| هلا شكنتنا
لا يختلف اثنان على أن المرأة هي نصف المجتمع، ولها قدرتها على بناء المجتمع وتطويره وإنشاء أجيال تكمل مسيرة الحياة، وبما أن المرأة لها دورها المركزي والمحوري في الحياة الواقعية، كان لها أيضاً دورها في الأعمال الدرامية ومكانتها في تطور هذه الدراما وبالأخص الدراما السورية التي أظهرت للعالم ممثلات سوريات مبدعات.
حياة المرأة بشكل أرقى
حيث قدمت الدراما السورية وعلى مدى سنوات العديد من الأعمال المهمة التي تحدثت عن دور المرأة في المجتمع وأهمية وجودها بالنسبة لعائلتها ولمجتمعها، وفي المقابل أيضاً قدمت هذه الدراما العديد من الأعمال التي تحدثت عن واقع المرأة السورية المظلم والتي تكون به هذه المرأة محرومة من حقوقها الحياتية، حيث ينظر لها المجتمع نظرة تقليدية لم تتغير منذ آلاف السنين، حيث كانت هذه الدراما تقدم الحياة النسائية بشكل راقٍ ومحترم مع اهتمامها بتسليط الضوء على مشاكل النساء.
البيئة الشامية شوهت صورة المرأة
وإذا أردنا الحديث عن الأعمال التي قامت بتشويه صورة المرأة لا يمكننا تجاهل أعمال البيئة الشامية التي قدمت المرأة على أنها فقط سيدة تجلس في منزلها لتربي أطفالها وتخضع لأوامر زوجها وتوافق عليها دون نقاش، وهذه الصورة الذكورية التي يتم تقديمها تبرر على أنها صورة حقيقة كانت موجودة في القرون الماضية، متناسين صناع هذه الأعمال الصورة الحقيقية عن المرأة السورية التي ساهمت في تقدم المجتمع، أما أعمال الدراما الاجتماعية فاستطاعت أن تجمع بين الشخصيات النسائية العديدة، منها نساء قويات وقادرات على تحقيق ذاتهن، ومنهن الخاضعات للواقع المحيط.
الأزمة السورية أثرت بشكل كبير
لكن مع بدء الأزمة السورية التي كان لها أثر على الحياة بشكل عام وبالأخص حياة المرأة السورية التي باتت تعاني بشكل أكثر من الضغوط والمسؤوليات الملقاة على عاتقها، كما أن الظلم المجتمعي التي تواجهه هذه المرأة بدأ يزداد بشكل ملاحظ، حيث ازدادت نسبة زواج القاصرات بسبب نية الأهل التخلص من بناتهم، كما قبول النساء بالزواج من رجل متزوج أصبح أمراً مقبولاً، بالإضافة إلى تزايد سكوت النساء اللواتي يعانين من الاضطهاد الذكوري من قبل أزواجهن.
قدمت نماذج من النساء السوريات
ولأن الدراما هي مرآة الواقع أصحبت الأعمال الدرامية تركز على تصدير صورة المرأة في بعض أعمالها على أنها المرأة السورية الضعيفة والخاضعة لجميع الظروف السيئة سواء كانت عائلية أم زوجية أو مجتمعية، بالإضافة إلى عرض نماذج من النساء والفتيات اللواتي بتن يقبلن العمل في البيوت المشبوهة بحجة عدم وجود فرص عمل تناسب الوضع المعيشي، متناسين بأنه ما زال هنالك نساء عاملات وأمهات يقمن بتقديم أدوارهن الأساسية في الحياة دون تنازل عن مبادئهن وحقوقهن وأخلاقهن.
بين المرأة التقليدية واللعوب
ولقد شاهدنا في الموسم الرمضاني لهذا العام العديد من الشخصيات النسائية المنقسمة بين المرأة الضعيفة والمرأة اللعوب والمتجهة نحو أعمال مشبوهة، ومن الشخصيات النسائية التقليدية التي تابعها المشاهد هي شخصية «سكر_شكران مرتجى» في مسلسل «مع وقف التنفيذ»، أما المرأة اللعوب فقد تجسدت من خلال شخصية «أوصاف_حلا رجب».
«كسر عضم» يخرج عن المألوف
كما عرض مسلسل «كسر عضم» حالة خاصة وخارجة عن المألوف، حيث تتحدث عن أحوال الفتيات في بيوت «الدعارة»، حيث جسدت «رنا جمول» دور القائدة للفتيات ومنهن «نهى _نانسي خوري» و«كنانة – وئام الخوص» و«رندة- مرح ديوب»، وهن فتيات جامعيات لم يحالفهن الحظ في إيجاد وظائف تساعدهن على العيش، لذلك قررن الهروب من الواقع السيئ واتجهن نحو أعمال مشبوهة أو مثلما قيل في حلقات العمل يصفن أنفسهن بكلمة «بنات ليل».
رأي كاتب درامي
ومن هذا المنطلق يتراود لنا السؤال التالي: «هل الدراما السورية باتت تجسد الواقع بشكله الصحيح أم أنها تبالغ بتصوير هذا الواقع وخاصة من ناحية تجسيد حياة المرأة؟
وللتأكد من جهة مهنية تواصلت «الوطن» مع المخرج «سيف رضا حامد» الذي أوضح رأيه حول هذا الأمر قائلاً: «لا يمكننا التعميم فهناك العديد من الأعمال التي سلطت الضوء على شخصيات نسائية فعالة، وأيضاً لنكن واقعيين المرأة في مجتمعنا تعاني من الاضطهاد والاستغلال أمام ذكورية المجتمع، الحرب والأزمة ضربت المجتمع في الصميم، ففي الآونة الأخيرة ازدادت حالات جرائم الشرف والاغتصاب والسرقة والاحتيال وازدادت شبكات الدعارة، والأعمال الدرامية حاولت أن تسلط الضوء على هذه المشكلات ولكن يمكن أن تختلف وتتباين وجهات النظر بكيفية معالجة وطرح هذه الأفكار».
سيرياهوم نيوز3 – الوطن