مستغلاً الأيام الأخيرة للإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب التي تدعم بشكل مطلق مخططات الاحتلال الإسرائيلي التهويدية كثف الاحتلال عمليات الاستيطان حيث أعلن أمس مخططا لإقامة 800 وحدة جديدة في القدس المحتلة ورام الله وقلقيلية ونابلس وجنين وبيت لحم تضاف إلى آلاف الوحدات التي أقامها خلال فترة رئاسة ترامب لفصل المدن والبلدات الفلسطينية عن بعضها تنفيذا لما تسمى “صفقة القرن” الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وتقويض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
رفض المجتمع الدولي لـ “صفقة القرن” لم يترجم بخطوات عملية توقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته لقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار “2334” لعام 2016 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويطالب بوقفه ولم تلق مطالبات الفلسطينيين لمجلس الأمن الدولي بالتحرك أي صدى في الوقت الذي تستمر فيه الولايات المتحدة بدعم الاحتلال وحمايته في المجلس لمواصلة تنفيذ مخططاته الاستعمارية.
المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أكد أن إعلان سلطات الاحتلال هذا المخطط محاولة منها لمسابقة الزمن قبل رحيل إدارة ترامب الداعمة بشكل أعمى لاستيلاء الاحتلال على المزيد من الأراضي الفلسطينية مشدداً على أن ذلك لن يمنح أي شرعية للاستيطان الذي يشكل انتهاكا سافراً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ومؤكداً أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله دفاعاً عن أرضه حتى إسقاط كل المؤامرات والمخططات الرامية إلى تصفية قضيته.
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف أوضح في تصريح لمراسل سانا أن الـ ” 800″ وحدة جديدة تأتي في إطار مخططات الاحتلال لعزل المدن والبلدات الفلسطينية عن بعضها حيث ستقام على قمم الجبال وفي مناطق استراتيجية بهدف تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى تجمعات صغيرة غير مترابطة جغرافيا ومنع التواصل فيما بينها وتدمير الاقتصاد الفلسطيني مبيناً أن 500 وحدة منها ستقام على أراضي ست قرى شرق نابلس ما يهدد بعزل المدينة عن الأغوار وتقسيم ريفها لأكثر من جزء وصولاً إلى عزلها بالكامل عن باقي الضفة المحتلة.
وأشار عساف إلى أن الاحتلال أقام 20 بؤرة استيطانية جديدة في الضفة الغربية واقتلع 12 ألف شجرة وهدم 879 منشأة فلسطينية العام الماضي ويخطط لتهجير الفلسطينيين من 154 قرية وبلدة في الأغوار التي تشكل ثلث مساحة الضفة الغربية بهدف توسيع عمليات الاستيطان ما يعني نكبة فلسطينية جديدة.
من جهته لفت مسؤول ملف مقاومة الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس إلى أن الاحتلال أقام خلال ولاية ترامب أكثر من 40 ألف وحدة استيطانية في الضفة وشق طرقا لربط المستوطنات وتشكيل أحزمة استيطانية تضيق الخناق على الفلسطينيين كما تصاعدت اعتداءات المستوطنين الذين يقطعون الطرق الواصلة بين القرى والمدن الفلسطينية ويعتدون على المنازل والمركبات ويقتلعون ويحرقون الأشجار.
وأوضح دغلس أن مدينة نابلس تتعرض لهجمة استيطانية شرسة حيث يعمل الاحتلال على توسيع 47 مستوطنة مقامة على أراضيها واستولى على مساحات واسعة منها كما أن معظم الوحدات الاستيطانية الـ 800 الجديدة ستقام شرق المدينة.
مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية قال.. إن جزءاً من الوحدات الاستيطانية الجديدة سيقام جنوب مدينة بيت لحم التي تحاصرها المستوطنات من كل الجهات حيث أقام الاحتلال 27 مستوطنة على أراضيها ما حرم آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم وباتت المدينة معزولة عن باقي الضفة.
ولفت بريجية إلى أن الاحتلال استولى مؤخراً على مساحات من أراضي الفلسطينيين في قرية الولجة شمال بيت لحم لإقامة بؤرة استيطانية جديدة كما استولى على مساحات من أراضي نحالين وبتير والخضر لتوسيع عمليات الاستيطان وأقام أنفاقاً شرق وغرب المدينة وشق طرقاً استيطانية في قراها وبلداتها.
من جانبه أكد منسق اللجنة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري والاستيطان صلاح الخواجا أن مخطط الـ 800 وحدة استيطانية يهدف لفصل نابلس عن الأغوار وفصل بيت لحم عن جنوب الضفة وتالياً فصل المدن والبلدات الفلسطينية في شمال ووسط وجنوب الضفة عن بعضها.
من جانبه بين الخبير في مجال الاستيطان مراد اشتيوي أن إعلان الاحتلال إقامة وحدات استيطانية جديدة على أراضي الضفة الغربية واقتلاعه آلاف الأشجار منها يأتي في إطار تنفيذ مخططاته للاستيلاء على الأرض وتهجير الفلسطينيين منها مشيرا إلى أن الفلسطينيين أطلقوا حملات لإعادة زراعة الأشجار التي اقتلعها الاحتلال ومستوطنوه في قرية دير بلوط غرب سلفيت وفي نابلس وفي 17 موقعاً في الضفة المحتلة كما أطلقوا حملات لإعادة بناء المنازل والمنشآت التي هدمها الاحتلال في الأغوار وبيت لحم ونابلس.
بدوره قال الخبير في شؤون الاستيطان عارف دراغمة.. إن المخطط الاستيطاني الجديد سيؤدي لاستكمال محاصرة الأغوار وفصلها عن شمال الضفة تطبيقا لـ “صفقة القرن” المشؤومة مشيراً إلى أن الاحتلال يستولي يومياً على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في الأغوار التي أقام عليها ست بؤر استيطانية وهدم قرى بأكملها وهجر أهلها الذين يواصلون التصدي لعمليات التهجير والاقتلاع من خلال إعادة بناء منازلهم وزراعة ما يتم تجريفه من أشجار من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أكد أن الشعب الفلسطيني سيسقط مخططات الاحتلال بصموده على أرضه ومقاومته مخطط الضم الاستعماري الذي يسابق الاحتلال الزمن لتطبيقه على الأرض قبل انتهاء ولاية ترامب مطالبا المجتمع الدولي بالخروج عن صمته الذي يمثل ضوءاً أخضر للاحتلال للاستمرار في حرب التهويد والاستيطان وعمليات التطهير العرقي التي تصل إلى مستوى جرائم حرب.
محمد أبو شباب
سيرياهوم نيوز-سانا