آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » لماذا تعثرت مبادرة جمعية سنديان بطرطوس للبدء بفرز النفايات ؟؟  رئيسة الجمعية:مجلس المدينة لم يوافق على المكان المقترح عضو مكتب تنفيذي: المبادرة رائعة ولكن المكان غير مناسب!

لماذا تعثرت مبادرة جمعية سنديان بطرطوس للبدء بفرز النفايات ؟؟  رئيسة الجمعية:مجلس المدينة لم يوافق على المكان المقترح عضو مكتب تنفيذي: المبادرة رائعة ولكن المكان غير مناسب!

|ريانه بسام اسماعيل

 

بمبادرة صديقة للبيئة وهي الاولى من نوعها في سورية قدمت جمعية سنديان لحماية البيئة والتنمية المستدامة بطرطوس اقتراحاً لتنفيذ مشروع “فرز النفايات من المصدر” في أحد أحياء مدينة طرطوس وهي ليست بفكرة مبتكرة بل موجودة في العديد من الدول المتقدمة. وأجرت الجمعية دراسة أولية تفصيلية للمشروع كتجربة للحذو حذو تلك الدول وتطبيقه في بلادنا وذلك لأن المشروع له فائدة كبيرة ويعتبر خطوة حضارية ومهمة في تحقيق التنمية المستدامة في البلاد والحفاظ على البيئة

وحسب الجمعية: يهدف فرز النفايات إلى فصل أنواع مختلفة من النفايات عن بعضها بشكل صحيح .. بحيث يمكن إنتاج مواد جديدة من مكوناتها من خلال عملية إعادة التدوير لتقليل تراكم النفايات والآثار الضارة التي تسببها واستخدامها من جديد في الصناعات والمنتجات المختلفة.

تتمثل المراحل الأساسية في عملية إعادة التدوير بتجميع الفضلات في أماكن مخصصة لها بعد فرزها بناء على نوعها (زجاج- أو ورق أو خشب أو معدن الخ….) لتصبح مواد خام صالحة للتصنيع والاستخدام ومن ثم البدء بعمليات الترحيل والمعالجة.

وتم تصميم استبيان للحصول على المعلومات التي تساعد على إنجاز هذا المشروع بأفضل صورة وطرحته الجمعية على السكان ضمن منطقة الدراسة (الحي الذي سيتم تنفيذ المشروع فيه) وهو في الحارة الواقعة شرقي حديقة 6 تشرين في منطقة المشروع السادس يمثل الحي طبقة متوسطة الدخل ويتالف من بنايات طابقية تضم بحدود 6 منازل، ولاقى المشروع قبول كبير وترحيب لدى العينة المدروسة فتقدمت جمعية سنديان بالمشروع الى مجلس مدينة طرطوس وهنا وقع خلاف بسيط بينهما وأدى لتأخير تنفيذ المشروع ..فما هو السبب؟

 

جمعية سنديان

في لقاء لنا مع السيدة سهاد علي رئيسة الجمعية سألناها عن المشروع وسبب تأخير تنفيذه والعوائق التي تعترضهم من قبل مجلس المدينة تقول سهاد ”  كان لدينا نشاطات في الحديقة ومحيطها نقوم بحملات نظافة دائمة وحاولنا أن نقوم بمشروع جديد لتطوير الموقع واخترنا الجهة الشرقية لأنها الاكثر ضرراً كما أننا أجرينا الاستبيان فيها وتم الاتفاق مع السكان وهم كانوا متعاونين معنا والنتائج إيجابية جداً

قمنا بتجهيز 4 حاويات-70 سم عرض الحاوية- وقفص حديدي  لحمايتها على أساس أن يوضع على سور الحديقة في الزاوية الشمالية الشرقية وان يشغل حيز بسيط من الرصيف، وتثبيته على السور يقلل من الكلفة علينا.

بالإضافة لحاويات البلدية الموجودة مسبقاً ممكن استخدامها للنفايات العضوية.

قدمنا طلب اشغال رصيف منذ أكثر من شهرين وأعطينا أعضاء المكتب التنفيذي نسخ عن المشروع، وليس هناك اجابة واضحة حتى الان العائق هو المكان يسألونا “لماذا سور الحديقة؟” ” ورفضوا استخدام الرصيف والجهة الشرقية من الحديقة  بحجة “يصبح منظر غير حضاري”

و وضعوا شروط لتنفيذ المشروع مثل أن نضع الحاويات في الشارع ليس على الرصيف، وهذا يعني تغيير الجهة واستخدام سور المدرسة، كما طالبوا بعائدية المخلفات المادية مقابل الترحيل …ولكننا أصرينا على الجهة الشرقية ولازال الكلام بيننا مجرد كلام وليس كلاماً جدياً نحن نحاول الوصول لاتفاق وان نأخذ الموافقة.

حديقة 6 تشرين – الجهة الشرقية

 

مجلس المدينة

تواصلنا مع السيد سايد قدور أحد أعضاء المكتب التنفيذي في مجلس مدينة طرطوس سألناه عن موقف المجلس من المبادرة ولماذا العراقيل فأجابنا:

المبادرة رائعة ومفيدة للبلد ونحن داعمين لها ونشكر الجمعية على هذه المبادرة ولم نرفض ابداً على العكس، ولكن توقفنا عند نقطة واحدة هي استخدام رصيف الحديقة، خاصة وأن الناس ترغب بممارسة رياضة المشي، والحدائق بشكل عام هي رئة للمدينة ولا نريد أن يثير  هذا المشروع ازعاج للناس، لكونه ممكن أن يسبب عائق في المرور حتى الاكشاك الموجودة الان سوف نزيلها في نهاية العام لكي يبقى الرصيف للمرور،  وحاولنا أن نصل لاتفاق وان نضع الحاويات في الجهة الغربية وإذا تم الإتفاق مستعدين لتقدمة القفص الحديدي من البلدية لاستكمال المشروع، و نحاول أن نكون شركاء لهم كما طرحنا مكان آخر في الجهة الشرقية قريب من المدرسة نظراً لأن المخلفات نظيفة وغير مزعجة.

وفي سؤالنا عن الخطة لتصريف وتدوير هذه النفايات أجاب قدور ” الرؤية ليست واضحة لدينا بعد يجب أن نرى مدى التزام الناس بأول فترة وبعدها ممكن أن نقيم مزاد على المخلفات وممكن أن نستثمرها في المدينة  أو نقدمها لمعامل التدوير وإذا نجحت الفكرة بهذه المنطقة ممكن أن نأخذ على عاتقنا تعميم المشروع على المدينة.

 

اذاً ما المشكلة بالاماكن التي طرحتها البلدية على الجمعية ولماذا لم يتم الوصول إلى اتفاق على أحد هذه الاماكن لتنفيذ المشروع فيه؟

وفي سياق هذا الأمر اوضحت لنا رئيسة الجمعية المشكلة قائلة ” الاماكن البديلة التي طرحتها البلدية فيها مساوئ كثيرة اولاً الجهة الغربية غير متضررة والشارع عريض وليس بسوء وضع الجهة الشرقية

كما اننا لم نتعامل مسبقاً مع الناس فيها ولم نجر استبياناً ضمن هذه الكتل من الأبنية ونحن أجرينا الاستبيان بمكان محدد وهو الجهة الشرقية بجانب سور الحديقة ويجب تنفيذ المشروع ضمن المكان نفسه، وهذه الاجراءات والتحضيرات التي قمنا بها ليس بالأمر السهل اعادتها  من جديد، ففي حالة تغيير المكان لابد من  إجراء استبيان جديد والاتفاق مع السكان  للتنسيق بيننا وبينهم على بعض الأمور وهذا يحتاج وقتاً وجهداً كما أن الشارع بالجهة الغربية ليس بحاجة لهذه المبادرة كما هو الحال بالجهة الشرقية عند الحديقة، التحدي هو احداث الفرق وليس تنفيذ مشروع في المكان الخطأ لن يكون له تأثير، كما أن وضع القفص في الجهة الغربية سيكون في الشارع أي يحتاج لقفص مغلق، مكعب وبالتالي التكلفة كبيرة جدا بينما نحن حاولنا الاستفادة من سور الحديقة لتخفيف التكلفة.

أما بالنسبة للمكان الثاني البديل  وهو سور المدرسة فهو  يقع بالجهة الشرقية ولكن بعيد عن الأبنية التي أجرينا فيها الاستبيان و يوجد مسافة كبيرة… لذلك الناس ستجد صعوبة بقطع هذه المسافة لوضع النفايات كما أنها منطقة مخفية والشجر هناك كثيف ولا يمكن رؤية القفص في حال وضعه هناك وبالتالي  ممكن أن يعرضنا لمحاولات تخريب ومشاكل بينما عند الحديقة هو مكان واضح للعيان وممكن رؤيته من الأبنية المجاورة كما نستطيع الاستفادة من حراس الحديقة بهذا الموضوع أما عند سور المدرسة فلا نستطيع حماية المشروع، وفي حال تنفيذ المشروع في اي مكان من الاماكن البديلة سيكلفنا الكثير من الجهد لذلك نحن نرغب بتنفيذه عند سور الحديقة من الجهة الشرقية.

 

اعتراض رسمي أم وجهة نظر؟

توجهنا بسؤال لمدير النظافة في المدينة المهندس حسام عبد الله ” حول رأيه بوضع القفص على الرصيف في الجهة المستهدفة من قِبل الجمعية وفيما اذا هناك مشكلة في المكان برأيه؟

أجاب: كمديرية نظافة ليس لدينا مانع …هكذا كان ردنا

في البداية تم عرض الموضوع على المكتب التنفيذي لمجلس المدينة و شجعوا الفكرة و لكن بعد المناقشة طلبوا اعادة النظر بمكان قفص التجميع لان المقترح أن يكون على رصيف الحديقة بالزاوية الشمالية الشرقية و هذا المكان ممكن أن  يسبب اعاقة للمارة و طلبو اقتراح موقع بديل، ومديرية الحدائق حسب معلوماتي لا مانع لديهم في المكان.

