آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » وزير الخارجية المصري سامح شكري يؤكد أن الملء الثاني لسد النهضة لن يكون مؤثرا على مصالح مصر المائية.. البعض يصف التصريحات بـ “الصادمة”.. جدل واسع وغضب عارم.. هل رضيت مصر بالأمر الواقع؟ وما هو السيناريو القادم؟!

وزير الخارجية المصري سامح شكري يؤكد أن الملء الثاني لسد النهضة لن يكون مؤثرا على مصالح مصر المائية.. البعض يصف التصريحات بـ “الصادمة”.. جدل واسع وغضب عارم.. هل رضيت مصر بالأمر الواقع؟ وما هو السيناريو القادم؟!

القاهرة ـ “رأي اليوم” ـ محمود القيعي:

أثارت تصريحات إعلامية أمس لوزير الخارجية المصري سامح شكري جدلا واسعا وغضبا عارما في مصر،  وزير الخارجية قالها – لأول مرة – صراحة ودون مواربة: “مصر لديها ثقة بأن الملء الثاني للسد لن يكون مؤثرا على المصالح المائية المصرية، وتستطيع مصر أن تتعامل معه من خلال الإجراءات المحكمة في إدارة مواردنا المائية، وأن أي تفاقم للوضع هو مرتبط بوقوع ضرر”.

 وأضاف شكري في لقاء مع الإعلامي نشأت الديهي أن الضرر إذا لم يقع نستطيع أن نستمر في التعامل مع الأمور دون الحاجة إلى التأزم أو التصعيد.

وتابع شكري: «لكن في نفس الوقت إذا تم اتخاذ أي إجراءات أحادية بشكل غير مسؤول من جانب إثيوبيا أو لم تراعِ ووقع ضرر جسيم على دولتي المصب فهذه الحالة لن تدخر مصر أي جهد في الدفاع عن مصالحها المائية واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة للحفاظ على هذه المصالح وضمانها»، موضحًا أن مصر تسعى إلى آخر مطاف للوصول إلى هذا الاتفاق منعًا لتأزم العلاقة فيما بيننا وبين الأشقاء في إثيوبيا والتصعيد المترتب علي ذلك، كما أن لدينا رصيدا من الأمان المتوفر في خزان السد العالي».

البعض رأى في تصريحات شكري تخاذلا ونكوصا، في حين ذهب آخرون الى أن وراء التصريحات ما وراءها.

 تصريحات محيرة

 السفير فوزي العشماوي وصف تصريحات وزير الخارجية بأنها وحمالة أوجه، مشيرا الى أنها لو كانت مقصودة فهو قد نجح فيها كثيرا.

وتابع العشماوي: “الوزير طمأن الناس من خلال أمرين : مخزون بحيرة السد يسد اي نقص (الله يرحمك ياناصر)، وأن الملء الثاني مجرد اجراء اثيوبي، لو ترتب عليه ضرر جسيم فسوف يتم التعامل مع هذا الضرر بالصورة المناسبة، هذا التصريح يتنافي مع تأكيدات خبراء كثر ان الملء الثاني حاسم ولو تم فإن اثيوبيا تكون قد انهت الامر تماما لصالحها وسيكون فات الميعاد”..   وقال إن هذا التصريح يمكن ان يُفهم منه انه لامشكلة ويمكن لكل دول العالم ان تقول لنا : طالما ان لدي مصر بدائل وان الضرر الجسيم لم يقع بعد فلماذا القلق، ومصدعينا ليه ؟!

من جهة اخري ألمح الوزير الي ان كل البدائل متاحة امام مصر، واننا سنتعامل مع كل تطور واجراء اثيوبي بما يستحقه.

 وتساءل العشماوي: اذا تم الملء الثاني هل سيكون لدي مصر فعلا بدائل متاحة؟!

الضرر

 د. عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا ومصادر المياه قال تعليقا على تصريحات شكري إن  الضرر أنواع و أن التخزين الثانى لن يعطش مصر أو السودان.

وتابع شراقي: “ذكرنا مراراً وتكراراً حتى قبل سد النهضة فى 2010، أنه لن يعطش مواطن مصرى أو يتوقف قيراط واحد عن الزراعة فى مصر بسبب نقص المياه، ولكن الثمن تحمله المزارع المصرى الذى حددنا له مساحة الأرز ومنعناه من زراعة الموز فى بعض الأماكن، كما تحمله بقية الشعب فى انفاق 18 مليار جنيه على تبطين الترع، وأكثر من 100 مليار جنيه على معالجة مياه الصرف الزراعى والصحى والصناعى، وأكثر من 100 مليار جنيه على تحلية مياه البحر، واكثر من مليار جنيه فى حفر آبار مياه جوفية وعمل سدود للاستفادة من مياه الأمطار والسيول، وعشرات المليارات فى تنفيذ مشروعات مائية مثل مجموعة القناطر الجديدة، وعدة مليارات أخرى فى تطوير الرى الحقلى واستخدام طرق الرى الحديثة فى جميع الأراضى الجديدة، ومشروعات الصوب الزراعية، كل ذلك لتعظيم الاستفادة من مواردنا المائية المحدودة وإضافة جزء من المياه فى بحيرة ناصر كاحتياطى يحمينا فى سنوات جفاف لايعلم وقتها إلا الله”.

 وقال إنه رغم ماسبق فان تخزين حوالى 18.5 مليار متر مكعب بالاضافة الى حوالى 3 مليارات أخرى فقد فى عملية البخر وتسرب المياه تحت سطح الأرض للخزانات الجوفية كان كفيلاً بزراعة 3 مليون فدان أرز بعائد تصديرى 10 مليار دولار. هذا ضرر مائى دفعنا ثمنه حتى لايشعر به المواطن المصرى.

وقال شراقي إنه رغم خسارة 21.5 مليار متر مكعب، فإن الضرر ليس شرطاً أن يكون مائياً فقط ولكن هناك أضرار أخرى عديدة وخطيرة منها الهيمنة الاثيوبية على أنهار النيل التى تأتى من اثيوبيا وهى النيل الأزرق وعطبرة والسوباط، وعلى الانفراد بتكملة الملء السنوات القادمة، مذكرا بتصريحات متحدث الخارجية الاثيوبية دينا مفتى بان الملء (74 مليار متر مكعب) يمكن أن يكون فى سنتين.

وتساءل شراقي: ولمَ لا ولايوجد اتفاق يلزم اثيوبيا بحد أقصى ولا توجد أى قواعد هيدرولوجية، العامل المحدد للتخزين هو مدى التقدم فى الانشاءات الهندسية بمعنى أن إثيوبيا لو أنجزت هندسياً وتستطيع تخزين 30 مليار متر مكعب العام القادم لسوف تفعل، وكذلك الانفراد فى التشغيل دون النظر على التأثيرات السلبية على كل من مصر والسودان.

وقال شراقي إنه اذا خزنت اثيوبيا ولو عدة مليارات فى يوليو القادم بدون اتفاق، فعلام سيكون التفاوض فى المستقبل؟ هل على التخزين الثالث؟ أم على الرابع والأخير؟ مشيرا الى أن قبول التخزين الثانى بدون اتفاق كان الأهون منه الاتفاق على الملء الثانى فقط كما أرادت اثيوبيا، وكلاهما مرفوضان.

وأشار الى أن المشكلة أن البعض حصروا سد النهضة منذ البداية فى أضرار مباشرة مثل نقص 5 مليارات متر مكعب معناه توقف مليون فدان عن الزراعة وتعطل 5 ملايين مواطن وتشريدهم، وانخفاض منسوب نهر النيل، وتوقف محطات مياه الشرب عن العمل، وتملح الأراضى الزراعية وزيادة الهجرة غير الشرعية لأوروبا وغيره وغيره وكأن السد العالى غير موجود، لدرجة إننا سمعنا أن إسرائيل سوف تقيم سوراً لحمياتها من هجرة المصريين أثناء المجاعة، وطبعاً نقص 10 أو 15 مليار يعنى أضعاف من الملايين المشردين.

وتابع قائلا: “الواقع أننا ندافع عن حقوقنا ليس لهذه الأضرار لأنها لن تحدث، ولأننا لن نترك أنفسنا لمجرد مشروع مهما كان حجمه أن يهدم دولة عريقة مثل مصر، لم ولن يكون ذلك، ولكن دفاعاً عن كرامتنا وحقوقنا المائية وحقنا فى الاخطار المسبق والتشاور معنا وعدم نقض الاتفاقيات التاريخية السابقة، واعمالاً للمبادئ الدولية عند إقامة المشروعات على أنهار دولية، وأننا لا نطالب سوى بحقوقنا بعزة نفس وكرامتنا المعهودة وليس بأسلوب العطف أو الضعف أو الاستجداء بأن نظهر باننا فقراء مائياً وان كنا كذلك بالمعايير الدولية، وملايين سوف يتعطلوا ويتشردوا ولن نجد ماء للشرب ولا للزراعة لأن ذلك لن يجعل اثيوبيا أو غيرها أن تتعطف علينا وتزيدنا من حصتنا لأنه ليس بأيديهم، إننا نطلب حقنا وإن كان قليلاً فنحن قادرون أن نتكيف معه ونعظم الاسفادة منه بخبرة خبراء الرى والزراعة والتجارة وعلمائنا المخلصين كما فعلنا خلال الـ 50 عاما الماضية حيث ننتج الغذاء بنفس الحصة المائية التى كان يعيش عليها أقل من ربع سكان مصر الحاليين. ليس عيبا أن نكون فقراء مائيا ولكن العيب أن نستسلم ولانستغل امكاناتنا لتوفير احتياجاتنا، أفقر دول العالم اقتصادياً هى أغناها مائياً (الكونغو واثيوبيا وأوغندا)، ومن أكبر الاقتصادات عالمياً الأفقر مائيا مثل سنغافورة”.

وخلص شراقي الى أن الوقت ضيق، داعيا مصر والسودان توحيد وتكثيف جهودهما للوصول الى اتفاق شامل قبل يوليو القادم بشتى الطرق، حفاظاً حقوقنا المستقبلية فى نهر النيل.

الأسئلة المسكوت عنها

برأي عبد الناصر سلامة رئيس تحرير الأهرام الأسبق فإن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية بشأن سد النهضة، وصمت الرئيس منذ أن تحدث عن الخط الأحمر، والحالة على أرض الواقع ممثلة في الإصرار الإثيوبي على تنفيذ المخطط الإسرائيلي، وكشف أمريكا عن وجهها القبيح بالانحياز إلى المؤامرة واضحة المعالم، والإعلان عن مزيد من الدعم الإماراتي لإثيوبيا في صورة أموال واستثمارات.. كل ذلك يدعونا إلى تساؤلات عديدة.

وأضاف سلامة

أن المؤكد أن حسابات النظام في مصر ليست موفقة أبداً، إذا توهم أن هذه القضية يمكن أن تمر مرور الكرام كما حدث مع التنازل عن تيران وصنافير، أو حقول غاز المتوسط، مشيرا الى أننا أمام قصة مختلفة، قضية حياة أو موت لا حل لها فيما بعد، قضية نكون أولا نكون، قضية خيانة عظمى متكاملة الأركان إذا استمر الحال على هذا المنوال.

وقال سلامة إن الحقوق تنتزع انتزاعاً مهما تكن العواقب، مشيرا الى أن الشعب لديه استعداد للدفاع عن مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة، العالم كله يدرك أنه لا وجود لمصر بدون النيل، كيف للسلطة الرسمية ألا تعي هذه وتلك.

ووجه سلامة

 نصيحة قبل فوات الأوان قائلا: أعملوا عقولكم، استحضروا ضمائركم، لا وقت للمغالطات، ولا مجال للإلهاءات، لم يعد لدينا بديل سوى قصف هذا السد الكارثي وتدميره، العالم لا يحترم سوى الأقوياء، والشعب لن يغفر للمتخاذلين، اللهم قد بلغت.

سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بأجواء من الحزن الطوائف المسيحية في غزة تحيي عيد الفصح

دون أي مظاهر احتفالية وبأجواء من الحزن تحيي الطوائف المسيحية في مدينة غزة التي تتبع التقويم الشرقي، عيد الفصح المجيد على وقع أصوات قصف طيران الاحتلال ...