بقلم:عدنان عزام-باريس
السابع من تشرين الاول 2023 يوم يختصر ألف عام من اعتداءات عصابات الغرب على الشرق , يوم لن ينساه الصهاينة , يوم صنعته المقاومة , صنعته لها و لكل العرب و لكل الاحرار في العالم .
يوم أوثقه للتاريخ .
كصورة فوتوغرافية لهذه اللحظة , لهذه الحقبة من التاريخ .
صورة الغرب الذي يخدع و يكذب و ينافق , الغرب العاهر , الغرب العدواني الذي يرى بعين واحدة , الغرب الذي يحب المسرح و السينما ويقتل الفلسطينيين تماما كما لو أنه يمثل فيلما سينمائيا أو يؤدي مشهدا مسرحيا .
الغرب الذي استفاق يوم السبت 7 / 10 / 2023 , مذهولا , مذعوراً لا يصدق ما يرى و لا يريد ان يصدق ما يرى .
الغرب الذي رأى فريسته تفلت من قبضته , فريسته التي يمتص دماءها منذ ألف عام .
نعم خرج الفلسطينيون من قبضته في ذلك اليوم العظيم , يوم طوفان الأقصى , تمردوا على جلادهم , و أفقدوه صوابه و جعلوه يهرع لعقد اجتماع عاجل عبر شاشاته الإعلامية لإعلان الحرب .
كبار خبراء الحروب العسكرية و الاعلامية و النفسية و الديبلوماسية , يجتمعون و يبثون سمومهم ليل نهار و بلا توقف عبر شاشات التلفزة و الإذاعات و البيانات الرسمية التي يدينون من خلالها الفلسطينيين بارتكاب جرائم لم يرتكبونها كقطع رؤوس الأطفال و اغتصاب النساء و
نهب البيوت .
تجييش لم يسبق له مثيل , بروباغندا ماكيافيلية ضد المقاومة التي يصفونها بالإرهاب ..و لكي يشرعنوا ما سيصدر عنهم من قرارات و أحكام جائرة يوعزون الى برلمانهم ليجتمع , ويقف دقيقة صمت حدادا على اموات إسرائيل , و ليشرعن عمل الحكومة , بكل ما ستقوم به
لدعم الكيان الصهيوني و وضع كل إمكانات فرنسا العسكرية و الاقتصادية و الإعلامية والديبلوماسية لخدمة الكيان الصهيوني .
يتكلم خلال هذا الاجتماع رؤساء الكتل البرلمانية و يتنافسون في تأييدهم لإسرائيل بطريقة تظهرهم ملكيين أكثر من الملك و كأنهم في مسرحية هزيلة مليئة بالعهر السياسي و قد برزت مارين لوبن رئيسة مجموعة التجمع الوطني في البرلمان بكلمتها الأكثر نفاقا , اذ صرحت أن
حزبها سيحمي يهود فرنسا و سيحمي إسرائيل !!! و بهذا تكون قد ضمنت دعم اللوبي الصهيوني لها في الانتخابات الرئاسية القادمة ..مما يذكر ان مارين لوبن قامت بانقلاب على والدها جان ماري لوبن و انتزعت منه قيادة الحزب الذي أسسه قبل خمسين عاما .
من جهته وزير التربية الفرنسي غابرييل عطال ذو الأصول اليهودية التونسية يقوم بزيارة كافة المدارس اليهودية الخاصة و يطمئنها بحماية الدولة الفرنسية لها من أي هجوم إرهابي ضدها ,وكذلك يفعل وزير الداخلية الفرنسي جيرار ديرمانا ليضمن أيضا دعم اللوبي الصهيوني له في
الانتخابات الرئاسية القادمة , مما يذكر أن وزير التربية الفرنسي غابرييل عطال متزوج من رجل مثله و هو فخور بذلك و هو الذي يمنع الطالبات الفرنسيات من لباس الملابس الطويلة , العباءة .
كل ذلك يقوم به مطبخ الحرب الصهيوفرنسي ليقنع الأوروبيين الأبرياء و يستخدم من أجل ذلك كل مصطلحات التهديد والوعيد و التخويف , لكل من يجرؤ على قول غير ما يقولون .وعندما يتجرأ السياسي الفرنسي المعروف جان لوك ميلانشون رئيس حزب فرنسا المتمردة, على التذكير بالقضية الفلسطينية , و الحفاظ على حياة الفلسطينيين يواجهونه بهجوم صاعق عليه
بهدف قتله سياسيا و افقاده ثقله في المجتمع الفرنسي و تحذيره من السقوط في الانتخابات الرئاسية القادمة , علما بأنه كاد ينجح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لولا تآمر ايمانويل ماكرون عليه .
أعيش في أوروبا منذ اربعين عاما , عاصرت و تابعت خلالها الحرب على افغانستان و العراق و ليبيا و سوريا و شهدت أداء عصابة الحرب الصهيوغربية التي تجتمع عبر وسائل الاعلام لإدارة المعارك خلال كل تلك الحروب و ما تميزت به من عدوانية شرسة , لكنني لم أر أبداً بمثل عدوانية هذه العصابة التي تدير الحرب على المقاومة الفلسطينية ..كبار المختصين و الخبراء بكل الحروب العسكرية و الإعلامية و النفسية يظهرون على
شاشات التلفزة ليل نهار و الشرر يتطاير من أفواههم و عيونهم و يصبون جام غضبهم على المقاومة التي تمردت عليهم و كسرت شوكتهم و هيبتهم .
لم أر في حياتي مثل هذه العصابة و قدرتها الهائلة على الكذب و الخداع و النفاق خاصة و هي تصف كيف يقطع المقاومون رؤوس الأطفال في فلسطين كما لو أنهم كانوا شاهدون على ذلك ..كل شيء مباح لهم ليتمكنوا من استعادة قبضتهم على مقدرات الشعب الفلسطيني و خيرات كل البلاد العربية .
لا شك أن ايمانويل ماكرون الذي رأسوه على فرنسا بالحيلة هو الذي يرأس هذه العصابة و يوجهها و ينسق عملها مع زعيمة الشر في العالم , أمريكا و غيرها من القوى الصهيوغربية .ينسقون مع بعضهم تماما كما فعلوا عام 1095 عندما شنوا حروبهم الصليبية على الشرق و
الصليب منهم براء , و التاريخ يحتفظ بكل جرائمهم و هم يشوون الأطفال و يأكلون لحومهم في انطاكية و معرة النعمان ..كما سجل التاريخ جرائمهم في مصر و الجزائر و سورية و العراق . جرائم تعيش في ذاكرتهم و تشكل لهم خزانا من تراكم الخبرات في السيطرة و النهب و الحقد و الخداع من اجل الوصول إلى ما يريدون دون محرمات و لا أي وازع أخلاقي بالرغم من ترديدهم ليل نهار(حرية ….. مساواة …. أخاء .)
كل هذا الكم الهائل من البروباغندا الكاذبة تقوم بها العصابة الصهيوغربية لإقناع و خداع الشعوب الاوربية البريئة و جعلها تقبل و تقدم المال و الرجال لمشروعهم الاستعماري ولتنتصر على مجموعة قليلة من الفلسطينيين العظام الذين كتبوا أسماءهم على جبهة الشمس يوم السبت 7 / 10 / 2023 و يغيّرون قدر أمتهم و العالم …..
كل هذا يجري و ما تزال معظم الحكومات العربية في حالة ضعف و وهن سيحاسبها التاريخ عليه .
كل هذا يجري و معظم المؤسسات و الاتحادات و النقابات و الشخصيات التي تدّعي النضال والكتابة و الثقافة و الفن ما تزال تغط في سبات عميق , أو تتبادل التهاني بالأعياد و المناسبات وترسل لبعضها الزهور مسبقة الصنع , وتوقيع كتب الغزل و صناعة مسلسلات باب الحارة ,
سيحاسبكم التاريخ و يضعكم في خانة عالة على الوجود !!!
حياتكم و العدم سواء لأن شرف الانتماء الوطني و الدفاع عن الوطن هو وحده الجدير بالحياة .
يا أبطال فلسطين , أنحني لهاماتكم و من معكم لأنكم أعدتم أمتكم إلى مسرح التاريخ .
(سيرياهوم نيوز ٢-الكاتب)