قال رئيس مركز أبحاث ألماني مناهض للتمييز إن معاداة السامية زادت في ألمانيا منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، موضحا أن الألمان أصبحوا مستعدين جدا لتجاهل جرائمهم الماضية وانتقاد إسرائيل.
وكشف نيكولاس ليل اليوم الثلاثاء أحدث ما رصدته مؤسسته (أنطونيو أماديو) عن معاداة السامية. وجاء في الرصد أن اليمين المتطرف في ألمانيا حقق بعض النجاح في الدفع برواية جديدة عن التاريخ تسعى إلى تحرير ألمانيا من العبء التاريخي المتمثل في كونها الدولة التي قتلت ستة ملايين يهودي في المحرقة (الهولوكوست).
وقالت عالمة الاجتماع بيت كويبر إن 5.7 بالمئة من السكان أظهروا مواقف معادية للسامية، بما يعادل ثلاثة أضعاف المستوى الذي كان قبل عامين. وأضافت أنه رغم أن الأشخاص من ذوي الأصول التركية أو الروسية هم الأكثر احتمالا أن يكون لديهم معتقدات معادية للسامية، يمثل الشباب معظم الزيادة.
وشهدت ألمانيا موجة من الاحتجاجات على القصف الإسرائيلي المستمر منذ شهر لغزة، والذي بدأ بعد هجوم مقاتلي حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي واحتجاز 240 رهينة.
وركزت السياسة الخارجية والثقافية التي انتهجتها ألمانيا في مرحلة ما بعد الحرب بشكل كبير على استعادة الاحترام الدولي الذي دمره النازيون بقيادة أدولف هتلر بطرق من بينها السعي إلى إقامة علاقات وثيقة مع إسرائيل والقيام بمبادرات للتكفير عن الذنب.
وقال ليل للصحفيين “اليمين المتطرف يحدث تصدعات في ثقافة ذاكرتنا”، مضيفا أن المؤرخين التقدميين لعبوا أيضا دورا حين قالوا إن ألمانيا يمكن أن يكون لها نفس علاقات الدول الغربية الأخرى مع إسرائيل.
وأضاف “في هذه المناقشات، تضاءل دور معاداة السامية المرتبطة بإسرائيل… وقالوا إن انتقاد إسرائيل من بلد المحرقة أمر جيد”.
وشمل الهجوم في ألمانيا على إسرائيل منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول رسم نجمة داود على المباني وإلقاء زجاجات حارقة على المعابد اليهودية وتدنيس القبور اليهودية.
وقال فيليكس كلاين مفوض الحكومة لمعالجة مسألة معاداة السامية في إشارة إلى مذبحة عام 1938 “يؤلمني أن أقول هذا قبل يومين فقط من ذكرى ليلة الكريستال… سم معاداة السامية لا يزال موجودا”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم