أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن ما يحدث في فلسطين المحتلة اليوم يأتي نتيجة عقود من الاحتلال الاستيطاني الاستعماري والممارسات العدوانية، وأن الشعب الفلسطيني يمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه، وفي مقاومة محاولات الاحتلال حرمانه من حقوقه، مشيراً إلى أن ممارسات الاحتلال وعربدته العسكرية وتهديده بإزالة غزة من الوجود، وتوسيع جرائمه في المنطقة محكوم عليها بالفشل، ويقع على عاتق العرب اليوم واجب ومسؤولية تقديم الدعم للشعب الفلسطيني.
وقال المقداد في بيان سورية خلال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في مقرها بالقاهرة اليوم: ترحب سورية بعقد هذه الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري لبحث التحرك العربي والدولي في مواجهة الجرائم الفاشية والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة دون هوادة بدعم معلن ولا يخجل من قبل الغرب الجماعي، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية التي استنفرت حاملات طائراتها وأساطيلها وجيشها بهدف معلن هو القضاء على كل أحلام وتطلعات الشعب الفلسطيني الذي صبر وتحمل 75 عاماً من التشرد والطرد من أرضه التي يعيش عليها منذ آلاف السنين.
وأوضح المقداد أن الأيام الأخيرة كشفت زيف وكذب ونفاق الغرب الجماعي وادعاءاته المتعلقة بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني أو ما يدعيه الآن حول عالم قائم على القواعد، وكم اختلف العرب فيما بينهم حول ما يعرف بـ “عملية السلام” منذ عام 1991 لنرى أن “السلام” الذي تحدث عنه هذا الغرب الجماعي ما هو إلا سراب، فجميع بلداننا العربية مستهدفة بوحدة أرضها وشعبها، وأصبح الدعم الغربي الجماعي لا يخجل من دعم العصابات الإرهابية الصهيونية والمتطرفين الإسرائيليين.
وتساءل المقداد: من هو البلد العربي الذي لا يعاني نتيجة تدخل الغرب الجماعي في شؤونه الداخلية، وفي حياة شعبه واقتصاده وعقائده وقيمه الأخلاقية، والآن يريدون إقناعنا وإقناع أصدقائنا في العالم أن الخلل البنيوي هو فينا، وأن علينا أن نتخلى عن عاداتنا وتقاليدنا وحقوقنا حتى يرضى الإسرائيليون بنا وبأنظمتنا، وعندما يخسر الغرب الجماعي مستعمراته في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية فإن المسؤولية تقع على عاتق العرب.
وقال المقداد: نعيش الآن في عالم يتغير بعمق، وسيضمن العالم الجديد بناء نظام دولي يقوم على تعددية الأقطاب، ولا يقبل بالهيمنة بما في ذلك هيمنة صنيعته الاستراتيجية “إسرائيل” على منطقتنا، فالغرب الجماعي يريد أن يقنعنا بأننا نحن العرب أسباب عدم الاستقرار في المنطقة والعالم وكأننا أصل البلاء في كل ما يحدث من كوارث، لكن لا يمكن أن يمضي “الإسرائيليون” بسياساتهم العنصرية التي طردت الفلسطينيين من منازلهم منذ عام 1948 وما تلا ذلك دون أي وجه حق بناءً على أساطير يثبت كذبها في كل يوم.
وأوضح المقداد أن الإرهابيين المدعومين من الاحتلال الإسرائيلي شنوا قبل أسبوع هجوماً أسفر عن مئات الضحايا في مدينة حمص، وهاجم مرتكبو جريمة حمص ذاتها بعد يوم أهلنا في غزة أطفالاً ونساءً، وها هو الاحتلال ومن يدعمه يدمرون الأبنية على رؤوس قاطنيها ويقطعون المياه والدواء والكهرباء والوقود وكل مستلزمات الحياة عن أهلنا الذين يعيشون في “غيتو قطاع غزة” المفروض من قبل الاحتلال، ولا أحد في الغرب الجماعي يقول لهم توقفوا.
وأشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أن الولايات المتحدة كشرت عن أنيابها دعماً للاحتلال الإسرائيلي لأنها أمام انتخابات يحتاج قادتها إلى أصوات وأموال عتاة المتطرفين من الصهاينة وأصحاب المال المعادين لآمال الشعوب وتطلعاتها، موضحاً أن من يقوم في الغرب الجماعي بقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني والعربي وكل من يتطلع إلى عالم من الديمقراطية في العلاقات الدولية إنما هو شريك في الجريمة وكأنه يقول إن هذه هي فرصتهم لقتل أحلام الشعب الفلسطيني ودفنها إلى الأبد، وإن كل من يرفع صوته مخالفاً لهم لا مكان له إلا القبر.
ولفت المقداد إلى أن استهتار حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومن يدعمها بالقوانين الدولية والقيم الإنسانية والعالم القائم على القواعد التي يطالبون به، وإصرارها على الممارسات العنصرية والتطهير العرقي إنما يهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإلغاء حقه في الوجود، ووضعه أمام خيار الموت أو الرحيل القسري عن أرضه لمصلحة استعمار استيطاني عنصري غير إنساني.
وجدد المقداد التأكيد على وقوف سورية الكامل مع الشعب الفلسطيني الذي يمارس اليوم حقه المشروع في الدفاع عن نفسه بمختلف الوسائل، وفي مقاومة عقود من محاولات حرمانه من حقوقه غير القابلة للتصرف في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على كامل أرضه المحتلة، وعاصمتها القدس، ومن ممارسة حقه في العودة تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، فما يحدث اليوم على الأرض الفلسطينية المحتلة، يأتي نتيجة عقود من الاحتلال الاستيطاني الاستعماري وسياساته العدوانية والتوسعية وتقويض أفق السلام.
وقال وزير الخارجية والمغتربين: نحن والشعب الفلسطيني في غزة البطل لسنا حالة عابرة في هذه المنطقة بل إننا التاريخ والحق والكرامة، والقدس قدسنا والديانات السماوية إلهامنا وشرفنا، نعم لقد جرب العرب كل الطرق لاستعادة حقوقهم في فلسطين والجولان السوري المحتل وجنوب لبنان، ووجدنا في نهاية المطاف أن حقوق الشعب الفلسطيني يتم قضمها في كل يوم، وأنه لا يمكن استعادة الحقوق إلا عبر مقاومة الصلف العنصري وغطرسة القوة التي يمارسها هذا الاحتلال وعتاة مستوطنيه، وكل هذا يوجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ووضع حد للمجازر والجرائم الإسرائيلية ومحاسبة ومساءلة مرتكبها بعيداً عن النفاق السياسي والمعايير المزدوجة المفضوحة في التعامل مع الأزمات الدولية.
وأكد المقداد أنه على الاحتلال الإسرائيلي أن يعي أن ممارسات حكومته اليمينية المتطرفة وإجراءاتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني وممارسة العربدة العسكرية والتهديد بإزالة غزة من الوجود، وتوسيع نطاق جرائمها في المنطقة محكوم عليها بالفشل، مشدداً على أنه يقع على عاتق العرب اليوم واجب ومسؤولية تقديم الدعم بمختلف أشكاله ووسائله للشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال وفي نضاله من أجل حقوقه الوطنية المشروعة، والخروج بقرارات في ختام هذا الاجتماع ترقى إلى مستوى التحديات وتسهم في التصدي للعدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني الذي يهدد استمراره بوقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق في قطاع غزة والمنطقة والعالم.
سيرياهوم نيوز 4_سانا