مكتب الادّعاء العام السويسري يتحدث عن وجود شكاوى جنائية ضد رئيس الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، بشأن ارتكاب “إسرائيل” جرائم حرب في عدوانها المستمر على قطاع غزة.
أكّد مكتب الادّعاء العام السويسري، أمس الجمعة، أنّ رئيس الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، كان موضوع عدّة شكاوى جنائية خلال زيارته لحضور الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الـ54 في دافوس بسويسرا، الخميس الماضي، حيث ستجد “إسرائيل” نفسها متهمةً بارتكاب جرائم حربٍ في غزة.
وقال مكتب الادّعاء العامّ، في تصريحٍ لوكالة أنباء “كيستون آس دي آي” (Keystone-SDA)، إنّه “سيتم فحص الشكاوى الجنائية، وفقاً للإجراءات المعتادة”، مضيفاً أنه “سيتمّ الاتصال بوزارة الخارجية السويسرية لفحص مسألة حصانة الشخص المعني”. ولكنّ المكتب لم يكشف عن تفاصيل إضافية تتعلّق بالشكاوى.
ومن جهتها، قالت “كيستون آس دي آي” إنّ الشكاوى تأتي من منظمة “الإجراءات القانونية ضدّ الجرائم ضدّ الإنسانية”، حيث صرّحت المجموعة أنّها تأمل في “فتح تحقيقٍ جنائي بالتوازي مع الإجراءات أمام محكمة العدل الدولية”، كما ذكرت في بيانٍ صحافي: “نحن على قناعة بأنّ سويسرا ملزمة بإجراء تحقيق”.
وتواجه “إسرائيل” حالياً اتهامات بالإبادة الجماعية والتطهر العرقي أمام محكمة العدل الدولية، التابعة للأمم المتحدة، فيما يتعلق بعدوانها العسكري في قطاع غزة.
وفي السياق، تحدث أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية، حسن جوني للميادين، أمس الجمعة، عن الجدوى والمفاعيل القانونية المباشرة لهذه الشكاوى، بحق رئيس الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً إنّ لهذه الشكاوى شقين، وخصوصاً الشق السياسي فهو مهم جداً، أمّا من ناحية القانون فهو له أيضاً أهمية أخرى لكنها معقدة لعدة أسباب.
وأضاف جوني أنّ أساس الطلب هو اتفاقية جنيف، الرابعة مع البروتوكول الأول الذي تعطي الحق لبعض الدول أن يكون قانونها يتمتع بالصلاحية العالمية، يعني أنه ليس بالضرورة أن يكون الشخص المدعى عليه أن يكون حاملاً للجنسية السويسرية، مشيراً إلى أنّ النص الموجود باتفاقية جنيف رقم 4 موجود في كل الاتفاقيات.
اقرأ أيضاً: محكمة العدل الدولية: جنوب أفريقيا ستغيّر “النظام العالمي”
وبعد الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد جرائم الاحتلال في غزة، انضمت كلاً من تشيلي والمكسيك في الادعاء ضد “إسرائيل”.
ويُشار إلى أنّ دعوى جنوب أفريقيا ضد “إسرائيل” في المحكمة الدولية دخلت مرحلة الانتظار المقدرة بنحو ثلاثة أسابيع.
وكان عضو الفريق القانوني لجنوب أفريقيا، زين دنغور، قال في وقت سابق للميادين، إنّه “يصعب على القضاة أن يمنعوا مطلب وقف العدوان على غزة”، مضيفاً أنّ موقف الفريق “كان دقيقاً للغاية، ومستنداً إلى وقائع تُظهر ما تتعرّض له فلسطين من هجومٍ منهجي”.
وانطلقت، في 11 كانون الثاني/يناير الجاري، جلسة الاستماع الأولى في محكمة العدل الدولية في القضية المرفوعة من جنوب أفريقيا ضد “إسرائيل”، بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية في غزّة.
وفي قضيتها المكونة من 84 صفحة، ضمّنت جنوب أفريقيا الدعوى أدلة على أنّ “إسرائيل” تقتل الفلسطينيين في غزة، وتتسبب بأضرار نفسية وجسدية شديدة، وتخلق ظروفاً معيشية” تهدف إلى الإبادة الجسدية لمن هم في القطاع”.
وتشير القضية إلى تعمّد “إسرائيل عدم توفير الغذاء والماء والدواء والوقود والمأوى والمساعدات الإنسانية الأخرى لقطاع غزة في أثناء الحرب”، بالإضافة إلى شنّها غارات متواصلة، أجبرت نحو 1.9 مليون فلسطيني على إخلاء بيوتهم، وقتلت أكثر من 23 ألف شخص، وفقاً للسلطات الصحية في غزة.
سيرياهوم نيوز1-الميادين