الرئيسية » مختارات من الصحافة » هل العدوان الصهيوني المتكرر على سورية بسبب ايران كما يقال.. وكيف السبيل للرد الفعلي على الكيان الصهيوني؟

هل العدوان الصهيوني المتكرر على سورية بسبب ايران كما يقال.. وكيف السبيل للرد الفعلي على الكيان الصهيوني؟

الدكتور اوس نزار درويش

الكيان الصهيوني هذا العدو الازلي لنا كعرب وكسوريين وصراعنا معه صراع وجود لاصراع حدود هذه الحقيقة الثابتة الراسخة لدينا التي تربينا عليها ولايمكن لها ان تتغير بتاتا .

والكيان الصهيوني بعدوانه المتكرر على الاراضي السورية التي بداها مع بداية الحرب الارهابية علينا مع مطلع عام 2011 مستغلا انشغال الدولة السورية والجيش العربي السوري بقتال الجماعات الارهابية التي غزت الاراضي السورية .دائما مايدعي قادة هذا الكيان بان اعتداءاتهم المتكررة على سورية بسبب ايران والتواجد الايراني والتحالف الاستراتيجي السوري الايراني وللاسف الشديد هناك الكثير من السياسيين من يصدق هذا الكلام ويروج له .

وفي هذا استخفاف كبير لنضالنا الازلي مع هذا العدو كسوريين فنحن صراعنا مع الكيان الصهيوني صراع وجودي حتى قبل نجاح الثورة الاسلامية الايرانية وتاسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية باكثر من ثلاثين عاما فاجدادنا هم من حاربوا هذا الكيان منذ تاسيسه في عام 1948 وفي العدوان الثلاثي وفي حرب عام 1967 واباؤنا هم من انتصروا على هذا الكيان في حرب تشرين التحريرية 1973 وفي لبنان عندما وقفوا بوجهه عندما اجتاح هذا الكيان لبنان ونحن وبالرغم من كل مامر بنا خلال هذه السنوات العصيبة من ارهاب وحصار اقتصادي وكوارث طبيعية مازلنا محافظين على مبادئنا بعدائنا لهذا الكيان وبثقافة المقاومة ودعم مقاومة الكيان الصهيوني .والدولة السورية ماتزال الداعم الاساسي والحاضن الرئيسي لكل حركات المقاومة في فلسطين وفي لبنان والسلاح الذي يصل الى الفصائل الفلسطينية المقاومة تصل عبر الاراضي السورية بالرغم من كل ماتعانيه سورية وهذا اكثر مايغيظ العدو الصهيوني.

فنحن لانخفي علاقتنا وتحالفنا الاستراتيجي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ولكن الكيان الصهيوني يستخدم ايران كشماعة وكحجة لتبرير عدوانه ولكن الواقع انه يريد ضرب سورية واستهدافها لحقده الدفين عليها بوجود ايران او بعدمها والدليل على سبيل المثال لا الحصر  ان عدوانه على دمشق قبل حوالي ثلاثة اسابيع لم يستهدف فيه اي شخصية ايرانية فقد استهدف وسط قلعة دمشق ومعهد الاثار التعليمي ومعهد اخر فيه كاميرات تصوير صحفية وسينمائية متطورة جدا ثلاثية الابعاد ووثائق تاريخية متعلقة بتاريخ قلعة دمشق وموقعا تاريخيا في مدينة السويداء.

اذا هذا العدوان استهدف مواقع تاريخية مسجلة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي الانساني لتدمير التراث والحضارة السورية هذا عدا عن الابنية المدنية الخالصة التي استهدفها في كفرسوسة والمزرعة والتي استشهد من خلالها مواطنين وهم نيام في منازلهم.

فالكيان الصهيوني هو من افتعل هذه الاحداث في سورية في عام 2011 لتدمير واسقاط الدولة السورية والاتيان بنظام عميل موالي للكيان الصهيوني كنظام بديل وانا ساشير بادلة دامغة على كلامي فايهود اولمرت رئيس الحكومة الصهيوني الاسبق صرح قبل عامين لموقع ايلاف بانه لو قبل الرئيس بشار الاسد التطبيع والمصالحة معنا لما كانت وقعت هذه الاحداث في سورية وفي هذا اعتراف واضح بان الكيان الصهيوني هو من كان وراء الاحداث في سورية تحت مايسمى بين قوسين الربيع العربي .

ومايؤكد على الدعم الصهيوني لما جرى في سورية تصريح وزير الحرب الصهيوني الاسبق ايهود باراك بعد ايام قليلة من بدء الاحداث في سورية وبالتحديد في تاريخ 28.3.2011 بانه يتحتم علينا ان نعمل مع المعارضة السورية لاسقاط الرئيس بشار الاسد وايضا ماصرح به السفير الصهيوني لدى الولايات المتحدة مايكل اورين في تاريخ 10.11.2011 لصحيفة النيوورك تايمز وقال فيه انه يجب علينا اسقاط الدولة السورية وحتى لو كان البديل تنظيم القاعدة فانه يبقى افضل بالنسبة الينا من الحكومة السورية الحالية وايضا تصريح مجرم الحرب رئيس حزب اسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان وزير الخارجية انذاك في تصريح لصحيفة معاريف عندما قال يجب علينا مساعدة الثوار السوريين وتمكينهم من اسقاط النظام الحاكم وهذا ماعمل عليه الكيان الصهيوني اذ قام بدعم الارهابيين بالمال والسلاح واستقبالهم ومعالجتهم في المشافي الصهيونية وكلنا راينا نتنياهو عندما زارهم في المشافي في عام 2016.

