سعاد سليمان
أقام فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب ظهر اليوم الاحد جلسة ثقافية , تاريخية عبر محاضرة قدمها الكاتب , والباحث صلاح معنا حول كتابه ” رحلة في بلاد الفينيق ” , بحضور ملأ الصالة , وأغناها بالمداخلات , والنقاش , والحوار .
بداية قدم للمحاضرة الأستاذ منذر عيسى رئيس الاتحاد مؤكدا دعوة الباحث معنا للحديث عن تاريخ محافظة طرطوس , والساحل السوري , والتعريف بعراقة تاريخ هذه المنطقة , ودورها في تشكيل صلة الوصل بين الساحل السوري , وأوروبا , إذ عمل الفينيقيون بالتجارة , واستخدموا الأبجدية التي وضعوها لتنتشر في العالم , واكتشفوا الأرجوان – الصباغ الذي ارتبط باسمهم , وهم أول بحارة جابوا البحر المتوسط , ووصلوا إلى أوروبا ناشرين حضارة المنطقة , وما تزال آثار مدينة عمريت الشاهد على عراقة , وحضارة هذه المنطقة , مؤكدا أهمية وجود أول ملعب أولمبي فيها , وأقدم مرفأ فينيقي على شاطئ المتوسط .
وأضاف موضحا : نخرج من خلال نشاطات الفرع من الابداع في الشعر , والأدب كالقصة وغيرها إلى الدراسات التاريخية , و هذا عامل جذب للمهتمين بالشأن الفكري , والمعرفة المتنوعة عموما .
الباحث والكاتب صلاح معنا وهو من مواليد قرية يحمور وكما تم التقديم له في بداية المحاضرة هو الباحث في المجال التاريخي , والتراثي , ومن نتاجاته :
– مملكة عمريت الفينيقية .
– يحمور تاريخ وأسطورة .
إضافة إلى كتابه موضوع النشاط اليوم , وهو من أدب الرحلات , وتحت عنوان : رحلة في بلاد الفينيق , الذي استمر كاتبه بتأليفه لمدة سبع سنوات .. أكدها الكاتب معنا بالقول : أنه زار أكثر من مئتي قرية قبل أن يكتبه , وخرج بكتابه هذا في التراث , والأدب , والتاريخ , والفن , والرياضة .. إذ يضم الكتاب أكثر من مئتي صورة , وقد تم إصداره بدعم من الأصدقاء , والمحبين .. ويذكر الكاتب أن لديه ثلاثة مؤلفات هي قيد الطباعة اليوم وهي : مذكرات مواطن سوري – مارادونا أسطورة الارجنتين – آلهة , وملوك الحضارات القديمة .
عن نتاجه اليوم يقول : سبع سنوات من الترحال في الساحل السوري الجميل حيث المواقع الأثرية , والشخصيات الأساسية في هذا الساحل وهم شعوب البحر : الكنعانيون – الفينيقيون – من لواء اسكندرون وحتى ساحل فلسطين , وأعمالهم : صناعة السفن , والصيد .. ويؤكد الكاتب أن كتابه هذا هو عمل توثيقي كان يراوده منذ الطفولة وقد بدأه بكتابه : يحمور تاريخ وأسطورة .. ويضيف : كتاب اليوم هو توثيق جاء بالصور المختلفة الموثقة للساحل السوري , وأحداثه , وشخصياته , ويذكر أول ملعب في عمريت , وأول مطحنة للحبوب , والعنب في الساحل , ويتحدث عن الميجانا , وأغاني التراث الشعبي ويؤكد : نفذت ثلاث طبعات من هذا الكتاب رغم ارتفاع التكاليف حاليا , وبدعم من الاصدقاء دون دعم حكومي أو رسمي , ويقول : يستعرض الكتاب 222 قرية في الساحل السوري , وعشرات المواقع الأثرية , والسياحية فيه , وقصص عن المبدعين , والمفكرين حيث الحديث عن أكثر من 120 باحثا , وكاتبا , وعن سبعين صحفيا .
قبل البدء بمداخلات الحضور , أكد رئيس الاتحاد الفرعي منذر عيسى ما قدمه المحاضر حول أهمية تاريخ المنطقة , وضرورة إبراز المظاهر الحضارية , والفكرية , والفنية , والعمرانية فيها تلك التي تركت أثرا لا يزال قائما من خلال الآثار كقلعة يحمور , وحصن سليمان , وبرج صافيتا , وقلعة القدموس , والآثار الفينيقية حيث كان الفينيقيون سادة الساحل السوري , وقد تميزوا بخبرتهم في الابحار , وما تزال آثار أقدم ميناء على ساحل المتوسط مقابل عمريت , متحدثا عن أهمية البحث التاريخي , والعلمي , والسياسي , وعن ضرورة التنويع في تقديم المحاضرات , وبشتى المجالات ومعلنا عن إقامة نشاط الاسبوع القادم لفرع الاتحاد عبر قراءة في كتاب بعنوان : فارس وتخوم للشاعر والاعلامي توفيق أحمد نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب بسورية , يقدمها الأديب عصام حسن .
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)