صناعة قرار الحرب في الولايات المتّحدة تتخطّى البيروقراطيات التي تشغل البيت الأبيض والبنتاغون، وتعود إلى شبكة مصالح الأوليغارشيّة الأميركية نفسها التي تأتي بالإدارات المتعاقبة وتعمل في كواليس مؤسّساتها. وبالتّالي، استناداً إلى النظريّة اللينينية، فإنّ الحروب التّي ترعاها الولايات المتّحدة، ولا سيّما العدوان السافر على غزة، ليست حروباً عبثيّة، بل حروب تُشنّ وفقاً لحسابات الإمبريالية من الكلفة والرّبح التي تصوغها مراكز الأبحاث على شكل دراسات علميّة. تبرز، في دراسة الأوليغارشيّة الأميركيّة، ديكوتوميّة متكرّرة، تنعكس أيضاً ظاهرياً في مشهد مراكز الأبحاث في واشنطن. فتجد منظّري التيّار اليميني «الأيديولوجي» في مقابل مفكّري التيّار الليبرالي «البراغماتي». لكنّ التّمايز بين الاثنين ليس إلا الفرق بين رموز الإمبراطورية الأكثر شهرة: «العم سام» وما يمثّله من عسكرة فظّة و«اللّيدي ليبرتي» وما تمثّله من تحرّر مزعوم.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية