سامي عبّاس سليمان
ضُمَّ الجراحَ النازفاتِ و نادِ
يا بانِياسُ لقد كسرْتِ فؤادي
مالي أراكِ حزينةً مكلومةً
و أرى نساءَكِ في ثياب حدادِ
أين الأحبّةُ من بنيكِ ؟ أفي السّما ؟
أم في الثرى صاروا حقولَ ورادِ ؟
أنزفْتِ ذاكَ النهرَ أحمرَ قانياً
من أجلِ وحدةِ أمّةٍ و بلادِ ؟
و جعلْتِ جرحَكِ شمعةً في ظلمةٍ
طُوِيَتْ على الثارات و الأحقادِ ؟!
ليت الجراحَ الجارياتِ سواقياً
كانت بسيف أباعدٍ و أعادي !
أو ليت أنّ السيفَ سُلَّ منافحاً
حرّاً أصيلاً في محلّ جهادِ !
لكنّهُ سيفي قطعْتُ بحدِّهِ
بيني وبين أخي الشقيق أيادي!
* * *
يا بانِياسُ هي الحبيبةُ إدلبٌ
لم ننسَ عهد أخوّةٍ و ودادِ
أرقتْ لنا عينٌ بمنبجَ فالْتقتْ
تدعو لها أرواحُنا برقادِ
و تأوّهتْ بالأمس حمصُ فأدمعتْ
لأنين حمصَ سواحلٌ و بوادي
و اليوم تنزفُ بانِياسُ فردّدي
معها المواجعَ يا ربوعَ بلادي
* * *
سفكتْ دمَ العلويِّ أذرعُ أهلهِ
فتركْنَهُ من جمرةٍ و رمادِ
و أضرَّ بالعلويِّ حمقى جُهَّلٌ
جَبُنُوا ؛ و إن نُسِبوا إلى الآسادِ
و الله للعلويّ إن تركوه في
لُجَجِ الخصام لمديةٍ و زنادِ
يرمي به القدرُ الضريرُ لجائعٍ
شرهٍ على طبقٍ من الأكبادِ
و يخونهُ وطنٌ سقاهُ دماً ! فما
منع البلادَ من الوفاء لفادي ؟ !
فَتَنَتْ فرنسا أرْيحيّةُ شيخِهِ :
يا للفتى من فارسٍ و جوادِ !
قدْ حاربَتْهُ فأكبرتْهُ محارباً
في ثائرينَ على العداةِ شِدادِ
وطنٌ صنعْنا بالدمِ اسْتقلالَهُ
فأصابنا بمواجعٍ و عوادي!
كنّا لهُ الحصنَ الحصينَ ‘ و في الثرى
كنّا أمامَ الغزو كالأوتادِ
متْنا ليحيا ؛ غيرَ أنّا اليومَ منْ
أجنادهِ كالطير من صيّادِ
يا سادةَ العهد الجديد تورّعوا
ليس انْتهاجُ القتل للأسياد
الراشدون جميعنا أحفادُهمْ
فلْننتسبْ لهدايةٍ و رشادِ
* * *
يا ربِّ من أجلي و أجل أحبّتي
لا سال دمعٌ أو دمٌ في وادي
كلّا .. و لا قدّرْتَ يوماً رجعةً
لجهالةٍ سلفَتْ أوِ اسْتبدادِ
يا ربِّ و اجْعلْ في الصدور سنابلاً
للطير لا لمناجل الحُصّادِ
ويلٌ لمنْ سفكَ الدماءَ بريئةً
منْ هول يوم قيامةٍ و معادِ
هلْ كان قُدَّ من الحجارة قلبُهُ
أم كان جُحْراً في مساكن عادِ ؟ !
أنا قلبُ عصفورٍ و جرحُ حمامةٍ
و يدي أنا أرجوحةُ الأولادِ
و لقد برئْتُ مع النّبيِّ و آلهٍ
منْ كلّ طاغيةٍ سعى بفسادِ
(موقع اخبار سوريا الوطن-٢)