| حسين فحص
بعد أربع سنوات من الانتظار، تنطلق غداً الأحد منافسات كأس العالم لكرة القدم (قطر 2022) بمواجهة البلد المضيف والإكوادور الساعة 18:00 بتوقيت بيروت، عقب الانتهاء من حفل الافتتاح الذي يبدأ الساعة الرابعة عصراً. النسخة المونديالية الأولى التي تُلعب في فصل الشتاء تضمّ 32 منتخباً موزعةً على 8 مجموعات، والحظوظ متقاربة بين عدد منها للتتويج باللقب الأغلى. وفي هذه النسخة، سيكون لمعدّل الإصابات دور أساسيّ في تحديد مسار المنتخبات نحو النهائي، على أن يتحدّد البطل يوم الثامن عشر من الشهر المقبل
شهدت النسخة الماضية من كأس العالم لكرة القدم في روسيا العديد من الأحداث غير المتوقعة. خرجت ألمانيا من دور المجموعات حينها على يد كوريا الجنوبية، وبلغت إنكلترا نصف النهائي قبل أن تخسر من كرواتيا التي احتلت في النهاية وصافة البطولة خلف فرنسا. النسخة القطرية الحالية قد تشهد أحداثاً مماثلة نظراً إلى تأرجح موازين القوى، وكثرة الإصابات في صفوف مختلف المنتخبات.
يصعُب التنبؤ بهوية البطل من الآن، إلا أن الوسط الرياضي يضع البرازيل في أعلى قائمة المرشحين للظفر باللقب الأغلى على مستوى كرة القدم، ووضع النجمة السادسة على قميص «السيليساو» الأصفر. منظومة شبه متكاملة قد ترجّح كفة «راقصي السامبا» نظراً إلى أسلوب اللعب الجماعي المميز والمهارات الاستثنائية. نيمار جونيور وخيسوس وفينيسيوس، إضافة الى حارس عملاق هو آليسون بيكر، كما أن وجود داني آلفيش في غرفة الملابس سيعطي دفعاً معنوياً للاعبين الشبان، وتبقى المعضلة في مركزَي الظهيرين، اللذين يشكلان العقبة الأبرز أمام البرازيل لرفع اللقب للمرة الأولى منذ 2002.
تقصّ قطر شريط المنافسات غداً الأحد الساعة 18:00 بتوقيت بيروت بمواجهة الإكوادور
منتخب أميركي جنوبي آخر يمنّي النفس بالذهاب نحو المحطة الأخيرة من المونديال. أبناء مدينة روزاريو، ومعهم جميع الأرجنتينيين، يعلّقون الآمال على نجمهم الأول ليونيل ميسي، لإهداء بلاده النجمة الثالثة في مشاركته الأخيرة بالمونديال برفقة «منتخب بلاد الفضة».
استقرار فني لمنتخب «التانغو» يرفع من آماله بحصد اللقب للمرة الثالثة في تاريخه، واستعادة ذكريات الفترة الذهبية مع دييغو آرماندو مارادونا عام 1986، وقبله نجوم نسخة 1978. استطاع المدرب ليونيل سكالوني بناء منظومة متينة في مختلف الخطوط، حصدت لقب كوبا أميركا الأخيرة على حساب البرازيل، ثم كأس «الفايناليسما». مزيج جيد من عناصر الخبرة والشباب تجعل الأرجنتين قادرة على تجاوز أي منافس، وقد يلعب حافز ميسي المضاعف دوراً بارزاً في حصد اللقب.
تراجع أوروبي
في «القارة العجوز» تبدو حظوظ فرنسا غير مرتفعة للاحتفاظ بلقبها. الإصابات ضربت صفوف «الديكة» وغيّبت خط الوسط الذي جاء بنجمة المنتخب الثانية عام 2018. لن يشارك أنغولو كانتي وبول بوغبا مع المنتخب، ما يصعّب الأمر على كتيبة المدرب ديدييه ديشامب في ظل افتقار البدلاء إلى الخبرة الكافية. وفي القارة عينها، تبدو البرتغال جاهزة للمنافسة حتى الرمق الأخير. لا نجم يهيمن على حساب الآخر ضمن منظومة المدرب فرناندو سانتوس. متانة دفاعية في ظل وجود جواو كانسيلو وروبن دياش، يرافقها خط وسط ديناميكي يتقدمه نجم مانشستر يونايتد برونو فيرنانديش مع خط هجوم فتّاك بوجود كريستيانو رونالدو ورافاييل لياو وبيرناردو سيلفا وغيرهم… يرفع من حظوظ «برازيل أوروبا» للمقارعة على اللقب. وهنا أيضاً يبرز رونالدو الذي سيشارك في المونديال الأخير، وسيكون لديه الحافز لتقديم كل شيء ممكن، وخاصة بعد الأزمة التي عاناها أخيراً مع فريقه مانشستر يونايتد، والتي يسعى إلى تبديدها من خلال التألق في البطولة العالمية.
تبقى حظوظ وصيفة كأس العالم السابقة كرواتيا، مرتبطة بمدى قدرتها على تقديم مستوى ثابت. ينطبق الأمر أيضاً على ثالث مونديال روسيا، المنتخب البلجيكي، والرابع الإنكليزي. وتستفيد جميع هذه المنتخبات من غياب إيطاليا للمرة الثانية على التوالي عن «العرس العالمي».
أما بالنسبة إلى قارة إفريقيا، فتبدو السنغال قادرة على إزعاج أيّ خصم تواجهه. بطلة كأس الأمم الإفريقية تمتلك أسماءً لامعة في كل خط، والعمل الجماعي الذي يقدمه الفريق مع المدرب أليو سيسيه يجعل من السنغال ندّاً قوياً للجميع. تضم مجموعة «أسود التيرنغا» كلاً من: المستضيفة قطر، التي تسعى الى أن تفاجئ العالم، كما فعلت كوريا الجنوبية عام 2002 عندما بلغت الدور نصف النهائي، إضافةً إلى منتخبَي الإكوادور وهولندا. وليس بعيداً عن السنغال، تبرز المغرب القادرة على الذهاب بعيداً بفضل الأسماء المميزة في تشكيلتها، وعلى رأسها حكيم زياش وأشرف حكيمي، فيما تبدو حظوظ تونس أقل هي والسعودية نظراً إلى حلولهما في مجموعتين صعبتين، إذ تواجه الأولى فرنسا والدانمارك، والثانية الأرجنتين وبولندا.