شجون تتكرر وصيحات تتعالى كل عام من قبل مزارعي طرطوس، فلا دعم زراعي أخذوه، ولا مستلزمات إنتاجهم الزراعي تم تأمينها لهم من مازوت وبذار وأسمدة، وكان من المفترض أن يلقوا كل الدعم والتسهيلات باعتبار الزراعة هي أساس اقتصادنا الوطني.
ويتساءل مزارعو طرطوس في شكواهم لصحيفة “الثورة” عن سبب حرمانهم من الأسمدة وخاصة اليوريا منذ عامين وحتى تاريخه، ولماذا تأخر توزيع الأسمدة هذا العام أو بمعنى أدق (توقف توزيعه بانتظار تسعيره) وهل سيطول انتظار المزارعين وموسم الزراعة بدأ للموسم الشتوي والحاجة ماسة لوجود السماد واستكمال العملية الزراعية؟
رئيس الرابطة الفلاحية في القدموس هيثم سليمان أفاد في حديثه “للثورة”: تم إيقاف بيع الأسمدة منذ مطلع الشهر التاسع، وما زال الفلاحون بانتظار قرار بتوزيع الكميات القليلة المتوفرة في المصارف الزراعية في المحافظة نظراً للحاجة الماسة وأهمية مادة الأسمدة في العملية الزراعية، مضيفاً: على سبيل المثال يحتاج الفلاحون للأسمدة الفوسفاتية في مطلع شهر تشرين لإضافتها للمحاصيل الشتوية والأشجار المثمرة وقبل الفلاحة الخريفية، حيث تم في السنوات الماضية حرمان الفلاحين من الأسمدة المخصصة للتبغ والأشجار المثمرة، وإعطاء مزارعي القمح نصف الكميات المخصصة للزراعة وعليهم تأمين باقي الكميات بمفردهم ومن خارج المصرف، وهذا يعني اللجوء للسوق السوداء وأسعارها الكاوية وعدم ضمان تلك الأسمدة والتي تسبب ضرراً للمزروعات لعدم معرفة مصدرها، ومع هذا يغامر الفلاحون ويشترونها بأسعار عالية وبأكثر من ضعف السعر الذي يبيعه المصرف الزراعي، ليستمروا في سلسلة لا تنتهي من المعاناة جراء غلاء فاحش يلاحقهم بكل مستلزمات الإنتاج الزراعي.
وقدم سليمان أمثلة عن أسعار الأسمدة في السوق السوداء حيث يتراوح سعر كيس السماد أزوت 46٪ ما بين 600 ألف إلى مليون ليرة حسب المنشأ، أما السوبر فأسعاره بين 250 إلى 300 ألف ليرة، داعياً الجهات المعنية لتوفير مستلزمات الإنتاج وعلى رأسها الأسمدة بكميات كافية وأسعار مناسبة وفي الوقت المطلوب لتسميد الزراعات، وألا يقتصر توزيعها على محصول واحد، مؤكداً أن عملية التأخر بالتسعير وتسليم المادة من فوسفات وآزوت سيؤثر سلباً على الزراعة وستكون هناك مساحات كبيرة خارج الخدمة.
رئيس الرابطة الفلاحية في طرطوس نسيم نعمان أكد أن مشكلة غياب الأسمدة الزراعية التي تعتبر العمود الفقري للنشاط الزراعي يجب أن نجد لها حلاً مع معاناة تتكرر كل عام، واليوم بداية الموسم الزراعي، وهناك ضرورة حتمية لاستخدام سماد السوبر الذي ينثر مع أول حراثة لأي محصول شتوي، وهذه المادة موجود كميات معينة منها لدى المصرف الزراعي، ولكن لا يتوفر قرار الإدارة العامة للمصارف التي تسمح ببيع هذه الأسمدة للفلاحين باعتبار أن أغلب محاصيلنا شتوية وحاجتنا ماسة للسماد في هذه المرحلة، علماً أنه لم يصدر حتى تاريخه أي سعر لها، وهي متوفرة في السوق السوداء وتتجاوز قيمتها 200 ألف ليرة، أي ضعف قيمتها في المصرف الزراعي، أما الأسمدة الآزوتية نوع (يوريا) فسعرها في السوق السوداء ما يقارب 600 ألف ليرة.
ولفت نعمان إلى أن غياب الأسمدة يشكل أزمة حقيقية لدى الفلاحين فلا زراعة من دون سماد، مناشداً الجهات المعنية البحث بجدية لتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي كافة وعلى رأسها الأسمدة وفي الوقت المناسب، والأخذ بعين الاعتبار زيادة تكلفة الإنتاج التي ستنعكس سلباً على المستهلك والمنتج.
عدد من مزارعي القمح الذين تواصلنا معهم طالبوا بتوفير سماد (يوريا وسوبر فوسفات) نظراً لأهمية سماد سوبر فوسفات الذي يرش خلال زراعة القمح، علماً أن تسعيرة هذا السماد حكومياً لم تصدر حتى تاريخه، ما يثير قلق الفلاحين لجهة تأمينه وتسعيرته المدعومة، مشيرين إلى توفر جميع الأسمدة في السوق السوداء ولكن بأسعار باهظة الثمن.
من جهته رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش أكد أنه لم يتم هذا العام وحتى تاريخه توزيع أي نوع من الأسمدة بالرغم من الحاجة الماسة لسماد السوبر في مثل هذا الوقت من السنة، مشيراً إلى أنه تم العام الماضي توزيع سماد سوبر فوسفات على كل المحاصيل، باستثناء مادة السماد الآزوتي (اليوريا) التي لم نحصل عليها منذ عامين، والتي تم توزيعها حصراً لمحصول القمح في محافظتنا، هذه المحافظة التي تتميز بتعدد المحاصيل فيها (حمضيات، زيتون، تفاح، لوزيات، وبيوت محمية، وزراعات صيفية) وبالرغم من كل هذا التعدد الزراعي هي محرومة من سماد اليوريا، موضحاً أنهم قاموا بمخاطبة المصرف الزراعي والذي ينحصر دوره كوسيط، وعندما تأتيه الأسمدة يقوم بتوزيعها، لافتاً إلى أنه تم التواصل مع وزارة الزراعة عن طريق اتحاد الفلاحين ولكن الإجابة كانت هذه هي الإمكانيات!.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة