د.ريم حرفوش
ليس جميلاً أن تكوني فراشة في عصر الذئاب ..
وألوانك الزاهية تتلون كقوس قزح ..
أسطورية النغمات كخرافات ألف ليلة وليلة ..
منحك الرب جناحين في الليلة بعد المائة من حكايا شهرزاد ..
اتركي الأرض لمن لايجيدون سوى النظر تحت أقدامهم ..
وإقناعك أنهم هم الذين حرروا حواء وقطفوا لأجلها التفاح ..
وفي أعماقهم هم جداً كاذبون ..
حلّقي وابتعدي ولاتنظري خلفك ..
فالسياف الغافي سيستيقظ ذات فجر ..
وينفذ فيك أمر شهريار ..
لاهوية لك هنا قد تم وأدك منذ أول صرخة ..
أنت مجرد كأس نبيذ وشموع تذوب في خيمة غافية خلف السراب ..
هل تعتقدين أنهم يفهمون معك لغة الضاد ..
لو تشرحين لهم ألف عام وعام ..
على ماذا تثورين ولماذا تتمردين ..
قوم لايرون فيك سوى ألوان الإغراء ..
يتراكضون حولك بفوانيسهم ..
ب أيُّها ستحترقين أولاً وثانياً وعاشراً ..
وبين الدخان والضباب هناك تتساقطين رماداً في منفضة سجائر عتيقة ..
وستائر نوافذ بالية ..
تشي كم من الفراشات قبلك مررن على فراش القمر ..
حيث حكايات العشق والسهر مجرد وهم ..
اخترعه العابرون على جسد أنثى ..
ليغزلوا منه شباك العنكبوت ..
حيث تقع الفريسة تلو الأخرى ..
الهوى .. إشاعة تحكي عن عاشق متهور أحب حتى الجنون فراشة النور ..
فأحرقوه معها ..
في هذا الزمان والمكان لا يؤمنون بالحب ..
أو ربما الوقت قد ابتلع القلوب ..
وطحنها مع الحرب المجنونة وليمة دسمة للذئاب البشرية ..
غادري سيدتي ..
لايمكن في زمن الموت أن تعيشي كفراشة ..
احملي أجنحتك وحلقي ..
فهناك لابد ان أفقاً في فضاء ما بانتظارك ..
تحتسين قهوتك الصباحية بهدوء ..
تبتسمين بكل الأمان ..
لاأحد قادر على الوصول ..
إلا إذا قرر متعمداً على عتبات الجناح الزاهي ..
خوض حماقة الانتحار ..
(سيرياهوم نيوز ٢)