قال جون كيربي، مستشار مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن شحن الأسلحة إلى إسرائيل متواصل، ولا تزال تحصل على معظم الأسلحة التي تحتاجها.

جاء ذلك في تصريح خلال مؤتمر صحفي عقده في واشنطن.

وأضاف: “لا تزال الأسلحة تُشحن إلى إسرائيل، وهم يحصلون على الجزء الأكبر من كل شيء (الأسلحة) للدفاع عن أنفسهم”.

وأكد أنهم تعهدوا بإنفاق كل سنت يحصلون عليه من خلال الطلبات الإضافية من الكونغرس لتوفير القدرات التي تحتاجها إسرائيل، وأنهم سيستمرون في هذا الالتزام.

وكان المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، ذكر في مؤتمره الصحفي في وقت سابق، أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات أمنية لإسرائيل بمليارات الدولارات، وحول الأسلحة التي تم تعليق شحنها الاسبوع الماضي، قال: “إننا نراجع حاليًا بعض المساعدات الأمنية على المدى القريب”.

وفي سياق متصل، قال السيناتور الأمريكي المستقل بيرني ساندرز، الجمعة، إن توسيع إسرائيل هجومها البري على مدينة رفح “سيزيد الأوضاع سوءًا” في قطاع غزة.

وأشار ساندرز في بيان عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى أن 80 بالمئة من الفلسطينيين اضطروا للنزوح منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وأن مليون و300 ألف، بينهم 600 ألف طفل، لجؤوا إلى رفح جنوب القطاع.

وقال: “إن الهجوم (الشامل) على رفح سيزيد الأوضاع – التي لا توصف بالكلمات – سوءا”.

وتطرق إلى ساندرز تصريح الرئيس جو بايدن الذي قال فيه إن الولايات المتحدة ستوقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل إذا شنت هجوما بريا شاملا على رفح.

وأضاف: “بايدن على حق، لا يمكن للولايات المتحدة أن تستمر في تقديم مزيد من القنابل وقذائف المدفعية لدعم سياسات (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو المدمرة والبعيدة عن الإنسانية”.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيقدم إلى الكونغرس الجمعة “تقريرا شديد الانتقاد” بشأن الهجمات الإسرائيلية على غزة، خلص فيه إلى أن تل أبيب لم تنتهك شروط استخدام الأسلحة الأمريكية.
ونقل موقع “أكسيوس” الإخباري، عن ثلاثة مسؤولين أميركيين، قولهم إنه من المتوقع أن يقدم الوزير بلينكن تقريرا إلى الكونغرس حول الهجمات الإسرائيلية على غزة اليوم الجمعة.
وأثار قرار الرئيس جو بايدن تعليق مشروط لشحنات أسلحة انتقادات شديدة من الجانب الإسرائيلي.

وذكر المسؤولون الأمريكيون أن “تقرير بلينكن شديد الانتقاد” يتضمن تقييمات حول ما إذا كانت إسرائيل تلتزم بالقانون الدولي وتٌقيد المساعدات الإنسانية لغزة من عدمه.
كما ذكر المسؤولون أن الانتهاكات التي وقعت في هجمات إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أثارت سجالات داخلية في أروقة وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال الموقع إن الممثل الأمريكي الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل “جاكوب جيه ليو” أرسلا مذكرة إلى بلينكن في الأسابيع الأخيرة زعما فيها أن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي بالحرب في غزة.
وذكر أن ليو وساترفيلد اقترحا على بلينكن “توثيق عدم منع إسرائيل المساعدات الإنسانية إلى غزة” وتضمينه في التقرير.
وأشار المسؤولون أن إسرائيل قيدت المساعدات الإنسانية في الماضي ومنعت وصول المساعدات إلى غزة، لكن الرئيس بايدن أعطى “إنذارا نهائيا” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأن سياستها تغيرت منذ أبريل.
ولفت المسؤولون إلى أن تقرير بلينكن سيسرد سلسلة من الأحداث في الهجمات الإسرائيلية على غزة، ويعرب عن مخاوف جدية بشأن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي.
لكن الموقع أشار إلى أن تقرير بلينكن لم يخلص إلى أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن تقرير بلينكن اعتمد توصيات ليو وساترفيلد.
وكانت منظمة العفو الدولية ذكرت في تقريرها في إبريل الماضي، أن إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، حيث استشهد ما يقرب من 35 ألف شخص.
وكان 88 عضوا من الحزب الديمقراطي في الكونعرس، أعلنوا في وقت سابق أن هناك مزاعم ذات مصداقية تشير إلى أن إسرائيل تعمدت منع المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين، وطالبوا بايدن بإعادة النظر في المساعدات المقدمة لإسرائيل وفقا للقوانين الأمريكية.

والاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في رفح زاعما أنها “محدودة النطاق”، بعد ساعات من إعلان حماس موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى، والثلاثاء أعلن الجيش سيطرته على معبر رفح الحدودي مع مصر.

وتسبب الهجوم الإسرائيلي على رفح بنزوح نحو 110 آلاف فلسطيني قسرا من المناطق الشرقية للمدينة باتجاه جنوب غرب القطاع، وفق وكالة الأونروا.

وخلفت الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر أكثر من 113 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة