| محمود الصالح
منذ خمس سنوات بعد تحرير الريف الشرقي في محافظة الرقة وتلك المنطقة تنتظر إعادة تأهيل جسورها الثلاثة التي دمرها الإرهاب والتي تقع على طريق الرقة دير الزور وتشكل الشريان الرئيسي لتلك المنطقة لعدم وجود طرق بديلة تربط تلك المناطق.
«الوطن» استجابة لشكاوي أبناء تلك المنطقة، بعد أن ملّوا من كل المحاولات المحلية والمركزية في إعادة تأهيل أي من الجسور الثلاثة، والتي تكون سنوياً خلال فصل الشتاء على موعد مع الانهيار وبالتالي انقطاع الطريق الدولي الرقة دير الزور، نتيجة السيول الجارفة التي تأتي من بادية الرقة وتتجه إلى نهر الفرات، وتعتبر عبارات تلك الجسور المنفذ الوحيد لوصول هذه الفيضانات إلى النهر، ونظراً لعدم تأهيلها، فمرة تأخذ تلك السيول جزء من الطريق، ومرة أخرى تعيد جرف ما تم «تسكيجه» في مكان الجسر بواسطة بقايا أنابيب بيتونية وتراب دون أي دراسة فنية، أو أعمال بيتونية، حيث تقوم في كل عام محافظة الرقة عند انهيار أي جزء بإعادة وضع انابيب وتراب بالاعتماد على الإمكانيات المحلية.
ويقول الأهالي: إن كل هذه الحلول الإسعافية غير مجدية، لأنه يفترض أن يتم إعادة تأهيل تلك الجسور من خلال بناء بيتون مسلح وإنشاء عبارات تراعي كمية المياه المطلوب تمريرها خلال حدوث السيول في فصل الشتاء.
المدير العام لمؤسسة المواصلات الطرقية ياسر حيدر أكد أن هذه الجسور تقع على طريق دولي وهو من ضمن الطرق الدولية التي تتبع المؤسسة، لكن إعادة تأهيلها يحتاج إلى رصد اعتماد على بند إعادة الإعمار، لأنه لا يمكن إعادة تأهيل أي عمل مخرب نتيجة الإرهاب إلا من خلال لجنة إعادة الإعمار، ومن الاعتمادات المرصدة لذلك، لأن كل اعتمادات المؤسسة هي مخصصة لأعمال الصيانة، وهذا النوع من الأعمال لا يندرج تحت بند الصيانة.
وأبدى حيدر استعداد المؤسسة لإعادة تأهيل تلك الجسور، إذا تم رصد الاعتماد اللازم لها وفق خطة إعادة الإعمار، أو يتم إدراجها في خطة المؤسسة مستقبلا.
محافظ الرقة عبد الرزاق الخليفة بين لـ«الوطن» أن هناك ثلاثة جسور تقع في الريف الشرقي المحرر هي الشريدة والخرار والسويدا خنيفيس تعرضت للتدمير من الإرهاب قبل خمس سنوات، وبعد تحرير المنطقة وبهدف إعادة الأهالي إلى تلك المناطق تم إعادة تشغيل هذه الجسور بالإمكانيات المحلية بواسطة أنابيب بيتونية قديمة وتراب محلي من الخدمات الفنية، دون أن يترتب أي تكاليف على الخزينة العامة، بهدف تمكين الأهالي من المرور على محور الطريق الذي يشكل الشريان الرئيسي، لكن خلال فصل الشتاء بسبب السيول الجارفة يتم غالباً جرف التربة والأنابيب في مكان الجسر نظراً لعدم مقاومتها لقوة السيول ولأنها ليست منفذة بشكل فني ولا يستخدم فيها البيتون.
وأضاف الخليفة: هناك مطالبات كثيرة لإعادة تأهيل هذه الجسور نظراً للحاجة الماسة لها، وكان المدير العام لمؤسسة المواصلات الطرقية قد أبلغ المحافظة أن وزارة الإدارة المحلية والبيئة طلبت من المؤسسة إدراج طريق الشريدة في خطة عام 2023.
وعن صيانة طريق الرقة دير الزور في الريف الشرقي المحرر بين خليفة أن الشركة العامة للطرق والجسور التي تتولى تنفيذ هذه الصيانة قامت منذ ثمانية أشهر في قشط جزء من الطريق وسحبت الآليات إلى دير الزور لأعمال أخرى دون أن تنجز العمل المطلوب في الرقة، ونتيجة المتابعة وعدتنا مؤسسة المواصلات الطرقية انه خلال الأيام القادمة ستعود ورشات شركة الطرق والجسور لإنجاز العمل المطلوب. وتمنى المحافظ أن يتم رصد الاعتماد اللازم لإكمال مسافة 11 كم على محور الطريق الذي يربط الريف المحرر مع باقي مناطق القطر قبل حلول فصل الشتاء.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن