ناشد كمال كليتشدار أوغلو منافس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية الناخبين الشباب اليوم الثلاثاء مساندته في جولة الإعادة يوم 28 مايو أيار، في إطار سعيه للحيلولة دون تمديد حكم الرئيس للدولة العضو في حلف شمال الأطلسي للعقد الثالث.
وحصل كليتشدار أوغلو، مرشح تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب، على 45 بالمئة من الأصوات في اقتراع يوم الأحد بينما حصل أردوغان على 49.5 بالمئة، وهو أقل بقليل من الأغلبية اللازمة لتجنب خوض جولة إعادة. ويُنظر إلى التصويت على أنه استفتاء على حكم أردوغان.
وتراجعت الأصول التركية لليوم الثاني، خاصة السندات الحكومية وسندات الشركات وأسهم البنوك، إذ يتوقع المستثمرون فوز أردوغان بولاية أخرى مدتها خمس سنوات ومواصلة سياساته الاقتصادية غير التقليدية.
ومع ذلك، يسعى كليتشدار أوغلو (74 عاما) إلى حشد مؤيديه، وكثير منهم محبطون الآن، بمحاولة الإشارة إلى جانب إيجابي للنتيجة.
وكتب في سلسلة تغريدات موجهة إلى من وصفهم بالشباب الأعزاء “رسالة تغيير ظهرت من صناديق الاقتراع. أولئك الذين يريدون التغيير في هذا البلد هم الآن أكثر من الذين لا يريدون ذلك”، في إشارة إلى عدم تمكن أردوغان من الحصول على نسبة 50 بالمئة.
وفي الانتخابات البرلمانية التي أجريت في الوقت نفسه، فاز تحالف الشعب الذي يضم حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان وأحزابا قومية وإسلامية بما يصل إلى 322 من أصل 600 مقعد في البرلمان الجديد. وحقق الرئيس بذلك أغلبية ستمكنه من القول إن التصويت لصالحه سيضمن الاستقرار.
* “النفق المظلم”
يحاول كليتشدار أوغلو استمالة الناخبين الشباب بالإشارة إلى أزمة غلاء المعيشة، والتي تفاقمت في تركيا نتيجة إصرار أردوغان على خفض أسعار الفائدة مما تسبب في انخفاض حاد في قيمة الليرة وارتفاع التضخم.
وخاطبهم قائلا “ليس لديكم ما يكفي من المال لأي شيء. سلبت منكم بهجة الحياة. بينما يجب أن يتحرر الشباب من القلق”.
وأضاف “لن تستعيدوا شبابكم مرة أخرى. لدينا 12 يوما للخروج من هذا النفق المظلم”.
وتجري متابعة التصويت عن كثب في واشنطن وأوروبا وفي أنحاء المنطقة حيث يرسخ أردوغان قوة بلاده. كما عزز العلاقات مع روسيا مما تسبب في توتر تحالف أنقرة التقليدي مع الولايات المتحدة.
ودعا جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي تركيا اليوم الثلاثاء إلى معالجة أوجه قصور في العملية الانتخابية والتي أشارت إليها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وحل المرشح القومي سنان أوغان ثالثا في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 5.2 بالمئة من الأصوات. وسيكون اختيار أنصاره في يوم 28 من هذا الشهر محط تركيز كبير الآن.
وقال أوغان في مقابلة أجرتها معه رويترز أمس الاثنين إنه لا يمكن أن يدعم كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة إلا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات لحزب مؤيد للأكراد، وهو ما يصب في مصلحة أردوغان.
ويدعم ذلك الحزب، وهو حزب الشعوب الديمقراطي، كليتشدار أوغلو، لكنه متهم بأن له صلات مع مسلحين أكراد. وينفي الحزب ذلك.
وأظهرت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات أن أردوغان (69 عاما) يتخلف عن كليتشدار أوغلو. لكن النتائج أظهرت أن أردوغان وحزبه نجحا في حشد الناخبين المحافظين على الرغم من الأزمة الاقتصادية.
ويريد كليتشدار أوغلو وتحالفه استعادة النظام البرلماني للحكومة وإلغاء النظام الرئاسي القوي الذي أدخله أردوغان.
وحل حزب العدالة والتنمية في المركز الأول في الانتخابات البرلمانية مع فوز 267 نائبا بمقاعد في المجلس، يليه حزب الشعب الجمهوري العلماني بزعامة كليتشدار أوغلو بحصوله على 169 مقعدا، فيما فاز الحزب الموالي للأكراد بواحد وستين مقعدا. (رويترز)
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم