2020-06-10
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان على وشك أن يقيل وزير الدفاع في إدارته مارك إسبر لرفضه استخدام الجيش الأمريكي والقوة العسكرية ضد المحتجين وقمع المظاهرات المنددة بالعنصرية في الولايات المتحدة التي جرت على خلفية مقتل جورج فلويد المواطن الأمريكي من أصل أفريقي.
وأوضحت الصحيفة اليوم أن ترامب “كان غاضباً جداً” من معارضة اسبر لاقتراحه إرسال القوات الأمريكية لإنهاء الاحتجاجات وتشاور مع العديد من المستشارين حول نيته إقالة وزير الدفاع الرابع الذي يختاره خلال فترته الرئاسية مشيرة إلى أنه تراجع عن تحركه هذا بعد أن تحدث مع عدد من المقربين منه بمن فيهم رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوس ووزير الخارجية مايك بومبيو وتوصله إلى نتيجة مفادها أن الوضع الأمني حساس للغاية والانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 قريبة بحيث لا يوجد مجال لبحث مسألة تعيين وزير دفاع خامس.
وخيم التوتر على علاقة ترامب ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مؤخرا ولا سيما بعد انتقاد شخصيات بارزة سابقة في الوزارة بمن فيها وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس لطريقة تعامل إدارة ترامب مع الاحتجاجات المنددة بعنف الشرطة ومقتل فلويد على يد عناصرها.
إلى ذلك أكدت كيلسي بيكر وهي جندية مشاة سابقة بالبحرية الأمريكية عدم وجود مبرر لاستخدام القوة العسكرية لقمع هذه الاحتجاجات.
وأشارت بيكر في مقال نشرته مجلة نيوز ويك الأمريكية إلى أن هذه القوات لم تدرب من أجل ذلك محذرة من أن مثل هذا القرار الخطير من جانب الرئيس قد يمنع حل التوترات العرقية في الولايات المتحدة.
وقالت “بالرغم من أن ترامب وبعض المشرعين ربما يعتقدون أن وزارة الدفاع متعددة الجوانب والاستخدامات غير أنها ليست كذلك فهي غير مختصة بالاضطرابات المدنية بل بالحرب العنيفة” محذرة من أنه ربما يتسبب تحدي القوات المسلحة للمتظاهرين في رحيلهم لكنه سيؤدي إلى موت بعضهم.
وشددت بيكر على أن الطريقة الوحيدة لمنع وقوع المزيد من القتلى هو “أن يتحدث ترامب مع هؤلاء المتظاهرين لا أن يأمر وبشكل أحمق باستخدام القوة العسكرية” مؤكدة أن رفض القيام بذلك هو تصريح مباشر من الرئيس بأن “التوترات العرقية في هذا البلد لا يمكن حلها أبداً ما يعد استسلاماً جباناً”.
وكانت موجة الاحتجاجات العارمة اجتاحت الولايات المتحدة وعددا من دول العالم احتجاجاً على جريمة قتل فلويد في أيار الماضي وأصبحت الكلمات الأخيرة لفلويد وهي “لا أستطيع التنفس” صرخة احتجاج في المظاهرات الغاضبة التي شارك فيها الآلاف رغم المخاطر الصحية في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد.
(سيرياهوم نيوز-وول ستريت جورنال-سانا)