تواصلت، أمس، لليوم الثاني فعاليات ولقاءات الاجتماع الخامس السوري- الروسي المشترك لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين في قصر المؤتمرات بدمشق، والذي يهدف إلى تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، في حين شهدت كل من محافظ حمص واللاذقية ودمشق العديد من النشاطات واللقاءات، أثمرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات في إطار تبادل الآراء والاستفادة من الخبرات الروسية.
ففي قصر المؤتمرات وخلال اجتماع عمل، بحث ممثلو حكومة جمهورية القرم مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في سورية، سبل تطوير العلاقات التجارية بين الجانبين وتسريع الإجراءات العملية لتفعيل الاتفاقية الموقعة من قبل رئيسي البلدين عام 2020، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
وفي تصريح صحفي، بين النائب الأول لرئيس جمهورية القرم غوردين سيرغي نيكولافيتش، أنه تم إنشاء البيت الروسي- السوري في جمهورية القرم للارتقاء بالعلاقات التجارية، وتسهيل نقل البضائع من سورية إلى روسيا عبر القرم وبالعكس، وأنه يتم العمل حالياً على تأمين ممر شحن بحري في هذا المجال.
من جهتها، قالت معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية رانيا أحمد: إن «العمل جار لوضع الخطوط الأساسية لإبرام مجموعة من الصفقات التجارية عبر هذا البيت، لتصدير المنتجات السورية واستيراد المواد من القرم وروسيا الاتحادية».
وأوضحت، أن تأمين احتياجات المواطنين والقطاعين الصناعي والزراعي يشجع العمل على الإنتاج، وإيجاد أسواق لتصريف المنتجات، ويشجع اللاجئين بالوقت نفسه على العودة لوطنهم والبدء بالعمل.
وفي اجتماع آخر، ناقش الجهاز المركزي للرقابة المالية مع ممثلين عن غرفة الحسابات في روسيا، القضايا الخاصة بالعمل الفني والرقابي والتفتيشي بين الجانبين وخطط وإستراتيجيات العمل المشتركة، ما يساعد الجهاز الرقابي الموجود في سورية على تطوير عمله.
رئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية محمد عبد الكريم برق لفت إلى أن الاجتماع يأتي في إطار سلسلة من الاجتماعات بدأت أول من أمس وتستمر حتى نهاية المؤتمر، موضحاً أن هناك تنسيقاً بين معظم الأجهزة الرقابية ضمن إطار المنظمة العالمية للأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة، وسنعمل على تقاسم خطط النجاح وتجارب الأجهزة الأعضاء لأن هناك نقاطاً مشتركة بين الجهاز وعمل غرفة الحسابات باعتبار طبيعة عملهما واحدة والجهاز الرقابي واحد.
وذكر أنه تم التعرف إلى تجربة غرفة الحسابات في روسيا الاتحادية من جانب تدقيق الأداء للارتقاء به، لافتاً إلى أن الجهاز المركزي في سورية وضع خطة إستراتيجية جديدة في عمله بداية عام 2022 بنيت وفق معايير التدقيق الدولية المعتمدة من المنظمة.
وفي السياق نفسه، ناقشت مديرية الجمارك العامة مع الجمارك الروسية الفيدرالية واتحاد غرف التجارة في سورية سبل تطوير العمل الجمركي بين الجانبين وإقامة مشاريع مشتركة.
وبينت مدير العلاقات الدولية في مديرية الجمارك صفاء إبراهيم، أن المباحثات مع الجانب الروسي تطرقت إلى ضرورة إقامة قاعدة بيانات إلكترونية متخصصة، لافتة إلى أنه تم إطلاع الجانب الروسي على موقع التحقق الإلكتروني الذي صمم من قبل غرف التجارة السورية بهدف توحيد الأختام المعتمدة بين غرف التجارة السورية في المحافظات، إضافة إلى مناقشة الممر الأخضر الذي سيتم افتتاحه والعمل به لتسهيل الإجراءات الجمركية ونقل البضائع والمركبات بين الطرفين.
مدير اتحاد غرف التجارة في دمشق فراس الشيشكلي بين في تصريح صحفي أكد أن المباحثات مع الجانب الروسي تركزت على «موقع التحقق الإلكتروني» الذي قمنا بتصميمه منذ ثلاثة أشهر، مؤكداً الجهوزية الكاملة لإطلاقه اعتباراً من الأسبوع القادم على أن يتم التنسيق مع كل غرف التجارة في سورية لتوحيد الأختام المعتمدة وتزويد الجانب الروسي بها خلال الأسبوعين القادمين ليتم اعتماد نظام التحقق الإلكتروني.
وخلال اجتماع بعنوان «دور السينما في دراسة اللغة والثقافة الروسية في الخارج»، بحثت المؤسسة العامة للسينما مع شركة التطوير والتعاون السينمائي في روسيا أهمية تبادل العروض السينمائية بين سورية وروسيا وتوسيع العروض الثقافية المشتركة بينهما.
ولفت مدير شركة التطوير والتعاون السينمائي في روسيا ألكسندر إيلين إلى أنه تم تقديم برنامج الشركة من خلال فلاشات ومقاطع عن روسيا وطبيعتها واستعراض فيلم كرتوني للأطفال بهدف إطلاع طلاب المدارس بمختلف أعمارهم على الثقافة الروسية.
بدوره أشار مدير عام السينما مراد شاهين إلى أنه تم استعراض تاريخ السينما في كلا البلدين، وأهميتها كأداة فاعلة لنشر اللغة والتعريف بثقافة الدول الأخرى، كما تم التطرق إلى عدد من البرامج المشتركة تتعلق بتبادل العروض السينمائية وإيجاد مشاريع لها علاقة بالعروض السينمائية في كلا البلدين.
كما بحث وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم مع الممثل الدائم للرئاسة القرمية في روسيا سيرغي غوردين والوفد المرافق له، العلاقات التجارية بين سورية وجمهورية القرم، وسبل تطويرها، وتجاوز الصعوبات التي تواجهها، بما يدعم الاقتصاد الوطني لكلا البلدين.
وفي اجتماعات اليوم الأول بين الجانبين السوري والروسي تمت مناقشة مواضيع عدة تتعلق بالتعليم والجامعات والاقتصاد والمالية والجمارك والكهرباء والنفط والرقابة المالية، حيث تم عقد لقاءات مختلفة في عدد من المحافظات وتوقيع العديد من الاتفاقيات للارتقاء بالعمل المشترك بين سورية وروسيا.
ويتابع الاجتماع السوري- الروسي أعماله اليوم، بالتركيز على عدد من القضايا في قطاعات مختلفة، على أن يستمر حتى الخميس المقبل.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن