آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » أزمة حادة بين أمريكا وروسيا.. واشنطن تكشف تفاصيل جديدة حول تحطم الطائرة المسيّرة.. وموسكو ستعمل على استعادة الحطام وتطالب بوقف عمليات التحليق “العدائية” للمسيّرات الأميركية

أزمة حادة بين أمريكا وروسيا.. واشنطن تكشف تفاصيل جديدة حول تحطم الطائرة المسيّرة.. وموسكو ستعمل على استعادة الحطام وتطالب بوقف عمليات التحليق “العدائية” للمسيّرات الأميركية

قال الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، إن روسيا ستحاول العثور على الطائرة المسيّرة الأميركية التي تتهمها الولايات المتحدة بالتسبب في إسقاطها في البحر الأسود قبالة أوكرانيا.

وأوضح باتروشيف في مقابلة مع التلفزيون الروسي “لا أعلم ما إذا كنا سنستطيع استعادتها، لكن علينا المحاولة”.

وأعلن المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر فقدان مسيّرة أميركية من طراز “إم كيو-9” (MQ-9) بعد اصطدام مقاتلة روسية بها فوق البحر الأسود، واستدعت واشنطن السفير الروسي للاحتجاج على الحادث.

وأشار رايدر، في مؤتمر صحفي، إلى أن المسيّرة كانت تقوم بمهمة استطلاع فوق المياه الدولية حين اعترضتها مقاتلتان روسيتان من طراز سوخوي (سو-27) بطريقة غير مهنية، وخطيرة، حسب قوله.

وأضاف أن إحدى المقاتلتين اصطدمت بالمسيّرة، ما اضطر القوات الأميركية إلى إسقاطها، وأشار رايدر أيضا إلى أن الحادث ألحق أضرارا بالمقاتلة الروسية.

ولفت المتحدث باسم البنتاغون إلى أن هذا النوع من المسيّرات مجهز لحمل أسلحة، لكنه لم يؤكد ما إذا كانت المسيّرة التي تم إسقاطها تحمل ذخيرة، واكتفى بالتأكيد على أنها طائرة استطلاعية.

وبينما أحجم البنتاغون عن الإفصاح عن المهمة التي كانت المسيّرة تنفذها أثناء تحليقها فوق البحر الأسود، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إنه جرى اتخاذ خطوات لضمان عدم وقوع حطام المسيّرة في الأيدي الخطأ.

وأضاف أن اعتراض الطائرات الروسية للطائرات الأجنبية فوق البحر الأسود ليس أمرا غير مألوف، وفق “الجزيرة”.

كما أوضح أن المسيّرة الأميركية كانت في المجال الدولي فوق المياه الدولية ولم تكن تشكل أي تهديد لأي جهة.

استدعاء السفير الروسي

وأكد منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي أن الولايات المتحدة ستواصل العمل في البحر الأسود وفقا لما تنص عليه القوانين الدولية، وأنه إذا كانت روسيا تريد بعث رسالة لواشنطن بعدم الطيران فوق البحر الأسود فإن هذه الرسالة فشلت، حسب تعبيره.

وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها رصدت مسيّرة أميركية قرب شبه جزيرة القرم تتجه نحو الحدود الروسية وهي تغلق نظام التعريف الخاص بها.

وأوضحت الوزارة أن طائراتها المقاتلة لم تستخدم ذخيرتها ولم تتواصل مع المسيّرة الأميركية، مضيفة أن المسيّرة الأميركية سقطت بسبب المناورة الحادة واصطدمت بسطح الماء.

وأعلنت واشنطن عن استدعاء السفير الروسي أناتولي أنتونوف، ونقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عنه قوله إن “روسيا لا تريد مواجهة مع الولايات المتحدة وتفضل عدم خلق وضع يمكن أن تحدث فيه اشتباكات أو حوادث غير مقصودة بين البلدين”.

وتساءل السفير الروسي كيف سيكون موقف الولايات المتحدة لو اقتربت مسيّرات روسية من نيويورك أو سان فرانسيسكو، خصوصا أن روسيا أبلغت عن المنطقة التي حدث فيها التصادم بأنها منطقة عمليات عسكرية خاصة وحذرت من دخولها.

وأشار أنتونوف إلى أنه تبادل وجهات النظر مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي كارين دونفريد التي نقلت مخاوف بلادها.

من جهتها حذّرت موسكو من أي طلعات جوية أميركية “عدائية” الأربعاء فيما يسود التوتر بعد يوم على اتّهام مقاتلة روسية بصدم مسيّرة تابعة للولايات المتحدة فوق البحر الأسود.

ورغم نفي روسيا بأن تكون مقاتلتها من طراز “سو-27” تسببت بقطع مروحة المسيّرة من طراز “ريبر”، قالت كييف إن الحادثة التي وقعت فوق مياه دولية تعد محاولة روسية لتوسيع نطاق النزاع في أوكرانيا.

وفاقمت حادثة الثلاثاء التي اعتبرت واشنطن أنها نتيجة سلوك متهوّر ويفتقر إلى المهنية، التوتر بين موسكو والقوى الغربية.

