ذكرت وكالة “بلومبرغ” الأميركية أنّ قادة الجيشين الهندي والصيني اتفقوا على العمل بسرعة من أجل تخفيف النزاع الحدودي، ما يمهّد الطريق لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جين بينغ للاجتماع المحتمل في قمم رئيسية في الأسابيع المقبلة.
وأوردت الوكالة أنّ الجارتين الآسيويتين المسلحتين نووياً تخوضان أسوأ نزاع إقليمي بينهما منذ 4 عقود… ولم تحرز عدّة جولات من المحادثات بين الجانبين تقدماً يذكر لسحب آلاف الجنود والصواريخ والطائرات المقاتلة المتمركزة قرب الحدود مع الهيمالايا.
ولفتت الوكالة إل أنّ الجولة الأخيرة من المحادثات العسكرية جاءت قبل أيام من اجتماع مودي والرئيس الصيني شخصياً في اجتماع رؤساء دول البريكس واجتماع قادة مجموعة العشرين الذي تستضيفه نيودلهي في أيلول/سبتمبر .
بدورها، ذكرت جماعة ضغط أميركية لها مصالح تجارية في الهند، وفق “بلومبرغ”، أنّ على نيودلهي أن توازن علاقتها مع الصين، في الوقت الذي تشتت المواجهة الحدودية إدارة مودي عن القيام باستثمارات في البنية التحتية للتعليم.
وأمس الثلاثاء، ذكرت وزارة الدفاع الصينية، في بيان مشترك مع الهند، خلال الجولة الـ19 لاجتماع على مستوى قادة القوات من الجانبين، إنّ الدولتين اتفقتا على “الحفاظ على السلام والهدوء” في المناطق الحدودية.
وكان كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، قد حثّ الهند على التركيز على “المصالح المشتركة” وملاقاة بلاده في “منتصف الطريق”، من أجل نزع فتيل التوتر عند الحدود، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الصينية.
وخلال شهر تموز/يوليو الماضي، اعترفت الحكومة الهندية بأنّ مودي وشي ناقشا العلاقات الثنائية في قمة مجموعة العشرين العام الماضي، في أول اتصال رسمي بينهما منذ الاشتباك الحدودي. وتجاوزت هذه التصريحات تصريح نيودلهي السابق بأنّ الزعيمين تبادلا المجاملات.
جاء هذا الاعتراف بعد قراءة صينية لنقاش بين مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال ونظيره الصيني خلال مؤتمر “بريكس” في جوهانسبرغ الشهر الماضي.
ويتمحور الخلاف الرئيسي بين الصين والهند بشأن ترسيم حدودهما على مساحة 60 ألف كيلومتر مربع في ولاية أروناتشال براديش الشمالية الشرقية، فضلاً عن منطقة جبلية في شمال كشمير.
ويمتد خط الفصل الفعلي الذي يحل محل الحدود بين البلدين من لاداخ في الغرب إلى ولاية أروناتشال براديش.
وتجدد النزاع بين الهند والصين في أيار/مايو 2020، عندما وقعت سلسلة من الاحتكاكات بين جيشي البلدين في منطقة بحيرة بانغونغ في لداخ. وعقب ذلك، كثّفت نيودلهي وبكين الوجود العسكري في المنطقة.
وعام 1962، اندلعت حرب بين الجانبين، ومُنيت الهند بهزيمة كبيرة. ورغم ذلك، احتفظت بولاية أروناتشال براديش، بعد انسحاب القوات الصينية وسط ضغوط دولية.
وتُعَدّ الصين ثاني أكبر شريك تجاري للهند على الرغم من العلاقات المتوترة.
سيرياهوم نيوز-الميادين-وكالات1