باسل علي الخطيب
كان ذلك وبعض حماس تنهش بعض لحمنا، كان تنظيم اكناف المقدس التابع لحماس الذي أنشأه صلاح ابو صلاح، وقاده مأمون بشر يوسف الجالودي الذي اعتقلته السلطات السورية، وتولى قيادتها لاحقاً محمد زغموت واسمه الحركي احمد المشير، والثلاثة مرافقون شخصيون لخالد مشعل…
هذا التنظيم كان يقاتل كتفاً إلى كتف مع داعش ضد الجيش العربي السوري في مخيم اليرموك…..
أثناء تلك الأيام العصيبة جداً على الدولة السورية من كل النواحي، وقد أدركت المقاومة الفلسطينية في غزة أن لا قبل لها على مواجهة دبابات الميركافا الصهيونية المحدثة إن حصل أي اجتياح بري لغزة، فليس لديهم أي وسلة سوى العبوات الناسفة الثقيلة، ولكن هذه دونها خسائر بشرية كبيرة من المقاومين، عدا أنه يمكن كشفها بسهولة….
طلبت قيادة القسام الجناح العسكري لحماس من السيد حسن نصرالله صواريخ الكورنيت المعدلة المضادة للدروع، أجاب السيد حسن أن هذه الصواريخ قد استلمها من سوريا ويجب أن يسأل السيد الرئيس السماح له بتسليمها للمقاومة في فلسطين، سافر السيد حسن للقاء السيد الرئيس لسؤاله، لم يحتج الأمر أكثر من دقيقة وسؤال واحد ليجيب الرئيس بالايجاب، فالكبار يبقون كبارا، ،وعندما يكون على المحك هكذا أمر، سورية تنسى، وهكذا هو ديدن الجمهورية العربية السورية والجيش العربي السوري والقيادة السورية…..
هذه الحادثة نقلتها لكم وبالحرف عن السيد حسن نصرالله…
قلت أعلاه أن صواريخ الكورنيت كانت معدلة، دبابة الميركافا المحدثة قادرة على استشعار أي صاروخ مضاد للدروع يتجه نحوها فتطلق عليه قذائفاً تدمره، أجهزة الرصد في هذه الدبابات تحتاج على الأقل ثلاثين ثانية حتى تكتشف الصاروخ، اكتشف السوريون هذه الميزة، فقاموا من جهة بتعديل الصاروخ من خلال زيادة سرعته، واخبروا المقاومين أن عليهم أن يطلقوه من مسافة اقرب، كل ذلك حتى يكون الوقت من لحظة إطلاقه حتى إصابة الهدف لايتحاوز عشرين ثانية…
كان ذلك، وكانت مجزرة دبابات الميركافا في وادي الحجير في جنوب لبنان في حرب 2006، حيث تم إبادة لواء مدرع صهيوني بالكامل عبر تدمير 34 دبابة…..
يديعوت احرنوت ليست صحيفة صهيونية عادية، هي أكثر الصحف الصهيونية انتشاراً وتأثيراً،……
كل الأسلحة. بما فيها الأجهزة اللوجستية التي استعملتها المقاومة الفلسطينية في عملية 7 تشرين الاعجازية وكل ما تلاها من صواريخ وغيرها اتت من سوريا خلال السنتين الأخيرتين…
هذا الكلام اقتبسته لكم من جريدة ايديعوت احرنوت…
حسنا، دعونا نتفكر قليلا كيف وصلت هذه الأسلحة من سوريا إلى غزة؟!!…
عبر البحر؟؟؟…مستحيل، يمكن كشفها بسهولة…
لم يبق الا الطريق البري من سيناء، تخيلوا إذاً معي هذا المشهد، يتم تهريب الأسلحة من سورية إلى الاردن أو السودان ومنها إلى مصر ومنها إلى سيناء وبعدها إلى غزة!!!…
تخيلوا إذا حجم المخاطر وحجم الصعاب وحجم التضحيات وحجم البراعة لإيصال هذه الأسلحة إلى المقاومين، والله وحده يعلم ودمشق كذلك كم كلف ذلك من أرواح وأموال وحرق اعصاب وتفكير، والأهم من ذلك كله تبعات سياسية واقتصادية وعسكرية على سورية باهظة الثمن….
الصحيفة الصهيونية قالت إن هذه الأسلحة كان يجري تهريبها تحت غطاء تهريب المخدرات، حسناً هل لي إلا أن أشعر بالفخر من جهة، و بالضحك من جهة أخرى؟؟!!….
الضحك أنه يخطر على بالي أن هناك مجموعة من الرجال الجنود المجهولين من ابطال هذا الجيش، وقد أدوا الأمانة إلى غزة، يجلسون في غرفة بسيطة ما إلى طاولة متواضعة، يمارسون المتة، ويتندرون فيما بينهم على كل هذا الهراء….
أما الفخر أن بلدي وحكومة بلدي قد تحملوا كل تلك الاتهامات فيما خص المخدرات من قبل الامريكان والأعراب….
على سيرة المخدرات، هل تعرفون أن كارتل المخدرات في الولايات المتحدة يساهم ب433 مليار دولار في الميزانية الأمريكية، و أن عصابات الموت التي أنشأتها الولايات المتحدة في السلفادور مولتها من تجارة المخدرات، أضف إلى ذلك عصابات الكونترا التي حاربت الثورة الساندينية. الشعبية ورئيسها دانيال اورتيغا في نيكاراغوا، مولتها المخابرات الأمريكية من تجارة المخدرات؟؟!!..
هناك أمثلة كثيرة وكثيرة، استطيع أن اكتب عشرات المقالات عن انغماس المخابرات الأمريكية في تجارة المخدرات لتمويل عملياتها القذرة على مستوى العالم..
طبعا كانت تقوم الولايات المتحدة بين الفينة والأخرى ببعض الحركات الاستعراضية، لتبين أنها تحارب تجارة المخدرات كما حصل عندما اعتقلوا رئيس بنما مانويل نوريغا عام 1989 من قصرة. في العاصمة بنما سيتي، أو عندما اعتقلوا بارون المخدرات الكولومبي بابلو اسكوبار، هذا البارون كان باروناً في ال СIA، شاهدوا فيلم Amirecan made…..
ترى من قال أنه ليس هناك أفصح من العاهرة عند الحديث عن الشرف؟….
وعلى سيرة هؤلاء الاعراب الذين يتهموننا، أريد تذكيركم أن أكثر دول العالم استهلاكاً للمخدرات والمسكرات كنسبة مئوية لعدد السكان هي مشيخات النفط وتحديدا الكيان الوهابي، وهناك إحصائية تقول إن أكثر 70 بالمئة من شباب الكيان الوهابي مدمنون على المخدرات والمسكرات، هناك مجال آخر تحتل فيه هذه الكيانات الوظيفية المرتبة الأولى على مستوى العالم، ألا و هو استهلاك الفياغرا، وازيدكم من الشعر بيتا واخبركم أن هذه المشيخات هي أكثر دول العالم إنفاقا على مساحيق التجميل وعمليات التجميل، العام الماضي لوحده أنفقوا 15 مليار دولار على ذلك
ولكن أي مساحيق تستطيع تغطية كل تلك البشاعة؟!!…
هل تعرفون أنهم ارسلوا مساعدات إلى غزة بقيمة مليون ونصف دولار ثلثيها أكفان؟؟…..
فبأي آلاء ربكم تكذبون؟!….
اتهمونا كما شئتم، فنحن ورغم انف مليك الاردن ذو النياشين والأوسمة، ورغم انف كافور مصر، السيسي إياه، ورغم انف كل أولئك الاعراب، هاهي قذائفنا تسحق دبابات الميركافا، هاهو رصاصنا يقتل الجنود الصهاينة، و هاهي صواريخنا تدك المستوطنات والمستعمرات الصهيونية…
نعم، كم من مرة سخرتم من جملة الرد في المكان والتاريخ المناسبين؟….
هاكم الرد، كل صاروخ وقذيفة ورصاصة بغارة من تلك الغارات، ولانحتاج أن نكلف خاطرنا ونرميكم من حيث نحن، فرجال القسام يقومون بواجب الضيافة على أكمل وجه…
ولكن…
نعم ولكن…
ويل لكم إن تحرك ذاك الاصبع أو هذا الاصبع…..
يلومنا البعض على الصمت، واللوم هنا هو لوم الخائف والمترقب، وليس لوم الغيور أو الحريص….
هل سمعتم بالصمت المهيب؟!!..
دمشق صامتة…
والسيد حسن صامت…
ولسان حالنا، دعهم في خوفهم يتخبطون، فنحن لانحتاج أن نتكلم، صواريخنا تتكلم عنا….
بعيد معجزة 7 تشرين كتبت ” أنه قبل أشهر حجت حماس إلى القصر الجمهوري في دمشق، اليوم حماس حجت إلى قلوبنا”…..
أوردت ما أوردت أعلاه عن حماس لأقول، أن كل رصاصة تطلقها حماس على الصهاينة تجب ماقبلها، أوجه هذه الكلمات إلى أصحاب الرؤية النفقية، الذين لا يرون أبعد من انوفهم، والذين مازالوا هم هم، يقيسون الوطن والمصير على وجع هنا أو دمعة هناك، لست اهتم بالخلفية الأيديولوجية لحماس، ولايهمني أي كلام أو تعليق حول هذا، هؤلاء يحاربون الصهاينة، إذا هم اخوة وسند وظهير وانصار، دمهم دمنا، ووجعهم وجعنا،و اهلهم اهلنا، وقتلاهم شهداؤنا…..
ونقطة على السطر…..
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ٢)