قالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الثلاثاء إن الوزير أنتوني بلينكن حث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على ملاحقة المسؤولين عن الهجمات والتهديدات التي تتعرض لها القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق.
وأضافت الوزارة أن بلينكن رحب بإدانة بغداد للهجمات في المكالمة بينهما أمس الاثنين. وناقش الجانبان أيضا الصراع بين إسرائيل وحماس والوضع الإنساني في غزة.
وقال مسؤولون لرويترز إن الجيش الأمريكي يتخذ خطوات جديدة لحماية قواته في الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف من هجمات تشنها جماعات مدعومة من إيران، وأضافوا أنه يترك الباب مفتوحا أمام إمكانية إجلاء عائلات العسكريين إذا لزم الأمر.
وذكر المسؤولون، الذين تحدثوا بشرط عدم نشر هوياتهم، أن الإجراءات تشمل زيادة الدوريات العسكرية الأمريكية، وتقييد الوصول إلى مرافق القواعد التي تضم القوات، وزيادة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك باستخدام الطائرات المسيرة وعمليات المراقبة الأخرى.
وقال المسؤولون إن الجيش الأمريكي يعزز أيضا المراقبة من أبراج الحراسة بالمنشآت العسكرية، ويعزز الإجراءات الأمنية عند نقاط الوصول إلى القواعد، ويكثف العمليات لمواجهة الهجمات المحتملة بالطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف.
ولم ترد تقارير من قبل عن الحزمة الجديدة من تدابير حماية القوات.
وقال الجنرال مايكل “إريك” كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية في بيان لرويترز “مع زيادة عدد الهجمات ومحاولات الهجوم على مواقع عسكرية أمريكية فإن المراجعة المستمرة لإجراءات حماية قواتنا أمر بالغ الأهمية”.
وقال كوريلا، الذي يشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، إن الخطوات التي تم اتخاذها بالفعل لزيادة إجراءات حماية القوات، وكذلك نشر أصول عسكرية أمريكية إضافية في المنطقة في الأيام الأخيرة “حالت دون وقوع المزيد من الخسائر الخطيرة في صفوف قواتنا في مسرح العمليات”.
وقال أحد المسؤولين إن القوات الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت للاستهداف بشكل متكرر منذ بدء الصراع بين إسرائيل وغزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتسببت الهجمات في إصابات طفيفة لأربعة عسكريين أمريكيين حتى الآن وخمسة مقاولين يعملون مع الجيش الأمريكي، عادوا جميعا إلى الخدمة.
وفي الأسبوع الماضي، قبالة سواحل اليمن، أسقطت سفينة حربية أمريكية أكثر من اثنتي عشرة طائرة مسيرة وأربعة صواريخ كروز أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران.
وجعلت التوترات المتزايدة الأفراد الأمريكيين في حالة تأهب دائم. وتوفي مقاول مدني إثر إنذار كاذب في قاعدة الأسد الجوية بالعراق يوم الخميس إثر سكتة قلبية.
ولم يذكر مسؤول عسكري أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، على وجه التحديد ما الذي قد يؤدي إلى إجلاء عائلات العسكريين الأمريكيين الذين تم نشرهم في مواقع بالشرق الأوسط بما في ذلك البحرين حيث يتمركز الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية.
وقال المسؤول لرويترز “نراجع الأمر بشكل مستمر وإذا وجدنا أن التهديد يتصاعد إلى مستوى يهدد عائلات أفراد خدمتنا في (المنطقة)، فسنخطئ إذا لم نتوخ الحذر”.
وحذر كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن لا سيما وزير الدفاع لويد أوستن من خطر حدوث تصعيد كبير في الهجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وأن إيران قد تسعى إلى توسيع نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع لمراسلي البنتاجون أمس الاثنين “نرى احتمالا لتصعيد أكبر بكثير ضد القوات والأفراد الأمريكيين على المدى القريب ودعونا نكن واضحين بشأن ذلك، الطريق يؤدي إلى إيران”.
وأمر أوستن بنشر دفاعات جوية جديدة في الشرق الأوسط لحماية القوات، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي (ثاد).
كما أرسلت الولايات المتحدة سفنا حربية وطائرات مقاتلة إلى المنطقة لمحاولة ردع إيران والجماعات المدعومة من طهران، بما في ذلك حاملتا طائرات.
وقال البنتاجون إنه لم يرصد صدور أمر مباشر من أعلى المستويات في إيران بتنفيذ الهجمات. لكن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي قال إن من الواضح أن إيران تسهل ذلك.
وقال كيربي أمس الاثنين “نعلم أن إيران تراقب هذه الأحداث عن كثب، وفي بعض الحالات تسهل بشكل فعال هذه الهجمات وتحفز الآخرين الذين قد يرغبون في استغلال الصراع لمصلحتهم الخاصة ولمصلحة إيران”.
وقال مسؤولون أمنيون إيرانيون لرويترز إن استراتيجية إيران تتمثل في قيام وكلاء في الشرق الأوسط مثل حزب الله اللبناني بشن هجمات محدودة على أهداف إسرائيلية وأمريكية مع تجنب تصعيد كبير قد يجر طهران.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم