نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا للكاتبين إيمي ويليامز من نيويورك ومايلز ماكورميك في كالغاري، بشأن ما وصفاه بالتوترات والانقسامات العميقة المتنامية حول دور صناعة النفط والغاز في مكافحة تغير المناخ، أثارت الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينتي نيويورك في الولايات المتحدة و كالغاري في كندا هذا الأسبوع، شكوكاً حول إمكانية التوصل إلى اتفاق في مؤتمر الأمم المتحدة COP28 المقبل.
وبحسب المقالة فبينما يجتمع زعماء العالم وكبار المسؤولين في نيويورك قبل انعقاد قمة الأمم المتحدة COP28 للمناخ بعد عشرة أسابيع، ظهر صدع عميق بين البلدان التي تدعم التوسع في استخدام الوقود الأحفوري، وتلك التي تصر على أن وقف كل أشكال التطوير والتوسع أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار في درجات حرارة الأرض.
واستشهد الكاتبان بما قاله وزير التعاون التنموي وسياسة المناخ العالمية في الدنمارك دان يورجنسن، الذي يرأس المناقشات حول الأهداف المناخية الجديدة التي يمكن الاتفاق عليها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب28 في ديسمبر/كانون أول: “إن البلدان متفقة أننا بحاجة إلى التقدم بهذا الملف، لكن الأخبار السيئة أننا بعيدون جداً عن التوصل إلى اتفاق، فنحن بحاجة إلى معالجة المشكلة الكبيرة المتعلقة بحرق الوقود الأحفوري”.
إعصار دانيال يبتلع آمال السوريين في ليبيا
وبحسب المقالة، فإن التوتر بين دول العالم، يتعلق بالمعنى الدقيق لـ “التخلص” من الوقود الأحفوري، وما إذا كان هذا من شأنه أن يسمح بالتوسع في تكنولوجيات احتجاز الكربون، والمعروفة أيضاً بالتخفيف، علماً أن قمم المناخ قد أخفقت على مدى سنوات متتالية في التوصل إلى اتفاق على هذه الصياغة.
ونقلت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الكيني ويليام روتو، إلى جانب 17 زعيماً آخرين، وقعوا على رسالة الأسبوع الماضي، أصروا فيها على أن “تقنية التخفيف لا يمكن استخدامها للموافقة على توسيع استخدام الوقود الأحفوري”.
كما ذكرت المقالة أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قالت إن كبار الملوثين يجب أن يتوافقوا مع هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في “التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بلا هوادة قبل عام 2050”.
وبينما تضغط الدول النامية بحثا عن تمويل للانتقال إلى أنظمة الطاقة الخضراء، هاجم مبعوث الولايات المتحدة لشؤون المناخ جون كيري، التطويرات الجديدة لمحطات الفحم في آسيا، حيث تزيد الصين والهند من الإنتاج. في حين اجتمع رؤساء شركات النفط في ضواحي كالغاري بمقاطعة ألبرتا، وهي قلب صناعة النفط الكندية، لإجراء محادثة مختلفة تماماً.
في مؤتمر البترول العالمي، وهو مؤتمر لصناعة النفط والغاز يعقد كل سنتين، أبرزت الفايننشال تايمز تحذير نحو 500 من كبار المسؤولين في الصناعة، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، دارين وودز، من مخاطر التسرع في التخلي عن الوقود الأحفوري.
قمة دول الأمازون “فرصة حقيقية” لإنقاذ الغابات
وأوردت الصحيفة قول أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، للوفود التي ضمت حضورا كبيرا من كندا والمملكة العربية السعودية: “أرى العديد من أوجه القصور في النهج الانتقالي الحالي الذي لم يعد من الممكن تجاهله”.
وجاء في كلمة الناصر: “التخلص التدريجي من الطاقة التقليدية قبل الأوان يمكن أن يعرض أمن الطاقة وأولويات القدرة على تحمل التكاليف للخطر، وكما أظهرت أزمة الطاقة الأخيرة – والتي تفاقمت بسبب الصراع في أوكرانيا – فالعالم يتأرجح إذا تم تجاهل هذه الحقائق”.
وبحسب الكاتبين فإنه عند توجه زعماء العالم إلى مؤتمر كوب28 في ديسمبر/كانون أول، على أمل التوصل إلى اتفاق للحفاظ على هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن المسؤولين التنفيذيين في صناعة الوقود الأحفوري المتوقع حضورهم، سيضغطون ضد تخفيضات الإنتاج قبل عام 2050. (بي بي سي)
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم