آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » الهجرة ..سبب ونتيجة ..!

الهجرة ..سبب ونتيجة ..!

بقلم:مكرم عبيد
شهد العالم العربي وكثير من دول اسيا وافريقيا الكثير من موجات الهجرة الى الغرب عموماً ، واذا ركزنا على اوطاننا بشكل خاص لوجدنا ان الموجة الاولى  كانت في ظل الاحتلال العثماني الظالم ومجازره وحروبه (١٥١٦-١٩١٨) ثم استمر على وتيرة اقل في فترة الاحتلال والاستعمار الغربي ووفق رغباته وعندما أُجلي عن اوطاننا شجع البعض على المغادرة معه ما عدا ما حدث من تهجير للشعب الفلسطيني بعد اغتصاب فلسطين من قبل الصهاينة وبمؤامرة من المستعمر البريطاني ، اما في عهد الدولة الوطنية فقد اصبحت الهجرة اقل بكثير بعضها للم شمل الاسر، وبعضها لاسباب اقتصادية ،او من ذهب لاكمال تعليمه وبقي هناك ( وهنا يصح التعليق على البعض منهم فمن حقهم ان يعودوا او يبقوا ولكن عليهم ان لا يجحدوا بحق الوطن الذي قدم لهم الصحة مجانا في المراكز الصحية حتى المشافي التخصصية وكذلك التعليم المجاني حتى المستويات الجامعية العليا وكثير كان بامس الحاجة لهذه التسهيلات والا لما تمكن من ذلك،  وبالتالي عليهم ان لا يكونوا مع اعدائه ولا سيما في الحرب الارهابية التي شُنت عليه باعتراف من ارسل الارهابيين وسلحهم ومولهم بمليارات الدولارات لتدميره ) ثم عادت موجات الهجرة أو بالاحرى التهجير خلال حرب الارهاب على العراق وليبيا ومصر وأشدها في سورية مما لجأ الى الدول المجاورة ترغيباً او ترهيباً وبشكل خاص في سورية وعمد العثماني على ابتزاز الغرب بموجات اللجوء القسري وبعض تلك الدول انتقت منهم ما تحتاجه وقالت بعد ذلك بصراحة اكتفينا – كما صرحت مؤخراً ادارة الهجرة الالمانية -اي انه لم يكن في معظمه لاسباب انسانية ويشبه الى حد ما الذي كان يجري في موجات الهجرة الجماعية بالسفن القادمة الى امريكا دون معاملات هجرة في اعوام الثلاثينات من القرن الماضي حيث كان لا يسمح للمريض والمعاق ان يدخل بعد وصوله الى ميناء نيويورك حتى وان كان مع اهله ،ولاحقا تم تنظيم الهجرة كما هو الآن وفق معاملات للم شمل الاسر والاقامة لعمل مطلوب .. الخ
،والآن بعد انعقاد مؤتمر عودة اللاجئين الطوعية الى سورية ولا سيما من دول الجوار لبنان – الاردن – تركيا ومعظمهم في اوضاع مأساوية حاول الغرب منع انعقاده ولم يشاركوا به ومع ذلك شاركت به ٢٧ دولة بينها روسيا والصين والهند ومعظم دول البريكست ودول معاهدة الامن الجماعي وغيرها وقد قررت روسيا دعم العودة بملياري دولار لتجهيز بعض البنى التحتية كهرباء وماء ومدارس وصحة وعندما سئل المبعوث الروسي عن دول اخرى قال هناك من خصص مبالغ ومساعدات من دول ومؤسسات ولكنه لا يريد تسميتها كي لا يصيبها قيصر بعقوباته الاقتصادية الفاشية ، فماذا يرغب من قاطع المؤتمر؟ انهم يريدون استغلالهم كل وفق اهواه السياسية والعدوانية فتركيا تستفيد من تجنيد مرتزقة منهم وقد فعلتها وفي ابتزاز الغرب بتوجيه موجات منهم باتجاه اليونان ومن ثم الى الغرب ،ولبنان والاردن مغلوبان على امرهما لا بل يقول البعض ان هناك من يستفيد فساداً من مخصصاتهم الدولية ، اما الدول الغربية فللضغط على سورية لا سيما في الانتخابات الرئاسة القادمة عام ٢٠٢١ مع ان انتخابات عام ٢٠١٦ شهدت جحافل منهم تتوجه الى السفارة السورية في بيروت وفي عمان للانتخاب !
ثم هناك من يقول لماذا لا تسمح دول الخليج الغنية بقبول لاجئين اليها ولا سيما العرب ؟ وهل اذا حاول بعض اللاجئين السوريين في مخيمات الاردن  ان يذهبوا الى الحدود السعودية سيسمح لهم بالدخول ؟ وكذلك من السودان عبر البحر الاحمر  ؟ ثم اليس المتشددون والتكفيريون يحرمون الهجرة الى الغرب ( الذي يدعونه بلاد الكفار )بفتاوى او احاديث مزعومة !
في النتيجة سيعود من يرغب الى وطنه الآن او غداً او بعد غد ومن تريدونه ان لا يعود لوطنه فعليكم توطينه او تأمين اقامته وهو أضعف الايمان ؟وقد عاد منهم مئات الالوف الى اراضيهم وبلداتهم في سورية وسيعود الآخرون تباعاً فكفاكم عذاباً واذلالاً لهم والاثراء على ظهورهم وكفاكم توظيف عذاباتهم في شؤون ومصالح وضغوط سياسية ! طالما انكم تضيقون ذرعاً بهم فالوطن يمد ايديه الى مواطنيه وفيه كرامتهم وشرفهم لا بل يجب ان يمد المجتمع الدولي يد المساعدة لسورية لتأمين كل ملتزمات البنى التحتية التى دمرتها الحرب الارهابية وهي امر اساسي للعودة ان لم يتجرأ المجتمع الدولي على اجبار الدول التي تسببت بهذه الحرب الارهابية بدفع التعويضات عما دمروا ، على الاقل بمقدار  ما اعترفوا بانهم دفعوه لتدمير سورية وعلى لسان رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم والذي سمى الدول المشاركة باسمائها ! ولكن هيهات للمجرم ان يصبح بأخلاق الانسان الذي خلقه رب العالمين !
(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب18-11-2020)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...