من أبرز ما لفت أنظار المصريين والعالم فى قمة العشرين التى انعقدت فى نيودلهي اخيرا ما شملته من توقيع مذكرة تفاهم بين أمريكا والدول الغربية وبين الهند والسعودية والإمارات لانشاء طريق جديد برى وبحرى يربط بين الهند والخليج وأوروبا مرورا بإسرائيل وبالتجاهل لمصر.
فماذا وراء المشروع الاستراتيجي الغامض؟ ومن المستهدف؟ وهل للقلق المصري من المشروع ما يبرره؟
في البداية استبعدت د.علياء المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن يكون الطريق الذي يزمع إقامته من الهند عبر الاراضي الاماراتية و السعودية و الاردنية وصولا لاسرائيل و منها لأوروبا فكرة جيدة أو بديلا افضل من الطريق البحري عبر قناة السويس وصولا لأوروبا.
وأضافت المهدي موضحة رأيها: “أولا لأن وصول التجارة بريا من الهند لاوروبا من الافضل له ان يكون في النهاية عبر الأراضي التركية لانها الدولة الوحيدة التي بها جزء في اسيا و جزء في أوروبا.
ومن ثم من الافضل ان يكون الطريق بداية من الهند لباكستان ثم ايران و العراق ثم تركيا”.
وقالت إنه في كل الاحوال فإن الطريق البحري عبر قناة السويس سوف يكون أرخص و بدون عوائق جغرافية.
وطالبت العميدة السابقة لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالتسويق لقناة السويس من خلال خدمات سفن و نقل و تأمين و شحن أفضل و أسعار نقل تنافسية؛حتي تستمر هي الشريان الرئيسي للتجارة من آسيا لأوروبا.
من المستهدف؟
برأي السياسي المصري زهدي الشامي فإن الهدف الرئيسى لأمريكا وأوروبا من هذا الطريق هو منافسة طريق الحرير الصينى فى إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية، بالتحول لطريق آخر مركزه الهند التى تحاول أمريكا اليوم استبدالها بالدور الصينى القديم والحالى كورشة عالمية وموطن للاستثمارات الغربية.
وأضاف الشامي أن الجانب الآخر هو منافسة تلك الطرق الجديدة لقناة السويس باعتبارها الممر الرئيسى للتجارة بين آسيا وأوروبا، لافتا إلى أن الطريقين الصينى والهندى سيكون لهما بالطبع انعكاس سلبى على التجارة عبر قناة السويس ،ولكنه لن يعنى بالضرورة انتهاء دور قناة السويس، مؤكدا أن القناة لا تزال هى الطريق الأفضل للتجارة حتى الآن على الأقل.
وقال الشامي إن هذا الطريق الجديد الهندى يتطلب استثمارات هائلة ، ومازال من المبكر الحكم على إمكانات نجاحه بالمقارنة مع خط الحرير الصينى.
ولفت إلى أن المؤسف بالنسبة لمصر والمصريين هو انخراط دولتين عربيتين ثريتين مهمتين فى تمويل خط يمر عبر إسرائيل وتستفيد به، حتى بدون اعتراف هذه الدولة بالحقوق العربية المشروعة والالتزام بالمقررات الدولية وفى مقدمتها إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وبهذا تجرى مكافأة هذه الدولة والحاق الضرر بمصر.
في ذات السياق قال السفير فوزي العشماوي إن المشروع تقوده وتسهم فيه الولايات المتحدة والدول الغربية كألمانيا وفرنسا وغيرها، وهو يمثل طريقا ومسارا مهما، وبديلا منافسا وخطيرا لقناة السويس، وتعّول إسرائيل عليه كثيرا لزيادة مكانتها في المنطقة.
وأضاف أن المشروع يتواكب ويتماهي مع جهود تطبيع وتعزيز العلاقات بين اسرائيل وكل من الامارات والاردن، واقتراب التوصل لصلح تاريخي يربط بين السعودية واسرائيل.
واختتم متمنيا على الأجهزة والمؤسسات المصرية أن تكون علي دراية ومتابعة لصيقة لهذه التطورات المهمة التي ستؤثر بلاشك علي مصر!
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم