حذر تقرير جديد عن الجفاف العالمي الذي أصدرته اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين من أن الجفاف أصبح قاتلاً صامتاً مع تفاقم تغير المناخ، وحذروا من أنه سوف يحصد المزيد من الأرواح، ويسبب خسائر اقتصادية، ويؤثر بشكل خطير على بعض المناطق المأهولة بالسكان أكثر من أي وقت مضى.
وقال التقرير: “على عكس الكوارث الأخرى التي تجتذب اهتمام وسائل الإعلام، تحدث حالات الجفاف بصمت، وغالباً ما تمر دون أن يلاحظها أحد وتفشل في إثارة استجابة عامة وسياسية فورية. ويؤدي هذا الدمار الصامت إلى إدامة دورة من الإهمال، مما يترك السكان المتضررين يتحملون العبء منعزلين عن العالم.”.
وقال إبراهيم ثياو الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، في تصريح صحفي: “يتحدث تقرير عن الجفاف العالمي عن مدى أهمية وإلحاح هذه الأزمة والقدرة العالمية على الصمود في مواجهتها مع تزايد تواتر وشدة أحداث الجفاف، ومع تضاؤل مستويات الخزانات المائية وانخفاض غلة المحاصيل الزراعية، مع استمرارنا في فقدان التنوع البيولوجي وانتشار المجاعات.”، و”هناك حاجة إلى التغيير التحويلي، ونأمل أن يكون هذا المنشور بمثابة دعوة للاستيقاظ.”.
ويعرض التقرير بيانات تسلط الضوء على مدى تأثير ظروف الجفاف بشدة على مناطق من العالم، ويشير إلى أن حوالي 5 بالمائة من الولايات المتحدة تعاني من الجفاف الشديد.
وعانت الولايات المتحدة الغربية من الجفاف الشديد في السنوات الأخيرة، وتتسبب ظروف الجفاف الشديد، المقترنة بالإفراط في استهلاك المياه، في حدوث أزمة مياه في المنطقة.
وقال دانييل تسيجاي مسؤول البرامج في وحدة مناصرة السياسات العالمية والتعاون الإقليمي في الأمم المتحدة: “في حين أن الساحل الغربي ووسط الولايات المتحدة هما الأكثر تضرراً بشكل عام من الجفاف، فإن الولايات من السهول الكبرى إلى الساحل الغربي تتأثر بانتظام ببعض الجفاف.”، و”خارج الغرب يعاني جزء كبير من الشمال الشرقي من الجفاف.”.
ولا تتأثر الولايات المتحدة فقط بأزمة الجفاف، بل يحذر التقرير من أن البلدان في جميع أنحاء العالم تعاني ويجعلها تحت تأثير تغير المناخ وتهديد غير مسبوق بالخطر القادم ومن المتوقع أن يتأثر حوالي 170 مليون شخص بظروف الجفاف الشديدة إذا استمرت درجات الحرارة العالمية في الارتفاع.
وشهدت أوروبا أحر صيف لها على الإطلاق في عام 2022، وعانى 15 إلى 20 في المائة من سكان الصين من موجات جفاف معتدلة إلى شديدة على مدى المائة عام الماضية.
ويتسبب الجفاف أيضاً في حدوث مجاعات في شرق أفريقيا، التي تعاني من الجفاف منذ سنوات. وتشير التقديرات إلى أن 23 مليون شخص يعيشون في القرن الأفريقي يعانون من “انعدام الأمن الغذائي الشديد”.
وقال تسيجاي: “لا يوجد بلد محصن ضد الجفاف. وفي حين أن آثار الجفاف تضرب أشد البلدان فقراً، فإن البلدان ذات الدخل المرتفع ستظل أيضاً تشعر بآثاره – كما رأينا في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وأوروبا.” و”إذا استمر الجفاف في التفاقم عند هذا المستوى فسنشهد المزيد من انعدام الأمن الغذائي، والهجرة القسرية، والصراعات على الموارد المتضائلة، وتضاؤل مستويات الخزانات المائية، وانخفاض إنتاجية المحاصيل، وفقدان التنوع البيولوجي.”.
ويسلط التقرير الضوء على عدة طرق يمكن للبلدان في جميع أنحاء العالم من خلالها الاستعداد لآثار الجفاف والتخفيف من آثاره.
وتوصي بالاستثمار في المحاصيل المقاومة للجفاف، وطرق الري الفعالة لضمان عدم تأثر الزراعة بشدة، لذلك يجب على الدول أخذ التدابير اللازمة واعتماد أنظمة إمدادات المياه مستدامة من أجل الحفاظ عليها .
ويشير التقرير إلى أن “العديد من البلدان تعاني بالفعل من المجاعة الناجمة عن تغير المناخ.”، وهذا ما يؤدي إلى تتزايد الهجرة القسرية على مستوى العالم، والصراعات العنيفة على المياه آخذة في الارتفاع، والقاعدة البيئية التي تمكن جميع أشكال الحياة على الأرض تتآكل بسرعة أكبر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية المعروف.
ويضيف التقرير: “ليس لدينا بديل للمضي قدماً بطريقة تحترم حقوق الكوكب.”، و”الحدود والترابط بين جميع أشكال الحياة، نحن بحاجة إلى التوصل إلى اتفاقيات عالمية ملزمة لاتخاذ تدابير استباقية من قبل الدول للحد من نوبات الجفاف.”.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة