آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » «ورطة» الحزب الديموقراطي كيف السبيل: إلى إزاحة بايدن؟

«ورطة» الحزب الديموقراطي كيف السبيل: إلى إزاحة بايدن؟

خضر خروبي

 

«ورطة» الحزب الديموقراطي كيف السبيل: إلى إزاحة بايدن؟

على مستوى جبهة الفريق المعارض لمواصلة ترشّح بايدن، طُرحت أسماء من بينها اسم نائبة الرئيس كامالا هاريس (أ ف ب)

 

ينهمك الديموقراطيون بتقييم الآثار السلبية للمناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس جو بايدن، ومنافسه دونالد ترامب، بفعل ما بات يعتري غالبية الأميركيين من شعور بالقلق إزاء مسألة كبر سنّ رئيسهم، وشكوك في مدى أهليّته الجسدية والذهنية للحُكم، فضلاً عن ظهور مؤشرات إلى تفضيل الناخبين الديموقراطيين مرشّحاً آخر أصغر سنّاً. وفي مقابل فريق من داخل حزب الرئيس يبدو أكثر ميلاً إلى تسمية مرشح بديل لبايدن (متمولين كبار ومشرّعين حاليين وسابقين)، لا يزال الفريق المقرّب منه، بدعم من زوجته جيل ونجله هانتر وشقيقته فاليري، على تمسّكهم بخيار المضيّ قُدماً في الحملة الانتخابية، وإن «من باب المكابرة»، وفقاً لمراقبين.

ميشيل أوباما في بورصة الترشيحات مجدداً

رغم تدهور شعبية بايدن عقب المناظرة، وتسجيل حملة ترامب في المقابل مؤشرات إيجابية، وخصوصاً لناحية التقدّم على المرشح الديموقراطي بفارق ست نقاط (48% مقابل 42%)، بما يشمل ولايات كانت شبه مضمونة للديموقراطيين (نيوهامبشير، نيومكسيكو، فرجينيا ومينيسوتا)، أو لجهة التفوّق في إجمالي التبرعات المالية التي حصلت عليها خلال الربع الثاني من العام الجاري، إذ تجاوزت 300 مليون دولار، مقابل 264 مليون دولار لحملة بايدن، يصرّ فريق الرئيس على مواصلة الرهان على إمكانية تحسين حظوظ مرشّحهم لدى الرأي العام، وهو ما يفسّر – مثلاً – الإعلان عن مقابلة مرتقبة لبايدن عبر شبكة «سي إن إن». ومن أبرز وجوه الحملة الانتخابية الداعمة لهذا التوجه: ستيف ريتشيتي، الذي يُعدّ، إلى جانب جيف زينتس، قناة الاتصال الأساسية بين البيت الأبيض من جهة، والمشرعين الديموقراطيين وكبار المتموّلين الداعمين للحزب الديموقراطي من جهة ثانية، علماً أن ريتشيتي اضطلع بدور كبير، خلال الأيام القليلة الماضية، في محاولة طمأنة هؤلاء في شأن استمرار وجود حظوظ لبايدن في الانتخابات الرئاسية، رغم سوء أدائه في المناظرة، وحثّهم على الاستمرار في دعم ترشيحه.

ويضاف إلى هذين الاسمين، اسم مديرة النشاطات الإعلامية، أنيتا دن، التي تتمتّع بخبرة واسعة في مجال الإعلام والتواصل، ولا سيما أنها شريك مؤسس لشركة «SKDK»، إحدى كبريات شركات العلاقات العامة في واشنطن، فضلاً عن شغلها مناصب إدارية في حملة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما. وإلى جانبها، يبرز مستشار بايدن السياسي والقانوني، ‏وأحد رجاله الموثوقين منذ مدة طويلة، رون كلاين، صاحب الدور الأكبر في إعداده للمناظرة الرئاسية التي بثّتها «سي إن إن» الأسبوع الماضي. وتضمّ «الحلقة الضيقة» الداعمة لبايدن، أيضاً، كلاً من ‏تيد كوفمان، ومايك دونيلون، إذ يُعدّ الأول صلة الوصل بين الرئيس وقاعدته الانتخابية في مسقط رأسه في ويلمنغتون، خصوصاً أنه ينحدر من تلك المنطقة، ويقيم فيها. أمّا الثاني، فهو صانع إعلانات وخبير إستراتيجي منذ مدة طويلة، ويتقاطع مع كوفمان في تأديته أدواراً مختلفة في الحملات الانتخابية لبايدن منذ عام 1981. وبحسب مراقبين، فإن ديلون قد يكون مرشّح بايدن نفسه للانتخابات الرئاسية، في حال قرّر التنازل لحساب ديموقراطي آخر.

أظهر استطلاع للرأي أفضلية لميشيل أوباما على ترامب، إذ حصلت على تأييد 50% من المستطلعين مقابل 39% للمرشح الجمهوري

 

وعلى مستوى جبهة الفريق المعارض لمواصلة ترشّح بايدن، طُرحت أسماء من بينها اسم نائبة الرئيس كامالا هاريس، إضافة إلى مرشحين آخرين. وعلى وقع أنباء حول اعتزام عدد من أعضاء الكونغرس الديموقراطيين توقيع عريضة تطالب بايدن بسحب ترشيحه، لوحظ تصاعد في الخطاب المضاد للرئيس من داخل الحزب، ولا سيما في أوساط المشرعين الذين التقاهم الأخير خلال الساعات الماضية، وخاصة سيث مولتون الذي أكد أن عمْر بايدن يمثّل عائقاً، إضافة إلى لويد دوغيت الذي أصبح أول مشرع ديموقراطي يتبنّى علناً فكرة تنحية الرئيس، في موقف مشابه لموقف زميله راؤول غريهالفا، ولما أعلنه ريد هاستينغز، مؤسّس منصة «نتفلكس»، وأحد كبار مانحي الحزب.

وجاء ذلك بالتزامن مع الزجّ مجدّداً باسم السيدة الأولى السابقة، ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأسبق باراك أوباما، في بورصة الترشيحات، بعدما أظهرت نتائج استطلاع للرأي نشرته وكالة «رويترز» بالتعاون مع مؤسسة «إيبسوس»، أفضليتها على ترامب، إذ حصلت على تأييد ما نسبته 50% من المستطلعين، مقابل 39% للمرشح الجمهوري. ووفقاً لمراقبين، فإن ما سرّبته صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن مصادر، من كلام منسوب إلى أوباما، خلال اتصال هاتفي أجراه مع بايدن عقب مناظرة الأسبوع الماضي، في شأن «صعوبة» إعادة انتخابه لولاية ثانية، يعكس تأييده الضمني لانسحاب نائبه على مدى ولايتَين، من السباق الرئاسي. وترافق هذا، مع كشف صحيفة «نيويورك تايمز» عن وجود نيّة جدّية لدى الرئيس للانسحاب من السباق، وهو ما نفاه البيت الأبيض رسميّاً في وقت لاحق، فيما تمكّن بايدن، خلال اجتماعه مع 24 من حكام الولايات الديموقراطيين، من انتزاع إجماعهم على أهليّته للترشح للرئاسة، في ما يجلي سعيد لتصدير صورة حول توحّد حزبه خلف تطلعاته إلى الفوز بولاية ثانية. وبحسب مصادر في حملة بايدن، فإن الأخير وفريقه معنيّان إمّا بالعمل سريعاً على إثبات أهليته للرئاسة، أو أن يتهيّآ لمواجهة جهد كبير (من الحزب) لإجباره على التنحّي.

 

ماذا يمكن أن يفعل بايدن؟

في انتظار انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي، في آب المقبل، وهو الموعد المتوقّع لحسم هوية مرشح الحزب لـ«رئاسيات 2024»، كثّف معلقون بارزون دعواتهم بايدن إلى الانسحاب. ومن بين هؤلاء الكاتب الأميركي المعروف بقربه من معسكر الديموقراطيين، توماس فريدمان، الذي أشار إلى أن الجهد الدعائي والإعلاني لحملة ترامب ينصبّ بشكل أساسي على السخرية من هفوات بايدن، في ظلّ افتقار المرشح الجمهوري إلى خطة حقيقية لمستقبل البلاد سوى «الانتقام» من خصومه، معتبراً أن أنصار ترامب كانوا على دراية بأن «السبب الوحيد الذي جعل مرشحهم المفترض يتقدّم في غالبية استطلاعات الرأي الرئيسية، هو أن عدداً من ناخبي بايدن المحتملين لم يكونوا قلقين في شأن تضخم الأسعار، بقدْر قلقهم من تضخم عمر رئيسهم». ولفت فريدمان إلى وجود خشية لدى ترامب من إمكانية انسحاب خصمه، لما يمكن أن يُظهره ذلك من«فارق بين زعيم وحزب يضعان البلاد في المقام الأول، وبين زعيم وحزب يؤثران نفسيهما على مصلحة الوطن». وأضاف أن «أفضل ما يمكن أن يفعله بايدن للبلاد، وأسوأ ما يمكن أن يفعله لترامب، يتمثّل في إعلانه أنه سيعفي مندوبي الحزب الديموقراطي من التصويت لمصلحة ترشيحه لخوض الانتخابات الرئاسية»، لدى انعقاد مؤتمر الحزب المقبل في شيكاغو، وذلك عبر الشروع في «عملية منظّمة تتيح للجيل القادم من المرشحين الديموقراطيين طرح أفكارهم، ولمندوبي المؤتمر اختيار مرشح جديد للرئاسة».

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز٣_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بعد المطالبة بصفقة فورية وإسقاط الحكومة.. مواجهات بين الشرطة وعشرات آلاف المستوطنين

الشرطة الإسرائيلية فرّقت المستوطنين المتظاهرين، عبر استخدام خراطيم المياه، في مواجهتها التظاهرات المطالبة بإسقاط حكومة الاحتلال الحالية، برئاسة بنيامين نتنياهو، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى.   ...