آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » يوميات «الخط الأصفر»: العدوّ يطبّق نسق الحرب المُستدامة

يوميات «الخط الأصفر»: العدوّ يطبّق نسق الحرب المُستدامة

 

يوسف فارس

 

 

يشير تصاعد الأحداث الميدانية المستمر في قطاع غزة، إلى أن إسرائيل شكّلت الواقع الأمني بما يخدم صناعة نسق مُصغّر ومُستدام للحرب، تتناغم وتيرته مع المتطلّبات الأمنية التي تطرأ بين فينة وأخرى. وأوضحُ ما يجسّد هذا الواقع، ما شهدته المناطق الشرقية لمدينة غزة، وتحديداً حي التفاح المأهول بعشرات الآلاف من المواطنين، مساء أول من أمس، حيث شرعت طائرات «الكوادكابتر» في إطلاق الرصاص بشكل مباشر على منازل المواطنين، ثم انقلب المشهد تماماً، ليطاول القصف منزلاً مأهولاً بأسرة من عائلة السكني كانت تجتمع فيه على العشاء، في منطقة تقع على مسافة كيلومترين غرب «الخط الأصفر». ويقول أحمد السكني لـ»الأخبار»: «استُهدف منزلنا بقنبلة من طائرة كوادكابتر. كل العائلة كانت مجتمعة، واستشهد والد لـ7 أطفال وابنه. وعندما حاول الأهالي انتشال الشهداء وإجلاء المصابين، تكرّر القصف مجدّداً، ما تسبّب بإصابة العشرات من المواطنين، وتحوّلت المنطقة إلى ساحة حرب».

 

وفي الطريق إلى محيط مفترق السنافور، كانت العشرات من العائلات تنزح من منازلها التي لم تكد تعود إليها. يقول نور الشوا وهو أحد النازحين من المنطقة: «نحن في قلب البلدة القديمة في غزة. بيتنا يبعد عن الخط الأصفر أكثر من كيلومتر. رجعنا إلى بيوتنا على أساس أن الحرب انتهت. لكن كل ليلة نعيش حرباً جديدة. سكان المناطق الشرقية لمدينة غزة يعيشون الحرب يومياً».

وفي مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، قصفت طائرة مُسيّرة المصوّر الصحافي، محمود وادي، في منطقة بعيدة من «الخط الأصفر»، بينما حاولت قوة من مجموعات العملاء المعروفة باسم «الجيش الشعبي» التابعة للعميل، محمد المنسي، اختطاف أحد المواطنين في وسط مخيم جباليا شمالي القطاع. ووفقاً لمصادر أمنية، فإن المقاومين اشتبكوا مع مجموعة المنسي وأجهضوا محاولة الاختطاف، وتمكّنوا من اعتقال أحد العملاء. وتُعدّ هذه العملية الأمنية هي الثانية من نوعها – خلال أسبوع واحد -، ضدّ تلك المجموعات التي تنشط في المناطق القريبة من «الخط الأصفر».

 

الاحتلال يزعم خرق «حماس» الاتفاق في رفح ويستعدّ لحملة قصف واغتيالات

 

 

أمّا التطور الميداني الأخطر الذي سيفتح الباب أمام تصعيد أكبر، فشهدته مدينة رفح، جنوبي القطاع، حيث زعم جيش الاحتلال أن عدداً من مقاومي «كتائب القسام» المحاصرين في أنفاق المدينة، اشتبكوا، أمس، مع قوة من وحدة «غولاني». ووفقاً لرواية الإعلام العبري، فإن خلية مكوّنة من 5 مقاومين خرجت من فتحة نفق، وألصق أحد أفرادها عبوة ناسفة بناقلة جند، ثم اشتبكوا مع الجنود، ما تسبّب بإصابة 4 منهم، وُصفت حالة أحدهم بالخطيرة. وعلّقت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على الحدث بوصفه «خرقاً لوقف إطلاق النار من جانب حماس»، فيما نقلت عن مسؤول أمني قوله إن «الجيش يستعدّ لحملة قصف قوية وعمليات اغتيال لقيادات في الحركة رداً على الهجوم»، وهو ما بدأ بالفعل تنفيذه مساء أمس، بعد تهديد رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، بـ»(أننا) لن نتسامح مع أي مساس بجنودنا وسنردّ وفقاً لذلك».

 

هذه المعطيات الميدانية تترافق مع تمكّن المقاومة من إنجاز الجزء الأكبر من استحقاق تسليم جثامين القتلى الإسرائيليين، إذ أعلنت «سرايا القدس» أنها تمكّنت من انتشال جثة أحد الأسرى، بعد عمليات بحث استمرّت طوال الأسبوع الماضي في مخيم جباليا ومدينة بيت لاهيا. وبذلك، يتبقّى لدى المقاومة جثمان أسير إسرائيلي واحد، تشير المعطيات إلى أن فرصة العثور عليه واردة في غضون الأيام المقبلة. وينزع هذا التطوّر ذريعة جديدة من الذرائع التي تضعها إسرائيل كعقبة للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، بما فيها استحقاق الانسحاب من مناطق «الخط الأصفر» وفتح معبر رفح البري أمام حركة المسافرين والعائدين إلى القطاع.

على أن إسرائيل تواصل صناعة المبرّرات للانقلاب على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما يقف الوسطاء إزاءها من دون أي قدرة على التأثير. ويستهدف العدو من وراء ذلك تثبيت اليد الإسرائيلية المطلقة أمنياً، وصناعة ظروف معيشية وإنسانية طاردة للسكان من القطاع، وصولاً إلى تحقيق مبدأ التهجير الطوعي.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رهان إسرائيلي على ملل واشنطن: خطة ترامب لا تعمل

    لا تزال المماطلة الإسرائيلية المستمرّة، تعرقل الانتقال من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي شارفت على الاكتمال مع ...