ناصر النجار
تقام غداً وبعد غد مباراتا ذهاب نصف نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم، الفرق الأربعة على بعد مسافة واحدة من اللقب، وطموحها الأكيد الحصول على اللقب، الفتوة يريد نيل اللقب ليظفر بالجمع بين لقبي الدوري والكـأس وليثبت للجميع أنه الفريق الأفضل هذا الموسم.
تشرين بطل الكأس يريد أن يحتفظ بلقبه وأن يعوّض ما فاته هذا الموسم بعد أن خسر رهانه على اللقب وكان الوصيف الثاني في الدوري.
أما الوحدة فهو وصيف الكأس الماضية، مرّ هذا الموسم بمراحل عديدة من عدم التوازن وكان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط، لكنه بعد أن دخل مرحلة الأمان، بات يفكر ببطولة يبدأ معها عهداً جديداً مع كرة القدم ليستعيد تاريخه وألقه وإنجازاته مع البطولات وخصوصاً أن إدارته الجديدة تبحث عن بداية جديدة لها مع النادي ببطولة تدفعها نحو المزيد.
حطين رابع الأركان أعد هذا الموسم فريقاً مكتملاً بكل شيء، يملك مقومات البطولة، لكنه فقد شخصية البطل، تعثر أكثر من مرة بمناسبة وبغير مناسبة وتراجع من مركز المنافس على اللقب إلى خامس الترتيب، هدف حطين البطولة ولا شيء غيرها، ولأجل ذلك تعاقد مع مدرب جديد (أحمد عزام) لتحقيق هذا الهدف.
المباراة الأولى على ملعب الجلاء بدمشق تجمع الوحدة مع حطين يوم الجمعة، والمباراة الثانية على الملعب نفسه ويلتقي فيها الفتوة مع تشرين يوم السبت مباراتا الإياب ستقامان على ملعب الباسل في اللاذقية يومي الجمعة والسبت من الأسبوع القادم.
كل الفرق ستلعب مباراة الذهاب مكتملة الصفوف باستثناء تشرين الذي يغيب عنه حسن أبو زينب ومحمد البري لعقوبة انضباطية.
المباراة الأولى
الوحدة مع حطين متقاربان في المستوى في الوقت الحالي، ومتقاربان في مستوى الوضع الحالي، فالفريقان يعيشان في جو أسروي جيد من خلال استقرار إدارة الناديين ودعمهما لفريقيهما، ظروف التخبط الذي عاشه فريق الوحدة في ظل الإدارة السابقة جعلته في مهب ريح هذا الموسم، وكان جهد الإدارة الجديدة لفريق الوحدة الوصول إلى الاستقرار والحفاظ على موقع الفريق في الدوري الممتاز، ولذلك كانت خطواتها متوازنة مع الفريق، فلم تغيّر فيه أي شيء ولم تستبدل المدرب، وإنما عملت على إضافة بعض الرتوش البسيطة على الفريق، والجميع لاحظ التطور الحاصل على صعيد الأداء والمستوى والنتائج، والفوز الأخير على الفتوة بهدف أثبت هذه المعادلة لذلك يمكننا القول: فريق الوحدة في طريقه إلى التعافي.
الوحدة زائر دائم للأدوار المتقدمة من كأس الجمهورية وفي الموسمين الماضيين كان له وجود مؤثر، ففي موسم 2022 وصل إلى ربع النهائي والتقى مع تشرين فتعادل في الذهاب بهدف لهدف وسجل هدفه فراس أكريم، لكنه خسر الإياب بهدف وحيد وخرج من البطولة.
وفي الموسم الماضي 2023 فاز في الدور الثاني على الحوارث 4/صفر وسجل أهدافه الغاني محمد أنس هدفين وقيس الحسن وعلي رمضان، وفي دور الـ16 فاز على الحرية 2/1 وسجل هدفيه يحيى الكرك وقيس الحسن، وفي ربع النهائي فاز على حطين بالنتيجة نفسها وسجل له فراس أكريم ومصطفى حمو، وفي نصف النهائي تجاوز الكرامة بركلات الترجيح 5/4 بعد التعادل السلبي ليخسر اللقب أمام تشرين بهدف، ونلاحظ أنه خرج من الكأس في الموسمين الماضيين أمام تشرين!
في الموسم الحالي، فاز على الحوارث 5/صفر في الدور الثاني وسجل له المالي سيكو تراوري ثلاثة أهداف وكل من مصطفى حمو وماهر دعبول هدفاً واحداً، في دور الـ16 فاز على المجد بأربعة أهداف نظيفة سجلها قيس الحسن هدفين وكاوا عيسى ومصطفى حمو، وفي ربع النهائي تغلب على الوثبة 3/1 وسجل الأهداف الثلاثة المدافع يوسف محمد من ركلة جزاء والمالي سيكو تراوري وفراس أكريم.
