| سعاد سليمان
أهم المشاكل التي تطرح اليوم بعد كوارث الزلزال ، ونتائجه المؤلمة ، والمساعدات الانسانية ، البصل …
ما نعرفه .. أنه ومن تقاليد حياتنا اقتناء البصل في موسمه لسنة قادمة ، حيث يكون سعره مشجعا لشراء كمية تكفي الاسرة لشهور كمؤونة الزيت والزيتون ، يوضع في اماكن مناسبة له ، وكذلك الثوم .
اليوم .. ينافس البصل بأسعاره المرتفعة ، وفقدانه من السوق أخبار الزلزال على صفحات التواصل الاجتماعي .. فإذا أردت معرفة ما يجري من حولك عليك بها .. حيث تجد كل التفاصيل ، وأنت مسترخ ، أو متشنج ، لا يهم ..
كل التفاصيل مزينة بالبهارات ، تقرأ ، تعلق ، تضع اللايكات ، وتمضي ..
قصص اليوم تحكي اختفاء البصل ، والمجرم رجل التجارة ، عابد المال ، الذي لا يهمه الا جيبه .. المال ، ومن بعده الطوفان ..
بصل اليوم اعاد لذاكرتي قصة قرية كانت ، ومن سنوات مضت ، تبيع محاصيل البندورة من بيوتها البلاستيكية الى لبنان حصرا ، وتمنعه عن السوق السورية والسبب انهم يقبضون ثمن انتاجهم بالدولار .. الكنز بالنسبة لهم ، وهم الاغنياء سلفا ..
اليوم تعاد الحكاية بشكل آخر..
حين تكثر قصص البصل المشوي بدل اللحوم في سهرات الكيف الخيالية .. حكايات أحيت مشهد سيدة عجوز في قريتي كانت تزرع ” الحاكورة ” الارض الملاصقة لبيتها – رغم قلة المياه يومها – تزرعها بكل ما تحتاجه الاسرة من خضار .. أطيب البندورة ، والخيار ، الفاصولياء ،والبصل ، وكل الخضروات الممكنة حيث استغنت عن السوق كما استغنت عن شراء الدجاج ..
ففي قفص مجاور واسع كان الدجاج يغني ليلا نهارا ، وحين يزداد الصياح .. نعرف ان دجاجة تبيض ، ولا يخلو القفص من صيصان .
كانت السيدة العجوز البطلة تجمع البيض صباحا ، بعد ان تطعم الدجاج من خيرات أرضها …
ثم يتحول بعضهم الى طعام .. شواء حين تحين ساعتهم ، او وجبة دسمة لا يمكن أن تنسى حين تطبخ مع البرغل والحمّص وزيت الزيتون النقي .
نعم .. نحن في عصر النواح ، وزمن الوقوف على الاطلال زمننا !!!
خاصة حين لا يتخذ بحق المجرمين في لقمة العيش الاجراءات الرادعة .
(سيرياهوم نيوز3-خاص)