واضاف عبد الله:بالنسبة للمبادرة لدي اعتقاد مطلق باننا لن نصل لمستوى نظافة لائق الا اذا وصلنا لمرحلة الفرز المنزلي لان الفرز المنزلي حجر الزاوية برفع مستوى النظافة و كل الدول المتقدمة تطورت باتباع الفرز  واعتقد ان حجم العينة و الدراسة و الامكانات يجب أن تكون بمستوى الفكرة لكي تنجح لان العائق امام فكرة الفرز بالمجتمع هو  الموضوع الثقافي اولاً يجب أن يكون هناك  مشروع عام و شامل و هذا يحتاج الكثير من الامكانات غير المتوافرة ويجب أن  يدرّس بالمناهج حتى نبدأ من القواعد و طبعا هذه وجهة نظر خاصة و بعدها يأتي  توفر الامكانات اللوجستية اللازمة وهي عملية متكاملة

اما حسب المعطيات المتوافرة عندنا بمديرية النظافة فنحن نكافح بكل امكاناتنا حتى نرفع القمامة من الشوارع بالحد الادنى و يلزمنا دعماً كبيراً بالعمال و الاليات النوعية حتى نرفع مستوى النظافة.

*كما توجهنا لرئيس دائرة الحدائق المهندس علي محمود بالسؤال ذاته فأكد لنا أنهم ليس لهم علاقة بالموقع لأن الرصيف يعتبر خارج الحديقة.

وحسب المعطيات فإن الاعتراض هو نتيجة آراء شخصية وليس اعتراضات رسمية من الجهات المعنية.

 

آراء الناس

نظراً لأننا على اطلاع بهذه المشكلة وتفاصيلها وجدنا أن آراء  المواطنين يجب أن يكون لها تأثير على اتخاذ القرار؛ قابلنا بعض الناس في الموقع من غير السكان وبعضهم من سكان المنطقة، ولكن غير المشاركين في الاستبيان، وأخذنا آراءهم بمسألة “هل استخدام الرصيف افضل أم الجهات البديلة وكانت الإجابات كالتالي:

تقول ام وائل إحدى سكان المنطقة: “مساحة الرصيف تتسع للحاويات وغيرها ونحن ليس لدينا مشكلة بالعكس توضع القمامة بمكانها وتُفرز افضل من  أن تكون هكذا في الأرض”

ويقول مهند شاب لديه محل قريب من الموقع:” لا يوجد عائق لأنها لا تأخذ مساحة كبيرة كما أنها شيء مفيد جداً ولا اعتقد ان يعترض أحد على هذا”

أما علي أحد البياعين في المكان قال: ” الشعب لا يستخدم الحاويات أساساً … يومياً يتم رميها بعد الموعد!

و تقول سمر -سيدة معها طفل- ” جيد ولكن يجب ألا تكون قريبة جداً من الناس انا اسير على الطرف المقابل بسبب الحاويات والاوساخ الموجودة هناك ولكن بالنسبة للمساحة لا اعتقد انها مشكلة …نجرّب”   أما رائد وهو صاحب إحدى محلات الصيانة بالمنطقة قال: ” فكرة عظيمة ولكن عند سور المدرسة بعيد عن السكان وهذا قد يسبب عدم الالتزام بالذهاب الى هناك وإذا وضعت عند سور الحديقة افضل من رمي الأوساخ بالشارع ..منظر غير حضاري” أما شادي أحد البائعين في الحديقة يقول: فكرة ممتازة ومفيدة ..بكل الأحوال التنظيم والنظافة افضل”

وأجابت لينا التي كانت تتنزه في الحديقة “ليس منظر حضاري الحاويات على سور الحديقة؟ وهل القمامة على الطريق منظر حضاري!؟ اي مكان افضل من وضعها في الأرض”

 

على الرغم من حقيقة عدم التزام الناس برمي الأوساخ في الحاويات والتأخير عن موعد رمي القمامة بعض الأحيان ولكن قد تكون هذه المبادرة هي الدافع للالتزام وتعوّد عادات جديدة وصحيحة

واللافت أن أغلبية الناس مؤيدين للمبادرة ولم يمانعوا باستخدام الرصيف، كما أنه ليس لديهم اهتمام بالموقع  بقدر اهتمامهم بتحسين واقع البيئة والنظافة في المدينة  ونرجو أن يتم الالتزام فيه في حال إنجازه كما نتمنى نجاح المساعي في تحقيق ذلك من خلال الوصول إلى حل يخدم المصلحة العامة.

(سيرياهوم نيوز3-الحادي عشر من تموز 2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ورشة عمل لتعديل المرسوم 8 وقوانين التجارة والشركات وحماية الملكية

وفاء فرج:   أطلقت غرفة تجارة ريف دمشق ورشة عمل لإعداد المقترحات المطلوبة لتعديل التشريعات، وذلك بناء على الاجتماع الذي عقده وزير التجارة الداخلية وحماية ...