| حلب – خالد زنكلو – حماة – محمد أحمد خبازي
على خلاف التفاهمات التي جرى التوصل إليها أخيراً مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي، في قمتي «طهران» و«سوتشي»، لجأ النظام التركي مجدداً إلى التصعيد العسكري على أمل تحقيق أجندته الاستعمارية التوسعية، وكخيار وحيد لإقامة ما يسميه «المنطقة الآمنة» داخل الأراضي السورية، على الرغم من «الفيتو» المزدوج الروسي الإيراني حيال ذلك.
وأعلن مصدر عسكري في دمشق، حسب ما نشرته وزارة الدفاع على موقعها الرسمي على فيسبوك، أن «الطيران الحربي التركي قام بعد ظهر (أمس) الثلاثاء من الساعة 14.37 وحتى الساعة 15.00 باستهداف بعض النقاط العسكرية في ريف حلب ما أسفر عن استشهاد ثلاثة عسكريين وجرح ستة آخرين».
واعتبر المصدر أن «هذا العدوان يأتي في سياق استمرار دعم النظام التركي للمجموعات الإرهابية المسلحة»، وقال: «قامت قواتنا المسلحة بالرد على هذا العدوان واستهداف مواقعه وتدمير بعضها وإيقاع خسائر بشرية ومادية فيها، كما تم استهداف مواقع للمجموعات الإرهابية المسلحة وتدمير بعض نقاطهم ومراكز تدريبهم».
وأوضح المصدر أنه «ومع تزايد حدة الاستفزازات التي يمارسها النظام التركي، والاعتداءات المتكررة على مناطق مختلفة من الأراضي السورية، نؤكد أن أي اعتداء على أي نقطة عسكرية لقواتنا المسلحة سيقابله الرد المباشر والفوري على كافة الجبهات».
انقلاب رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على مخرجات قمتي طهران وسوتشي، ترجمه بتوسيع رقعة التصعيد العسكري على طول خطوط تماس الجبهات شمال وشمال شرق البلاد، في مسعى لإفراغ الشريط الحدودي السوري وبعمق ٣٠ كيلو متراً من سكانه، تمهيداً لاحتلاله.
وهو بالفعل ما نجح أردوغان في تحقيقه أمس عبر تهجير قاطني المناطق الحدودية بعد قصف همجي طال جميع المناطق المتاخمة لخطوط التماس، بدءاً من منبج وعين العرب شمال شرق حلب مع ريف عفرين شمال المحافظة، وصولاً إلى عين عيسى شمال الرقة وتل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، وحتى الدرباسية وعامودا عند الحدود التركية شمالاً.
في عين العرب، أكدت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن ٤ مدنيين قضوا وجرح لا يقل عن ١٠ آخرين، في حصيلة غير نهائية، جراء القصف التركي على المدينة وأريافها، في تصعيد عسكري غير مسبوق منذ إطلاق النظام التركي تهديداته بغزو الأراضي السورية في ٢٣ أيار الماضي.
وذكرت، أن عشرات العائلات نزحت من المدينة وريفها الشرقي والغربي إلى أماكن أكثر أمنا، إثر قصف عشوائي مدفعي وبالمسيّرات وقذائف الهاون مصدره جيش الاحتلال التركي، ما ألحق أضراراً فادحة في ممتلكات المدنيين.
وبينت، أن القصف شمل حي كانيا كردان شرق مدينة عين العرب وقرى كوران وخرابيسان وقره موغ وهيهو وعليشار ومرج إسماعيل بريفها الشرقي، إضافة إلى قرى بوبان وسفتك وسيلم والشيوم وآشمة والبياضية بريف المنطقة الغربي.
ونال ريف حلب الشمالي، حسب قول مصادر أهلية لـ«الوطن»، حظه من القصف الهمجي للاحتلال التركي من قواعده العسكرية في منطقتي جلبل وأناب بعفرين المحتلة، إذ أصيب شخص في العقد الثالث بجروح، لدى استهداف بلدات قنطرة والصوغانية وبرج قاص ومياسة بقذائف الهاون، عدا عن جرح طفل عمره ٨ أعوام في بلدة أبين ووقوع أضرار كبيرة في منازل السكان الذين هربوا إلى مدينة تل رفعت.
في منبج، أفادت مصادر أهلية لـ«الوطن»، بأن مدفعية الاحتلال دكت قريتي الماصي والجات بريف المنطقة الشمالي من دون توفر معلومات عن وقوع إصابات بين السكان، وهو حال بلدتي صيدا والمعلق جنوب ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي وقرب الطريق الدولية «M4»، بعد تعرضهما لقصف مكثف، كما قالت مصادر محلية لـ«الوطن».
إلى الحسكة شمال شرق البلاد، حيث أرغمت نحو ٤٠ عائلة على النزوح من قرى الأرياف الشمالية والغربية للدرباسية وعامودا عند الحدود التركية بفعل القصف العنيف للاحتلال التركي، الذي تسبب بجرح ٣ مدنيين خلال استهداف مدخل الدرباسية الغربي وقرى كربشك والقرمانية وكربطلي وجطل وشيريك بريفها الغربي، إضافة إلى جرح امرأة وطفل عمره ١١ عاماً لدى قصف بلدة أبو راسين وقرى عرادة وكسرى وإبراهيمية وفقيرة بريفها الشمالي شمال غرب الحسكة، وفق قول مصادر أهلية لـ«الوطن».
وذكرت المصادر، أن الاحتلال واصل استهدافه بالصواريخ والمدفعية لكثير من القرى بريف ناحية تل تمر الغربي شمال غرب الحسكة، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين وخراب كبير في ممتلكاتهم ونشوب حرائق فيها.
وأوضحت، أن القصف طال أيضاً قرى في الريف الغربي لمدينة رأس العين شمال الحسكة، التي احتلها نظام أردوغان مع تل أبيض بالرقة في تشرين الأول ٢٠١٩، من دون التأكد من وقوع إصابات بشرية.
تصعيد الاحتلال التركي شمل أيضاً منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، حيث أكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفاءه المؤتمرين بأوامر النظام التركي، صعَّدوا من اعتداءاتهم في قطاعي ريفي حماة وإدلب من المنطقة، فرد الجيش عليهم باستهداف مواقعهم ونقاط تمركزه بسهل الغاب وريف إدلب.
وفي البادية الشرقية، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش، واصلت عملياتها البرية في تمشيط قطاعات من بادية دير الزور الشرقية، موضحاً أن الوحدات اشتبكت مع خلايا من تنظيم داعش الإرهابي، وقضت على العديد منهم فيما أرغمت الناجين من نيرانها على الفرار باتجاه عمق البادية.
من جانب آخر، نقلت وكالة «سانا» عن مصادر محلية من ريف اليعربية بريف الحسكة أن قوات الاحتلال الأميركي سرقت صباح أمس رتلاً مؤلفاً من 65 صهريجاً معبأة بالنفط من الجزيرة السورية وتوجهت به إلى قواعدها في الأراضي العراقية.
سيرياهوم نيوز3 – الأخبار