مراقبة مجرى الأحداث خارج حدودنا الشرقية باستمرار”.
من جانبه، أكد الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، مجددا أنهم على اتصال دائم مع الدول الحليفة ويراقبون عن كثب تطور الوضع في روسيا.
ووصفت إليانا يوتوفا نائبة الرئيس البلغاري، الوضع بأنه “مقلق للغاية”، وفقا لوكالة أنباء “بي تي إيه” الحكومية.
وقالت: “لا يمكننا حتى الآن التكهن كيف سيؤثر هذا على بلغاريا وما سيكون تطور الأحداث من الآن فصاعدًا”، مضيفة أنه “من السابق لأوانه التكهن بما سيحدث”.
وتعليقًا أيضًا على الأمر، قالت وزيرة الخارجية الفنلندية، إلينا فالتونين، “الوضع في روسيا متوتر حاليًا بسبب التمرد المسلح الذي بدأته فاغنر”، وفقًا للإذاعة العامة.
وأضافت أن “المنافسة على النفوذ مستمرة منذ زمن طويل. الوضع غير واضح ويتطور بسرعة”.
بدوره، صرح وزير الخارجية الإستوني، مارجوس تساكنا: “نحن نراقب الوضع في روسيا عن كثب ونحن على اتصال وثيق مع حلفائنا”، كما حث المواطنين على تجنب السفر إلى روسيا.
وتعليقا على التطورات في روسيا أيضا، قال وزير الخارجية الليتواني، غابريليوس لاندسبيرغيس، على تويتر: “نحن لسنا مشتتين. نرى بوضوح الفوضى. إن الهدف، كما كان دائمًا، هو النصر والعدالة لأوكرانيا. حان الوقت الآن”.
ألمانيا كذلك أعلنت أنها تراقب عن كثب التطورات في روسيا بعد التصعيد مع جماعة فاغنر شبه العسكرية.
وقالت وزيرة الخارجية، أنالينا بيربوك، على تويتر، إننا نراقب التطورات منذ مساء الجمعة ونحن على اتصال وثيق بشركائنا الدوليين.
وأضافت: “يجب على المواطنين الألمان في روسيا أن يلتزموا بالتأكيد بتعليمات السفر والسلامة”.
الرئاسة الفرنسية هي الأخرى علقت على الأمر.
وقالت لقناة TF1 العامة: “يتابع الرئيس إيمانويل ماكرون الموقف عن كثب بينما نواصل التركيز على دعم أوكرانيا”.
كما قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل اليوم السبت إن قادة مجموعة السبع يجرون محادثات لبحث تطورات الوضع التى تتكشف في روسيا.
وأضاف بوريل فى تغريدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعى : ” كان هناك اتصال هاتفى مع وزراء خارجية مجموعة السبع لتبادل وجهات النظر حول الوضع فى روسيا …قبيل اجتماع مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي الذى سيعقد بعد غد الاثنين ، أقوم بالتنسيق داخل الاتحاد الأوروبي وقمت بتفعيل وتنشيط مركز الاستجابة للأزمات”.
واستطرد يقول ” دعمنا لأوكرانيا مستمر بلا توقف “.
وتضم مجموعة الديمقراطيات السبع الرائدة فى العالم فرنسا وإيطاليا واليابان وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا ، إلى جانب ألمانيا.
وفى الوقت ذاته صرحت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك بأن حكومة بلادها تجري “اتصالات وثيقة” مع شركاء ألمانيا لمتابعة تطورات الوضع في روسيا بعد التمرد العنيف الذي قامت به مجموعة مرتزقة فاجنر.
وكتبت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر، على تويتر اليوم السبت:”نحن نراقب تطورات الوضع في روسيا منذ أمس باهتمام شديد”.
وفي الوقت ذاته ، حدثت وزارة الخارجية الألمانية من توصياتها الخاصة بالسفر والسلامة للرعايا الألمان في روسيا.
وأوصت الخارجية الألمانية مواطنيها بتجنب المناطق المتأثرة بالتمرد ولاسيما مدينة روستوف جنوبي روسيا والمنطقة المحيطة بها. وقالت الخارجية:” في موسكو يجب الابتعاد على نطاق واسع عن المؤسسات الحكومية ولاسيما العسكرية. يجب تجنب قلب المدينة حتى إشعار آخر. يجب اتباع تعليمات أجهزة الأمن الروسية بشكل مطلق”.
وأوصت الخارجية المواطنين بوجه عام بعدم السفر إلى روسيا. وتخوض روسيا منذ 16 شهرا حربا على جارتها أوكرانيا، وكان مرتزقة فاجنر من بين أهم القوات التي تمتلكها روسيا في هذه الحرب حتى الآن.
ودخل رئيس مجموعة فاجنر يفجيني بريجوجين حاليا في مواجهة علنية مع القيادة العسكرية في موسكو وذلك بعد تهكمه عليها على مدار شهور ثم انتقاده العلني لها.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال في كلمة ألقاها صباح اليوم إن “الذين نظموا التمرد المسلح، ورفعوا السلاح ضد الرفاق في القتال، خانوا روسيا والرد على ذلك سيكون صارما وقاسيا”، بحسب ما أوردته قناة”آر تي عربية”.
وبدوره، رد بريجوجين، في رسالة صوتية عبر قناته على تطبيق تليجرام، قائلا إن مقاتليه لن يستسلموا كما طلب الرئيس الروسي.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم