آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » الذرة الصفراء في الواجهة ..؟!

الذرة الصفراء في الواجهة ..؟!

| سلمان عيسى

 

بعد نداءات واستغاثات الفلاحين ، بدأت مؤسسة الاعلاف باستلام محصول الذرة الصفراء، حيث افتتحت عدة مراكز لاستلام المحصول في الغاب وريف حلب وريف الرقة المحرر وفي دير الزور ..

تقديرات الانتاج تشير الى انتاج حوالي ٥٠٠ الف طن منها في ريف حلب ٢٦٠ الف طن وفي الغاب ٦٠ الفا والباقي في الرقة ودير الزور .. ففي الرقة تمت زراعة ٢٥٠٠ هكتار منها في الريف المحرر ١٣٠٠ هكتار وكذلك هناك مساحات جيدة في ريف دير الزور المحرر ..

استجابة الحكومة كانت جيدة لتسويق المحصول حيث تم تحديد السعر بحوالي ٢٠٠٠ ليرة للكيلو، وهذا يعتبر سعرا تشجيعيا يساوي اسعار استلام القمح، رغم ان غالبية المساحة المزروعة كانت زراعة تكثيفية وليست موسما اساسيا، او موسما واحدا ..

لن نتحدث عن قيمة المحصول وما سيحققه من استقرار العملية الزراعية، بل عن الاثر الاقتصادي الذي ستتركه هذه الكمية على الاقتصاد بشكل عام ..

قد تبدو هذه الكمية متواضعة قياسا للمساحات التي يمكن استثمارها في الزراعة التكثيفية، فيما لو قامت الحكومة بتشجيع هذه الزراعة وتأمين مستلزمات الانتاج من سماد وري وبذار ومحروقات .. غزارة الانتاج في ريف الرقة مثلا دفعت الفلاحين الى فرش المحصول على الطرقات لتجفيفه بسبب عدم تشغيل المجففات التي تملكها مؤسسة الاعلاف الى وقت متأخر .. هذا يعني ان الاهتمام بهذه الزراعة، والزراعات التكثيفية بشكل عام يحقق موارد مهمة للفلاح ويوفر على الدولة استيراد الكثير من المواد التي يمكن انتاجها محليا..

ففي الاثر الاقتصادي لهذه الكمية نقول: انها وفرت ملايين الدولارات اذا ما تم استيراد هذه الكمية .. وانها حققت ريعا ماديا للمنتجين يساهم على الاقل في استقرار العملية الزراعية .. يقوم المصرف المركزي بتمويل استيراد كميات لا بأس بها من الاعلاف خاصة الذرة على ان تستجر مؤسسة الاعلاف ٣٠ % من الكميات بالسعر المحدد على البيان الجمركي من اجل التدخل الايجابي والحفاظ على استقرار اسعار الاعلاف .. وفي الغالب، وهناك حالات كثيرة كتب عنها في وسائل الاعلام كانت المؤسسة تعتذر عن استلام نسبتها تحت حجج كثيرة اهمها ارتفاع الاسعار او عدم الحاجة لتذهب تلك الكميات الى السوق السوداء ما ساهم بارتفاع اسعار  الفروج والبيض واللحوم .. اما هنا فان الدولار .. والسلبطة على المصرف المركزي غير متاحة، ولا مجال امام مؤسسة الاعلاف الا استلام المحصول ..وبالليرة السورية، وفي هذا دعم للعملة الوطنية ..

اما لو تم استخدام بذار الذرة التي يستخرج منها الزيت بكميات اقتصادية فهذا سيحقق عدة امتيازات منها دعم الزراعة وتأمين زيت الذرة الذي يمكن استخراجه في معامل القطاع العام والخاص .. وتأمين جزء من الحاجة الى الاعلاف ..

ليست الزراعة بالعملية المعقدة .. هي ارض خصبة وجهد فلاح مقدر .. سماد وبذار ومحروقات .. وانتاج قد يتم تصدير الفائض منه كما زيت الزيتون والحمضيات والتفاح .. والقمح قبل التفريط به .. وبالمخزون المليوني منه ..!؟

(سيرياهوم نيوز ٣-خاص بالموقع ١٩-١١-٢٠٢٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أُهلِكْنا في العَذابِ مَرّتَينْ..!!

    أحمد يوسف داود   أًخيراً بِتُّ أَعتقٍدُ أَنّهُ صارَ علَينا أَنْ نَتنَبّهَ إلى أَعمارِنا المَهدورَةْ، وأًنْ نَدفِنَها بِلا أَدعِيَةٍ وَلا أَذانٍ ولا صَلَواتْ!. ...