باسل الخطيب
من قال أن هذه آخر الحروب؟….
هذه لم تكن سوى جولة وحسب..
هذا لم يعد اسمه تحت خط الفقر….
هذا صار اسمه تحت خط الخبز…
البعض يقول تحت خط الموت…
نعم، هذا ليس صراخاً….
فأي صراخ يمكن أن يجدي وسط هذا الوادي؟…
هذا بعض الأنين وحسب….
فقد يزعجكم صراخنا….
أنه سيتم تصنيفه مساً بالهيبة…
او وهناً للعزم…
حسناً، اليكم الحال….
لم يعد لنا من طريق إلا طريقين…
إما الهجرة إلى العالم الآخر…..
أو الهجرة إلى عالم آخر….
على فكرة، هذه الثانية فقط لمن استطاع إليها سبيلا….
أما النية، فتراها عند الأغلبية الساحقة….
أحقاً لاترون ذلك مرعباً؟!!…..
نعم، نحن لسنا بخير…
لم يعيد في الحيل من حيل…
نقسم لكم بالله ثلاثاً اننا قد تعبنا….
تريدون امثلة؟…
حسناً…
من اين أبداً؟..
إن ابتدأت الكلام فلن تكفي مجلدات….
ساختصرها لكم ببضعة كلمات…
كأننا ألقينا على قارعة الدنيا نواجه كل اهوال هذه الدنيا وكل هذه الدنيا علينا….
نتأمل حولنا، نجد أحوال غيرنا على أحسن حال…
تخبرنا تلك الأحوال أن حالنا يمكن أن تكون افضل….
هذا ماتخبرنا به تلك السيارات الفخمة، تلك المنتجعات، تلك القصور، وذاك البذخ….
نعم، هذه حال مسؤولينا أصحاب اسطوانة الصمود إياها…
هذه حال كل من لم تعرف هذه الحرب إليه درباً…
هذه حال كل أولئك الذين لم يصدف أن تبرعوا ولو بكلمة حق في حق هذا الوطن خلال هذا الحرب…
هذه حال كل أولئك الذين لم يعرفوا طريقاً إلى تلك اللقمة إلا الحرام أو الاكثر حراماً…
هذه حال كل أولئك الجحادر الذين امتطوا ظهر هذه الحرب، وهاكم هم، أصحاب اطيان وأعيان وعرصات…
كل هؤلاء تراهم يعيشون رغد العيش….
أما نحن…
صحيح، لم اخبركم من نحن….
نحن من بنى….
ونحن من زرع….
ونحن من حما….
نحن من قاتل في هذه الحرب..
ونحن من استشهد…
ونحن من جرح…
وهذه نشرة تفصيلية باحوالنا….
نحن أيها السادة…
تحت خط الخبز…
تحت خط الدواء….
تحت خط الكرامة….
تحت خط الامل….
تحت خط العجز….
تحت خط القهر….
صرنا نستحي أن ننظر في وجوه اولادنا، نستحي أن نضع أعيننا في أعين نساءنا…
أيكون ذنبنا أننا اخترنا جانب الوطن؟!!..
أيكون ذنبنا أننا اخترنا الحلال سبيلاً للقمتنا؟؟!!…
أيعقل أنه لم يعد للوطن من حاجة له فينا؟….
أي وطن هذا الذي سيتخذه اولادنا وطناً؟!!…..
وهم يرون بأم أعينهم كيف ألقى بأبائهم على قارعة الدنيا….
اولادنا؟…
وهذه ليست إلا بضعة من شر البلية مايضحك، اولادنا يبدعون في تعلم اللغات الأجنبية، وليس ذلك في سبيل العلامة، إنما لأنها جواز مرورهم إلى سوق العمل هناك…
حسناً، ماهو الشيء الموجود في دفتر شروط الوطنية أو المواطنة أو الصمود ولم نؤديه على أكمل وجه؟…
مالذي بقي؟….
اذاً، لماذا كل هذا الاستخفاف بنا وكأننا قطيع؟؟!!..
لماذا كل هذه اللامسؤولية نحونا وكأننا مجرد ارقام؟؟…..
هانحن نودع اولادنا، يرحلون، يريدون الحياة، يريدون بعض الكرامة، وسنبقى نحن هاهنا، أنه لم يعد في العمر من عمر للسفر، سنبقى هنا نجتر ذكرياتنا، احلامنا وخيباتنا، ونضحك على غبائنا….
هذا الذي يقول هذا الكلام لم يترك يوماً بينه وبين هذا التراب أي مسافة….
هذا الذي يقول هذا الكلام ليس مندساً أو مغرراً به…
هذا الذي يقول هذا الكلام ليس من حزب (التلة)…
هذا الذي يقول هذا الكلام ليس منافقاً أحترف الدبكة والتصفيق وسيلة لكي يمتطي ظهر الوطن…
هذا الذي يقول هذا الكلام لقمته حلال و كلمته حلال وحبه حلال…
هذا الذي يقول هذا الكلام قد قد من صخور هذه الجبال…
هذا الذي يقول هذا الكلام يحب في سورية، ويبغض في سورية، كأنه يحب في الله، ويبغض في الله…
هذا الذي يقول هذا الكلام لاتستهويه المنابر ولاتغريه المناصب….
هذا الذي يقول هذا الكلام يعرف أنه قد يكون لهذه الكلمات ثمن باهظ، مساً أو وهناً، ولكن أراد من كلماته ناقوس خطر يقرعه، عل صوته يصل حيث يجب أن يصل، أننا كلنا في خطر…
هذا الذي يقول هذا الكلام خائف، خائف جداً، صادق، صادق جداً، أننا كلنا في ذات المركب، وهذه المركب تكاد تغرق…
من قال أن هذه هي آخر الحروب؟!!….
(سيرياهوم نيوز1-صفحة الكاتب)