وقال السفير الروسي في الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف الأربعاء “نفترض بأن الولايات المتحدة ستحجم عن القيام بتكهنات إضافية عبر وسائل الإعلام وستضع حدا لعمليات التحليق قرب الحدود الروسية”

وكتب على تلغرام “نعتبر أي تحرّك باستخدام أسلحة أميركية عملا عدائيا مفتوحا”.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء بأنها سارعت لنشر مقاتلاتها بعد رصد مسيّرة أميركية فوق البحر الأسود ونفت بأن تكون تسببت بإسقاطها.

بدوره، أشار البنتاغون إلى أن مسيّرته كانت تقوم بمهمة روتينية عندما تم اعتراضها “بأسلوب متهوّر وغير سليم بيئيا وغير مهني”، فيما شددت روسيا على أن المسيّرة كانت خارج السيطرة مؤكدة بأن طائراتها لم تحتك بها بأي شكل من الأشكال.

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي لاحقا “ندحض بالطبع النفي الروسي”.

وأضاف بأن الولايات المتحدة تحاول تجنّب وقوع المسيّرة التي سقطت في أيدي الجهات الخطأ.

وقال كيربي لشبكة “سي إن إن” “اتخذنا خطوات لحماية ممتلكاتنا بشكل خاص في ما يتعلق بتلك المسيّرة”.

– عمليات اعتراض –

وأقر كيربي في واشنطن بأن روسيا تنفّذ عادة عمليات اعتراض فوق البحر الأسود، لكن العملية هذه المرة “كانت لافتة بسبب درجة عدم سلامتها وعدم مهنيتها، وإلى أي حد كانت متهورة”.

بالنسبة لأوكرانيا، فإن الحادثة ليست إلا دليلا على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى لزيادة حجم مخاطر النزاع في أوكرانيا وجر واشنطن إليه.

وكتب رئيس مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف على وسائل التواصل الاجتماعي “الحادثة مع المسيّرة الأميركية أم كيو-9 ريبر التي افتعلتها روسيا فوق البحر الأسود تعد إشارة من بوتين إلى أنه مستعد لتوسيع رقعة النزاع لإقحام أطراف أخرى” فيه.

وأضاف أن “هدف هذه الاستراتيجية القائمة على المجازفة لتحقيق الأهداف هو زيادة المخاطر على الدوام”.

وأكد دبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي في بروكسل وقوع الحادثة، لكنهم قالوا إنهم لا يتوقعون تصعيدا فوريا.

وأفاد مصدر عسكري غربي طلب عدم الكشف عن هويته فرانس برس أن القنوات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة قد تساهم في الحد من أي تداعيات واسعة.

وقال المصدر “برأيي فإن القنوات الدبلوماسية ستخفف ذلك”.

فاقمت الحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا المخاوف من مواجهة مباشرة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي الذي يقدّم الأسلحة لأوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها.

وأثارت تقارير عن ضربة صاروخية في شرق بولندا في تشرين الثاني/نوفمبر حالة قلق قبل أن تخلص مصادر عسكرية غربية إلى أنها كانت نتيجة صاروخ أطلقته الدفاعات الجوية الأوكرانية، لا روسيا.

– “خارج السيطرة” –

تستخدم الولايات المتحدة مسيّرات “إم كيو-9 ريبر” لأغراض الاستطلاع كما لشن ضربات. وتسيّرها منذ مدة طويلة فوق البحر الأسود لمراقبة القوات البحرية الروسية.

وقال قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا وإفريقيا الجنرال جيمس هيكر “كانت طائرتنا من طراز إم كيو-9 تجري عمليات روتينية في المجال الجوي الدولي عندما تم اعتراضها وصدمها من قبل طائرة روسية، ما أدى إلى تحطّم الطائرة إم كيو-9 وخسارتها بالكامل”.

وتابع “في الحقيقة، كاد هذا التحرّك غير الآمن وغير المهني من قبل الروس أن يؤدي إلى تحطّم الطائرتين. ستواصل الطائرات التابعة للولايات المتحدة ولحلفائها بالعمل في المجال الجوي الدولي وندعو الروس للتصرف بشكل مهني وآمن”.

بدوره، أشار الناطق باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر إلى أن المسيّرة كانت “غير قادرة على التحليق وخارج السيطرة لذا أنزلناها”، مضيفا أن حادث الاصطدام ألحق على الأرجح أضرارا بالطائرة الروسية التي قال إنها تمكّنت من الهبوط بعد الحادثة.

خسرت الولايات المتحدة عدة مسيّرات من طراز “ريبر” في السنوات الأخيرة، بعضها بنيران معادية.

أُسقطت واحدة فوق اليمن عام 2019 بوساطة صاروخ أرض-جو أطلقه المتمرّدون الحوثيون، وفق ما أعلنت القيادة المركزية الأميركية حينذاك.

وبحسب سلاح الجو الأميركي، يمكن لمسيرات “ريبر” أن تزوّد بصواريخ من طراز “هيلفاير” وقنابل موجّهة بالليزر وأن تحلّق لأكثر من 1770 كلم وعلى ارتفاع يصل إلى 15 ألف متر.

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

دخول غزة ليس كتركها | إسرائيل تنازع نفسها: ماذا نفعل الآن؟

حسين الأمين       خرج إلى العلن، خلال الأيام الأخيرة، الخلاف الآخذ في التعمّق، بين «تحالف الجنرالات» الذي يضم الوزيرين في «كابينت الحرب»، بني ...