ورعاية الكيان الصهيوني لما يسمى المعارضة السورية فكثير من هؤلاء المعارضين قاموا بزيارات علنية للكيان الصهيوني والكيان الصهيوني هو من اشرف وبشكل خفي على تاسيس مؤسسات مايسمى بالمعارضة السورية والدليل بان الوزير الليكودي ايوب قارة هو من اشرف على تجهيز مايسمى بالائتلاف السوري المعارض حيث كان في قائمة الحاضرين عند تاسيس هذا الائتلاف في الدوحة في تشرين الثاني من عام 2012 وحتى قادة هذه المعارضة قد قاموا بتقديم اوراق اعتماد لهذا الكيان منذ عام 2011 ومنهم معارض وللاسف انه فيلسوف ومفكر ويعمل استاذ في السوربون وكان يشغل وقتها رئيس لما يسمى مجلس اسطنبول صرح في عام 2011 انهم عندما يصلون للسلطة في سورية سيقطعون اي اتصال مع الفصائل المقاومة من حزب الله وحماس وغيرها وسيخفضون عدد الجيش السوري الى 50 الف وسيتنازلون عن الجولان بشكل نهائي.

لهذا الكيان الصهيوني يقوم بزيادة اعتداءاته على الاراضي السورية حتى لاتنهض سورية وهذا ماصرح به قبل سنتين لصحيفة هارتس رئيس الموساد السابق تامير باردو عندما قال يتوجب علينا زيادة ضرب سورية وانهاكها حتى لاتخرج سورية من ازمتها لانها اذا خرجت منها ستشكل خطر علينا في المستقبل.

بعد كل هذا نصل الى نتيجة هامة ان هذا الكيان هو المشكلة الكبرى لنا كعرب بالدرجة الاولى فالكيان الصهيوني يكره ويحقد على العرب كلهم بدون استثناء فالكيان الصهيوني هو الكتلة السرطانية المزروعة في الجسد العربي والتي لاحل معها الا الاستئصال .

فالحل الاساسي لجميع مشاكلنا هو القضاء على هذا الكيان وانهاء وجوده ولكن كيف السبيل الى هذا في ظل القوة الصهيونية والتفوق العسكري الكبير.

الاجابة بكلمة واحدة هي المقاومة ثم المقاومة ثم المقاومة فالمقاومة هي الحل اي المقاومة الشعبية المتمثلة في حرب العصابات الشاملة واستهداف المصالح الصهيونية صدقوني ان هذا اكثر مايكسر ظهر الكيان الصهيوني من خلال انشاء حركات مقاومة جديدة تتخذ حرب العصابات الشعبية كمنهج لها فحركات المقاومة المعروفة كحزب الله والجهاد الاسلامي وحماس والجبهة الشعبية كلها حركات معروفة وكثير منها يلتزم بمعايير محددة للعمل بسبب الضغوط السياسية والداخلية لذلك يجب تاسيس حركات مقاومة عربية جديدة غير معروفة لضرب الكيان الصهيوني وانا تفاءلت كثيرا عند تاسيس حركة عرين الاسود  هذه الحركة المقاومة العابرة للفصائل والتي ترعب الكيان الصهيوني فينبغي تاسيس حركات جديدة مشابهة لحركة عرين الاسود في كل انحاء العالم العربي وهذا الامر يقع على عاتقنا ومن مسؤوليتنا تجاه بلدنا وامتنا كشباب عربي.

ويجب في البداية تعزيز ثقافة المقاومة وترسيخها عند الاجيال الناشئة حتى نواجه عملاء الكيان الصهيوني الذين يروجون لثقافة التطبيع والمصالحة مع هذا الكيان المسخ وانا ادعو من هذا المنبر الحر المقاوم الشريف الكتاب والمفكرين في صحيفة راي اليوم الكبيرة الى التركيز على جانب تعزيز روح المقاومة والعداء لعدونا الازلي في المقالات وفي المحاضرات وفي المجالس العادية حتى نرسخ هذه الثقافة عند الجيل الناشئ وان نركز على نقطة هامة بان هذا العدو عدونا الازلي وصراعنا معه صراع وجود لاصراع حدود وفلسطين كلها عربية من البحر الى النهر واي كلام اخر كلام فارغ لامعنى له.

بالعمل المقاوم هو الطريقة الوحيدة للقضاء على هذا الكيان لان هذا الكيان عندما يضرب في الداخل ويقتل قطعان مستوطنيه فعندها المستوطنين سيتركون فلسطين وسيعودوا من حيث اتوا وعندها سيكسر ظهر هذا الكيان وسيضرب في مقتل.

القضاء على هذا الكيان هو السبيل الوحيد لنجاتنا والا فهو موتنا ونهايتنا لاقدر الله وانا ارى نهاية هذا الكيان ولكي يتحقق هذا فالمقاومة هي السبيل لنجاتنا وعزتنا وكرامتنا .

كاتب وباحث سياسي عربي سوري واستاذ جامعي في القانون العام

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«يديعوت أحرونوت»: 50 ألف جندي لم يحتلّوا قرية واحدة!

    بدأ النقاش داخل الكيان حول الحرب في لبنان يأخذ طابعاً نقدياً، انطلاقاً من اعتقاد كثيرين بأن جيش الاحتلال حقق «إنجازات كبيرة بضرب الهيئة ...