حطين مشاركته في كأس الجمهورية في المواسم الماضية اتسمت بالمزاجية، فتارة يتعامل معها بجدية وتارة دون ذلك وقد يخرج من الدور الأول كما حدث في موسم 2022، وفي الموسم الماضي تجاوز الدور الثاني بفوزه على شهبا 3/1 وسجل أهدافه أيمن عكيل وعماد الحموي وأحمد صوفي من ركلة جزاء، في دور الـ16 تجاوز فريق المحافظة بركلات الترجيح 4/2 بعد التعادل 1/1 وسجل هدف حطين علي سليمان، وفي ربع النهائي خسر أمام الوحدة 1/2 وسجل هدفه حمود الحمود، وهذا الموسم يريد الثأر من الوحدة ليعوض خسارة الموسم الماضي.
هذا الموسم حقق النتيجة الأكبر بفوزه في الدور الثاني على فريق صافيتا بأحد عشر هدفاً، وسجل أهدافه كل من: عز الدين عوض ثلاثة أهداف والعاجي ديكو إبراهيم آبو هدفين وسجل هدفاً واحداً كل من: الأرجتنيني أليكسيس بارازا ومحمد كروما ومؤنس أبو عمشة وسليمان رشو وعبد الهادي دالي وسعد أحمد، وفي دور الـ16 فاز على جبلة بهدفين لسليمان رشو ومرديك مردكيان، وفي ربع النهائي فاز على أهلي حلب 3/1 وسجل أهدافه الثلاثة ديكو إبراهيم آبو.
في الموسم الماضي كان الفريقان مهددين بالهبوط وكانت الكفة متساوية بين الفريقين، لكن الوحدة فرض نفسه على حطين بلقاء الكأس، في الدوري تعادلا مرتين 1/1 في الذهاب سجل لحطين علي غصن وأضاع أيمن عكيل ركلة جزاء، وسجل في الإياب أيمن عكيل، وسجل هدف الذهاب للوحدة لؤي الشريف، بينما أدرك الوحدة التعادل في الإياب بهدف الغاني محمد أنس من ركلة جزاء جاءت في الدقيقة 98.
هذا الموسم فرض حطين هويته على الوحدة ففاز ذهاباً وإياباً، في الذهاب فاز بهدف عز الدين عوض، وفي الإياب بهدفي عبد الهادي دالي وسعد أحمد مقابل هدف ماهر دعبول.
من الناحية النظرية فإن الأوراق التي يملكها حطين على صعيد اللاعبين أفضل مما هو عند الوحدة فحطين يملك مجموعة متجانسة من اللاعبين إضافة لمدرب خبير بالكأس، الوحدة يملك مجموعة جيدة من اللاعبين بين المخضرمين والشباب وقد تحسن أداء المجموعة في الفترة الأخيرة.
وبالطبع فإن مباراة الكؤوس تختلف كلياً عن غيرها من المباريات، وفيها يتم توظيف إمكانيات كل اللاعبين خدمة للفوز، وهذا يحتاج إلى أسلوب لعب خاص يتبعه المدربان.
بكل الأحوال قد تنتهي المباراة إلى التعادل ليكون الحسم في لقاء اللاذقية، وهذا ليس شرطاً، فيمكن أن يفوز بالمباراة أحد الفريقين، لكن المتوقع أن تبقى المباراة معلقة حتى الإياب لعدم قدرة الفريقين على الحسم من المباراة الأولى.
المباراة الثانية
المباراة الثانية بين الفتوة وتشرين لن تكون أقل إثارة وصعوبة من المباراة الأولى، والصراع بين الفريقين على الألقاب كبير، تشرين بطل الدوري لثلاثة مواسم سابقة والفتوة بطل الموسمين الحالي والسابق، الفتوة خرج أمام تشرين في الكأس في الموسم الماضي، لكن الفتوة فاز في المباراة الفاصلة المؤهلة إلى بطولة الاتحاد الآسيوي، في الدوري تبادلا الفوز في الموسم الماضي، وهذا الموسم تعادلا مرة وفاز الفتوة مرة.
في الوصف العام فإن الميزة التي يتفوق بها الفتوة على ضيفه تشرين تكمن بالاستقرار الإداري وبالدعم المفتوح الذي يلقاه الفريق بلا حدود، وهذا يضع الفتوة في تفوق على الصعيد المعنوي والنفسي والمالي بعكس تشرين الذي ما زال بلا مجلس إدارة بعد استقالة إدارته، وبلا دعم مالي، ناهيك عن بعض الخلافات الجانبية داخل الفريق، وظهرت في المباراة الأخيرة مع الساحل في الدوري من خلال التصرف غير اللائق من اللاعب محمد البري، أو حرد محمد حمدكو لعدم إشراكه في المباراة ومن الثابت غياب حسن أبو زينب ومحمد البري عن مباراة الذهاب.
على الصعيد الفني تكمن قوة الفتوة بتشكيلته الاحتياطية التي هي أقوى مما هو موجود عند تشرين، أما على الصعيد القيادي، فالمدربان يملكان الخبرة الكافية لقيادة الفريقين نحو التتويج في البطولات.
تشرين في السنوات الأخيرة تألق في الكأس، ولولا الشغب غير المبرر موسم 2022 لكان الكأس من نصيبه، فبعد أن تجاوز الوحدة في ربع النهائي، توقف في نصف النهائي أمام الوثبة، في الذهاب مع الوحدة تعادل 1/1 وسجل هدفه محمد مالطا، وفاز في الإياب بهدف محمد حمدكو، وخسر الذهاب في نصف النهائي أمام الوثبة في اللاذقية بهدفين نظيفين وحدث في المباراة من الخروج عن النص الشيء الكثير، وتعادل في حمص بهدفين لمثلهما سجلهما نصوح نكدلي من جزاء ومحمد أسعد.
في الموسم الماضي حقق لقب بطولة الكأس عن جدارة وتصميم وسجل أكبر نتيجة فيه بالفوز على فريق حسياء 12/1 علماً أن المباراة لم تكتمل وتوقفت في الدقيقة 75 لعدم اكتمال صفوف فريق حسياء للإصابة، وسجل أهداف تشرين كل من: أنيس قاسم سجل ثلاثة أهداف وأحمد حاتم وباهوز محمد وأحمد المنجد هدفين وزكريا العمري ومصطفى بيلونة ومحمد مالطا هدفاً واحداً، في دور الـ16 تجاوز الفتوة بركلات الترجيح 5/4 بعد التعادل 2/2 وسجل هدفي تشرين نصوح نكدلي وزيد غرير، في ربع النهائي تجاوز الوثبة بركلات الترجيح أيضاً 6/5 بعد التعادل السلبي، وفي نصف النهائي فاز على المجد بهدف أنيس قاسم وتوج باللقب بفوزه على الوحدة بهدف خالد مبيض.
في هذا الموسم فاز في الدور الثاني على النيرب بهدفي الكاميروني كلاود إيكيه وأيمن عكيل، وتخطى دور الـ16 بعد تجاوزه الجيش بركلات الترجيح 6/5 بعد التعادل 1/1 وسجل لتشرين أيمن عكيل وفي ربع النهائي فاز على شهبا بخمسة أهداف نظيفة سجل منها أحمد حاتم هدفين وسجل محمد البري وأنيس قاسم وعماد الحموي هدفاً واحداً لكل واحد منهم.
الفتوة لم يكن الرقم الصعب في الموسمين الماضيين وخرج من الدور الأول، ففي موسم 2022 خرج من ربع النهائي أمام الوثبة بركلات الترجيح 2/4 بعد التعادل السلبي في مباراتي الذهاب والإياب، وفي الموسم الماضي انتقل إلى دور الـ16 لتغيب فريق الجهاد عن مباريات الدور الثاني، لكنه خرج بركلات الترجيح 4/3 أمام تشرين بعد التعادل 2/2 وسجل له عدي جفال وأدرك ثائر كروما التعادل د 92.
وعوض خسارته أمام تشرين في الكأس، بالفوز عليه في المباراة الفاصلة المؤهلة إلى بطولة الاتحاد الآسيوي بهدف كرم عمران، وكانت هذه المباراة جدلية بكل تفاصيلها.
هذا الموسم فاز على المخرم في الدور الأول 3/صفر وسجل أهدافه محمود البحر ومصطفى جنيد وأحمد الأشقر، كما فاز في دور الـ16 على الشرطة 3/صفر وسجل له: كرم عمران من ركلة جزاء وأحمد الحسين ومحمود البحر، وفاز في دور ربع النهائي على الطليعة بهدفي عبد الرحمن الحسين ومصطفى جنيد.
في الدوري تبادل الفريقان الفوز في الموسم الماضي، ففاز الفتوة في الذهاب بهدف خليل إبراهيم وفاز تشرين في الإياب بهدف أحمد المنجد، وهذا الموسم تعادل الفريقان في الذهاب 2/2 سجل للفتوة محمود البحر والمحترف جوزيف ماركوس وسجل لتشرين محمد البري وأيمن عكيل وفاز الفتوة في الإياب بهدفي يوسف الحموي وعبد الرحمن الحسين مقابل هدف أيمن عكيل.
في الحالة العامة للمباراة فإن تشرين يأمل بالعودة من دمشق بالتعادل على أقل تقدير ليلعب في اللاذقية على المرتاح ودون أي ضغوط نفسية، وهذا الأمر قد يكون بديهياً في عالم كرة القدم، فالعودة بمثل هذه المنافسات بالتعادل من أرض الخصم القوي قد يكون أمراً محموداً.
على العكس سيكون تفكير فريق الفتوة الذي سيهاجم من الدقيقة الأولى ليحاول حسم مسألة التأهل من مباراة الذهاب حتى لا يقع بما لا يحمد عقباه في مباراة الإياب.
قد تكون المباراة تحت سيطرة الفتوة، لكن تشرين لن يكون ضيف شرف ولا خصماً سهلاً.
سيرياهوم نيوز1-الوطن