د.ريم حرفوش
بمزيد من الفخر والاعتزاز ..
وبأكاليل الورد والغار ..
يتم تشييعنا شهيداً تلو الٱخر ..
عزيزي الله ..
هل نحن على الخط الفاصل بين الموت والحياة ..
هل سنصل الجنة بعد الجحيم المستعر فينا ..
نحن الذين نذرنا أرواحنا لأجل القضية ..
هل مازال لنا قضية ..
نتغنى بالكرامة ونودع أشلاءنا بين الأنقاض ..
هل رأيت عهر القوم يالله ..
من هم في النفط غارقون ..
على فراش العروبة استباحوا الدماء ..
اغتصبوا العطر والأجساد ..
لم يشجبوا ..
لم يستنكروا ..
لم يؤازروا ..
فتحوا أجواءهم للعدا ..
وعن نجدتنا تخاذلوا ..
تبادلوا الأنخاب ..
من جمر احتراقنا أشعلوا الأراكيل ..
احتسوا القهوة العربية الفاخرة ..
أقلامهم باعت ضمائرها ..
تابعت تزييف الحقائق ..
بالحدود والتاريخ قامروا ..
المدن مهاجرة والأطفال مهجّرون ..
الغيم بمطره عاجز ثانية عن إنبات الأزهار ..
الأرض حبلى بالوجع ..
لاتلد إلا الشهداء ..
قدرنا أنها لاترتوي إلا من نزف الشريان ..
بلاد لم تعترف بنا ..
نحن وقود الطمع والطائفية ..
لعبة نرد بأيدي السياسيين ورجال الدين ..
في رقعة الشطرنج ..
جنود نتابع التقدم والسقوط ..
نسكن علب كبريت معتمة ..
نموت قبل أن نولد ..
وثيقة ولادتنا ممهورة بخاتم نعوتنا ..
ما بعد الموت ..
هل من بلاد نولد فيها بلا حرب ..
بلاد لانتحول فيها لوحوش وشياطين ..
نعلّم من بقي حيّاً من أطفالنا ..
كيف يرسم الفرح في دفاتره وطناً أخضر ..
مشاعره تنساب شلالات ورد وعنبر ..
يطير كالعصفور على أفق الشفق الأحمر ..
يرسم شروقه وغروبه كما يتصور ..
يزركش حدوده على نور الشمس ..
كما يتخيل ..
يخطّ بخطواته حكاية عمر ..
يهتف معترضاً محتجاً ..
ياليتني بقيت طفلاً …
ياليتني .. لم .. أكبر ..
ياليتني بقيت طفلاً ..
ياليتني ..
لا .. أكبر …..
(سيرياهوم نيوز-٢)