تقع على الضفة الغربية لنهر العاصي حيث يلتف مقتربا منها شمالا. وهذا الموقع هو التل القديم للمدينة وأجري فيه الكثير من التنقيبات أثرية في النصف الأول من القرن العشرين،
و قد دلت هذه التنقيبات على أن المدينة تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، و قد شهدت تطورا وازدهارا كبيرين في الألف الأول ق.م وتذكر المصادر التاريخية أن السلوقيين كانوا أول من بنى حصناً على قمة التل الذي شكل مركز المدينة السلوقية.
دخل الرومان حماة واحتلوا قلعتها وفتحها أبو عبيدة الجراح سنة 18 هـ وتولاها الصحابي الجليل عبد الله بن الصامت.. وفي الفترة العباسية احتلها القرامطة سنة 291 هـ واستعادها المستكفي العباسي ثم آلت إلى صالح بن مرداس الكلابي صاحب حلب وبدأ إعادة إعمار القلعة وتحصينها ومن بعده خلف بن ملاعب صاحب حمص عام 504 هـ … وتبعت والي دمشق سنة 509 هـ وفتحها عماد الدين الزنكي عام 523 هـ.
وضربها زلزال سنة 1157م ورممها نور الدين الزنكي حيث القلعة وحصن أسوار المدينة وتولاها الأيوبيون عام 570 هـ وكانت بإمارة شهاب الدين محمود خال صلاح الدين وبقيت في حوزة الأيوبيين الذين بنوا ما تهدم من أسوارها وأبراجها وأعادوا تحصينها.
هاجمها المغول وهدموها سنة 1258 م وأعاد الظاهر بيبرس بناء المدينة وقلعتها وأعاد لها هيبتها، وبعدما دخل العثمانيون البلاد فقدت القلعة أهميتها العسكرية إذ خربت القلعة ولم يبق من عمارتها شيء.
القلعة اليوم هي تل ترابي، تم تشجير قمتها، وتحويلها إلى متنزه طبيعي, إضافة لكونها مركزاً رئيساً تقام فيه الأماسي والمهرجانات السنوية، ولعل أشهرها مهرجان ربيع حماة وتستخدم القلعة متنزهاً للزوار فجمال موقعها وتوسطها للمدينة يعطيانها أهمية مضاعفة.
( سيرياهوم نيوز ٣-تشرين )